ما هو الغاز الصخري؟.. ثروة قد تنقذ أوروبا من أزمتها

profile
  • clock 25 سبتمبر 2022, 7:53:16 م
  • eye 707
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قبل أيام، رفعت بريطانيا الحظر المفروض على عمليات التكسير لاستخراج الغاز الصخري، والذي كان مفروضًا في إنجلترا منذ عام 2019.

ما هو الغاز الصخري؟

ووفقًا للتقديرات، تمتلك أوروبا غازًا صخريًا قابلًا للاستخراج أكثر من الولايات المتحدة. مع ذلك، فإن نشاط التكسير الرئيسي الوحيد هو في أوكرانيا، التي تمكنت من فطام نفسها عن الغاز الروسي منذ سنوات.

ويمكن وصف الغاز الصخري بـ"ثورة"، لما يحتويه  من غاز وسوائل غازية قد تكون الأهم نظرا لآثارها الاقتصادية الضخمة على العالم.

والغاز الصخري (Shale Gas)، غاز طبيعي يتشكل داخل الصخور التي تحتوي على النفط بفعل الحرارة والضغط، ويحتاج هذا الغاز إلى المزيد من المعالجة قبل تدفقه، ولهذا السبب يصنفه المختصون بأنه غاز غير تقليدي.

وكما هو حال الغاز الطبيعي "التقليدي"؛ يكون الغاز الصخري إما جافًا أو غنيًا بالسوائل، ومنها الإيثان المفضل في صناعة البتروكيماويات.

ولتحرير الغاز الصخري لابد من القيام بعملية الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي على نطاق واسع وباستخدام الماء والرمل لتحقيق الحد الأمثل من اتصال السطح بمكامن الغاز من أجل المحافظة على زيادة المسامية.

ويُعدّ الغاز الصخري من أهم مصادر الطاقة المتجددة حاليا، كما أن احتراقه يُعدّ آمنًا، ويعود السبب في ذلك هو إنتاجه لنصف كمية ثاني أكسيد الكربون، وأقل من ثلث نسبة أكاسيد النيتروجين، وحوالي 1% من أكاسيد الكبريت التي تنتجها أغلب مصادر الوقود الأخرى عند احتراقها.

وبناءً على ذلك، فإنّ استخدام الغاز الصخري أفضل للبيئة من استخدام مصادر الوقود الأخرى، ومن الجدير بالذّكر أنّ إنتاج الغاز زاد من النمو الاقتصادي في بعض الدول التي تستخرجه.

احتياطي الغاز الصخري في العالم

وفقا لدراسة أعدتها مؤخرًا إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وغطت 41 دولة حول العالم، تبين أن الاحتياطات الأعلى من الغاز الصخري توجد في كل من: الصين بمعدل 1100 تريليون متر مكعب، تليها الأرجنتين بمعدل 802 تريليون متر مكعب؛ فالجزائر بمعدل 707 تريليونات متر مكعب، ثم الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل 665 تريليون متر مكعب، وأخيرًا كندا بمعدل 573 تريليون متر مكعب.

وتتسم معدلات إنتاج الغاز الصخري بتراجعها بنسب كبيرة خلال السنوات الأولى لبدء الإنتاج، حيث يكون أعلى معدل تراجع بعد السنة الأولى من الإنتاج ويصل إلى نحو 60% من أعلى مستوى للإنتاج، ثم يستمر في التراجع إلى أدنى مستوى له بعد سبع إلى تسع سنوات من بداية الإنتاج.

طرق استخراج الغاز الصخري

تستخدم لاستخراج الغاز الصخري تقنية عويصة بمقارنتها بتقنية استخراج الغاز الطبيعي، الذي يكون محبوسا في فجوات تحت الأرض، ومع ارتفاع سعر النفط والغاز الطبيعي، سيصبح استخراج الغاز الصخري في المتناول، وذا جدوى اقتصادية عالية.

وتتمّ عملية حفر الآبار عند المناطق المستهدفة بطريقتين، كما يلي:

الطريقة الأولى (الحفر الأفقي)

يتم الحفر إلى عمق كبير ما يقارب 6 كم في عمق الأرض، للوصول إلى الصخور التي تحتوي على الغاز الصخري.

ثم يتم التحرك بشكل أفقي بزاوية 90° درجة والبدء في الحفر أفقيا، وذلك للزيادة الإنتاجية، وتوسيع المناطق المستهدفة واستغلال حدوث عملية الحفر؛ نظرًا إلى كلفتها ومخاطرها الكبيرة، مثل، زيادة فرصة حدوث الزلازل، وغيرها من الكوارث والمشكلات البيئية الناتجة عن تكسير طبقات الأرض.

الطريقة الثانية (التكسير الهيدروليكي)

وتسمى أيضا بالتصديع المائي أو الهيدروليكي، وتكمن آلية هذه العملية بضخ سائل تحت ضغط مرتفع يُقدر بحوالي 100 بار، ويتكون بشكل أساسي من الماء، ويحتوي أيضًا على رمل الكوارتز الذي يساعد على إبقاء التصدّعات مفتوحة، وبالإضافة إلى احتواء السائل على مواد كيميائية (حوالي 3-12 مادة)؛ لزيادة لزوجة السائل والتي ستزيد من فعاليّة نقل الرمل والمواد المضافة، مثل: ثاني أكسيد الكربون وثنائي النيتروجين، وحمض الهيدروكلوريك وغيرها من الأحماض.

وجدير بالذكر أنّ كميّة الماء المُستخدمة كبيرة جدًا إلا أنه يبقى ما يقارب نصفها في أعماق الأرض، ولا مناصّ من القول إنّ الماء الذي يتمّ استرجاعه بعد حقنه في أعماق الأرض يكون ملوثًا بالمواد الكيميائية، فلذلك يجب التخلص منه في مرافق المعالجة مع ضرورة إبعاده عن مصادر المياه؛ لتجنّب حدوث تلوث مائي، وفقا لموقع geolougy.com.

احتياطي الغاز الصخري في الدول العربية

بالنسبة لاحتياطي الغاز الصخري في البلدان العربية، تأتي الجزائر في المركز الأول عربيا والثالث عالميا مع احتياطي يقدر ب707 تريليونات قدم مكعب، وفقا لتقرير وكالة الطاقة الأمريكية.

وتليها ليبيا بـ 122 تريليون قدم مكعب، ثم مصر 100 تريليون قدم مكعب، وتونس 23 تريليون قدم مكعب.

تكلفة الغاز الصخري

رغم التوقعات الكبيرة بأن يُحدث الغاز الصخري "ثورة" في مجال الطاقة، فإن هذه التوقعات ربما تجد لها سقفًا محدودًا بالنظر لارتفاع تكلفة استخراج الغاز الصخري (غير التقليدي) مقارنة بنظيره الطبيعي التقليدي.

وكذلك بسبب التوجه العام نحو إنشاء إطار تنظيمي أكثر صرامة لعملية التكسير الهيدروليكي المستخدمة في إنتاج الغاز الصخري نظرًا لما يرافق هذه العملية من أضرار بيئية خطيرة.

كل ذلك سيكون –دون أدنى شك- عائقًا لعملية تغيير خارطة الطاقة العالمية في المدى القريب.

التعليقات (0)