- ℃ 11 تركيا
- 23 أبريل 2024
مجدي الحداد : ما بين الصاروخ الصيني والحروب السيبرانية
مجدي الحداد : ما بين الصاروخ الصيني والحروب السيبرانية
- 9 مايو 2021, 1:45:57 ص
- 673
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
دعمت الولايات المتحدة جمهورية الصين الشعبية ــ واحتفظت بذات الوقت بروابط وثيقة مع جمهورية الصين الوطنية ؛ التي هي تايوان .
وهو الأمر الذي لا تقره بكين باعتبار تايوان جزء من الوطن الأم ، وحيث لا تزال ، وحتى اللحظة ، تطالب بضمها إلى جمهورية الصين الشعبية .
وتعارض في ذات الوقت كل من يقيم علاقات دبلوماسية مع تايوان وقد يصل الأمر حتى إلى قطع العلاقات ، وذلك باستثناء الولايات المتحدة طبعا
ــ لقد دعمت واشنطن بكين إذن في حقبة الحرب الباردة وخاصة إزاء صراعها الخفي أحيانا ، والمعلن في أحيان أخرى مع الإتحاد السوفيتي السابق .
ويرجع دعم وشانطن لبكين لعدة أسباب رئيسية في حقيقة الأمر ، منها مثلا إعمالا لمبدأ عدو عدوي صديقي . وثانيا إعلان الصين صراحة ، ومنذ عهد ماو تسي تونج ،
وحتى في أعقاب وأثناء ثورته الثقافية ، أن الصين لا تسعى إلى تصدير ثورتها إلى أي مكان أخر في العالم . وأكدت على أن الثورة الصينية ،
وحتى النظام الشيوعي الصيني هو محض تجربة صينية خاصة ، و شأن داخلي ، وقد اخترته الصين لأنها رأت إنه أكثر ملائمة لشعبها في هذه المنطقة من العالم ،
وذلك جنبا إلى جنب مع التعاليم ، أو التراث " الكنوفشيوسي " الصيني المعروف بطبيعة الحال .
ومرد العداوة السوفيتية للصين يعود إلى تبني الصين لنظرية شيوعية قفزت فوق التعاليم أو النظرية الماركسية ، والتي حاولت روسيا ما بعد القيصرية ،
أو ثورة لينين في اكتوبر 1917 ، أو الثورة البلشيفية ، تبنيها على الرغم من أن روسيا في هذا الوقت لم تكن بلد صناعي ، وكما اشترط كارل ماركس لنجاح نظريته .
وقد أعلنت الصين إن تطبيق الشيوعية لديها لا يشترط المرور بالمرحلة الإشتراكية . وهذا في حد ذاته كان كافيا لقلب النظرية الماركسية رأسا على عقب ،
وخاصة في حال نجاح الصين وتفوقها إقتصاديا على الأقل على سائر العالم الثاني ــ ووفقا للتصنيف الغربي لعالم الأمس واليوم ..!
ــ أو ما يعرف بالعالم الإشتراكي . وهذا كان سببا كافيا إذن لمعادة الإتحاد السوفيتي السابق ، ومعه حلف وارسو السابق لمعاداة الصين وخاصة عندما تظهر إخفاقهم جميعا ،
ومع تبنيهم للنظرية الماركسية بحذافيرها ، بينما هي تبنت الشيوعية ، وكما أسلفنا ، وبدون المرور بالمرحلة الإشتراكية ،
وبما يناقض حتى قول كارل ماركس بأن : " الإشتراكية هي التطور الحتمي للرأسمالية " ، وتنجح نجاحا باهرا حتى ولو اقتصر ذلك على الناحية الإقتصادية فقط ..!
ولعل تلك العداوة السوفيتية الصينية السابقة دفعت هيكل ليعلق على ذلك حصرا ؛ قائلا ؛ وما مفاده : " أن عداوة الصديق قد تصير أكثر شراسة من عداوة العدو الحقيقي " .
وربما كان ذلك إنعكاسا لحالة الصراع المحتدم بين الصين وموسكو ، والذي ظهر بشكل جلي في الساحة الخلفية لكليهما ، وباختصار ، في الهند الصينية .
وهذا إذن ، بجانب كل ما سبق ذكره ، كان سببا كافيا للتقارب الأمريكي خاصة ، والغربي عامة ، مع جمهورية الصين الشعبية .
وأكثر من ذلك ؛ فقد سعت الولايات المتحدة إلى فتح جبهة أخرى مع الإتحاد السوفيتي السابق وربما على تماس مع أرضه أو بالأحرى في حدوده المشتركة مع الصين .
ومن هنا رغبت الولايات المتحدة ، وحتى بناءا على رغبة الحكومة الصينية ــ تصور ..! ــ بتطوير وتحديث الجيش الصيني بنفسها ،
وخاصة في مجال تكنولوجيا الإتصالات والإلكترونيات ، وحيث كانت الصين شديدة التخلف في تلك المجالات بالذات ..!
وقد ترأس ، أو تصدى لهذه المهمة الأكاديمي ، والفني ، والعالم ؛ وليام بيري ، والذي شغل منصب وزير الدفاع فيما بعد ،
وفي عهد كلينتون ، وكان ذلك ، وباختصار ، بمثابة أخر منصب رسمي تولاه في الحكومة الأمريكية ، أو أي إدارة أمريكية .
