مجدي الحداد يكتب.. : اسحب الاتفاقية.. ارفضوا التوقيع

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 9 أبريل 2021, 1:56:00 م
  • eye 712
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لا تلف ولا تدور ؛ لا حل سوى سحب التوقيع أو رفض البرلمان للاتفاقية

من هنا نفهم أن أتفاقية المبادىء التي وقعها السيسي في مارس 2015 هي أساس المشكلة ، ولتصحيح هذا الخطأ الذي يمكن أن يضعه البعض الى مستوى الخطيئة أو حتى الخيانة ، هو ؛ وكما قلنا مرارا ، وتكرار ؛ سحب توقيعه على تلك الإتفاقية ، أو يعقد البرلمان جلسه مشتركة بغرفتيه ، ويرفض تلك الإتفاقية مما يضعف أو حتى يزيل أي مشروعية قانونية لبناء هذا السد - ولا يزال ، وإلى الآن ، وسيذكر التاريخ ذلك -

قال مبارك ذات مرة ساخرا وغير مباليا ، عندما ذكره أحدهم بما سوف يكتبه التاريخ عما يحدث أو سيحدث بمصر : " أنا لا أهتم بالتاريخ ولا الجغرافيا " .. ورأينا بعدئذ ، ولا زلنا سنرى في حقيقة الأمر ، ماذا فعل به وبأهله - وعلى نحو أخص نجله الذي كان يعده لوراثة الحكم من بعده - ؛ التاريخ والجغرافيا - سيذكر التاريخ إذن انه كان هناك متسعا من الوقت للتراجع بشرف وعزة وتخليص الضمير من وزر خيانة الأمانة ، وكذا الانتصار للتاريخ والجعرافيا ، من خلال سحب التوقيع على تلك الاتفاقية ، وعلى نحو ما أسلفنا ..!


وليس من العيب أن تتراجع عن خطأ أو خطيئة ، يؤدي التمادي والمكابرة فبها ، والتمسك أو حتى التشبث بها ، حرفيا ؛ الى أزمة وجودية بكل معنى الكلمة ..!

يا أخي ؛ طب والله والله والله ؛ لو أنا مكانك وخيرت بين الاستمرار بالتمسك بتلك الاتفاقية المشؤمة أو ترك منصب الرئاسة - وحتى ما يمكن أن يتبع ذلك بأي حديث عن توريث محتمل للمنصب للأنجال والأحفاد - لتركت الرئاسة بقلب مطمأن وضمير مستريح ونفس راضية ..!

إذن فأي حديث أخر عن عدم سحب التوقيع الآن ، هو بمثابة حديث أوكلام أجوف ، ولا طائل من وراءه ؛ " مثل ثورة يناير .. وكشفت ضهرها .. وعرت كتفها ".. إلخ !

فمثل هذا النهج هو بالفعل تضييع للوقت ، أو بالأحرى كسب مزيد من الوقت لصالح أثيوبيا للانتهاء من تشييد السد ونصبح بعدئذ أمام أمر واقع جديد ؛ تحاول أثيوبيا وبمساعدة من وقع على إتفاقية المباديء ، ولا يريد أن يتراجع عنها لغاية الآن ، أن يخضعنا لهذا الأمر الواقع جميعا ..!

ثم لماذا حقا تمسكت مصر في عهد مبارك باتفاقية القسطنطينية التي وقعتها مصر عام 1818 بشأن مرور السفن العابرة بقناة السويس ، عندما أثيرت مسألة عبور القطع العسكرية الحربية إبان حرب الخليج الأولى والثانية ، وسكتت أمام عدم اعتراف أثيوبيا باتفاقية المياه الموقعة بينها وبين الأخيرة في عام 1902 ، وحتى اللاحقة لها في عام 1958 ، فكما كانت مصر مستعمرة عام 1902 ، كانت مستعمرة أيضا في عام 1818..؟!


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)