إذن فكانت الصين ، ولا زالت ، تعتمد على الولايات المتحدة ــ كما تدين لها في ذات الوقت بما وصلت إليه من تقنية متقدمة جدا في هذا المجال ،
ولكنها مع ذلك مشروطة ، أو مقيدة بطبيعة الحال ..! ــ في تكنولوجيا الإتصالات ، وحتى في تطبيقات " السوفت وير " التي ابتدعتها الصين ؛ كتطبييق "تيك توك " مثلا .
وعندما " شبت " الصين عن الطوق الأمريكي في مجال تكنولوجيا الإتصالات ، وربما حتى الرقائق الإلكترونية ، ظهر على العلن الخلاف أو الصراع الأمريكي الصيني ،
والذي أخذ ، أو اتخذ صور شتى ؛ كالحرب التجارية والخاصة بالرقائق الإلكترونية ، والجيل الخامس ، وشركة " هاووي " وغيرها . وقد ظهر ذلك جليا ، وبطريقة أكثر شراسة ،
في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب ، والذي نادى ؛ كما تبنى مبدأ ؛ " أمريكا أولا " .
هذا وقد ظهرت بوادر وثمرة ثورة تكنولوجيا الإتصلات ، والتي كان رائدها وليام بيري ، في تزويد طائرات الشبح الأمريكية بهذه التكنولوجيا من ناحية ،
ونجاح بيري أيضا في أن يكون هو بمثابة الرائد لحرب إلكترونية جديدة ، والتي تعارف عليها ، وعُرفت فيما بعد بالحرب " السيبرانية " ..!
وكان أول تجربة عملية ناجحة في تلك الحرب السيبرانية التي ابتدعها بيري ، هو تخريب مفاعل نووي إيراني عن بعد ،
وفي مرحلة مبكرة جدا ــ وقد تلا ذلك ، وحتى بعد رحيل بيري عن البيت الأبيض ، تفجيرات عديدة أخرى في مفاعيل نووية عددية وغيرها في إيران ، وكان أخرها مفاعل نطنز .
لكن هل يمكن أن تكون تلك الحرب السيبرانية ، وفي أوج الحرب البارة ، مع الإتحاد السوفيتي السابق ، وحلف وارسو ، قد شملت أيضا ، وفي مراحلها المبكرة ، مفاعل " تشرنوبل " بأكورانيا عام 1986 ..؟!
وقد تطورت الحروب السيبرانية ــ وربما خرجت عن السيطرة قليلا ــ على أية حال ، وحتى قد غطت ، وشملت العالم كله تقريبا الآن .
وكنا قد سمعنا مؤخرا أن الولايات المتحدة استطاعت أن تخرج صاروخ صيني قد أطلقته الصين ، عن تحكم الصين ، أو حتى مجال رؤيتها وتحكمها ،
وذلك بامتلاك الأولى ناصية تكنولوجيا التتبع المتقدمة ــ أو " الجي . بي . إس " . وبعدها مباشرة سمعنا بالصاروخ الصيني الذي خصصته الصين لنقل بعض أجزاء محطتها الفضائية التي تزمع إنشائها في الفضاء الخارجي ،
والذي يدور الآن حول الأرض بسرعة بلغت حوالي 26000 كم في الساعة مرة كل 90 دقيقة تقريبا ، ولا يدري أحد ،
وبما في ذلك الصين ذاتها مطلقة الصاروخ ، أين ومتى سيسقط ذلك الصاروخ ، وما الأثار السلبية التي يمكن أن تترتب على سقوطه ..؟!.
إذن فمن غير المستبعد أن تكون الحرب " السيبرانية " التي تشنها الولايات المتحدة ــ بجانب الحرب التجارية ، والميكروبية ــ والخاصة باتهام الصين بإنها السبب في إنتشار وتفشي وباء كورونا حول العالم ،
والذي ظهر أولا في مقاطعة "وهان" بالصين ، وحتى أن ترامب قد أسماه بالفيروس الصيني بدلا من " كوفيد 19 " ..! ــ وغيرها من حروب أخرى ــ قد تكون من صنعها ،
و تداعيتها ، حرف الصاروخ الفضائي الصيني عن مساره الطبيعي ، أوالمخطط له سلفا من قبل الصين ، للجم الطموح الفضائي و" السيبراني " الصيني من ناحية ،
وعقاب الصين من ناحية أخرى لتجرأها على الخروج من العباءة أو "المظلة" الأمريكية وإظهرها بمظهر الملام ، والعاجز في ذات الوقت ، أمام العالم ، حتى في التحكم فيما تطلقه من صواريخ فضاء ..!
وربما أن الصين قد سعت إلى إنشاء المحطة الفضائية الخاصة بها ، عندما رغبت في الإنضمام إلى محطة الفضاء الدولية ،
وحيث قد انضم إليها أيضا ، عدو الأمس ، وصديق اليوم ــ وخاصة بعد تبنيه نظرية السوق ــ دولة روسيا الإتحادية ؛ وريث الإتحاد السوفيتي السابق ، ورُفض طلبها ..!
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
اثنين, 22 أبريل 2024
روسيا: نشر الأسلحة النووية في بولندا سيجعلها ضمن الأهداف المشروعة للتدمير اثنين, 22 أبريل 2024
الـ تايمز تفضح أكاذيب نتنياهو:لن تستطيعوا تدمير حماس وهي باقية الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس في العمق
اثنين, 22 أبريل 2024
الـ تايمز تفضح أكاذيب نتنياهو:لن تستطيعوا تدمير حماس وهي باقية اثنين, 22 أبريل 2024
مرصد الأزهر: لهذه الأسباب يتفشى التطرف في الكيان الصهيوني