- ℃ 11 تركيا
- 12 مايو 2024
مجدي الحداد يكتب : بين السيسي وشكري
مجدي الحداد يكتب : بين السيسي وشكري
- 13 أبريل 2021, 7:36:52 م
- 1018
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في حوار تليفزيوني معه ، وعن سؤاله عن إمكانية سحب السيسي لتوقيعه على اتفاقية المبادئ ؛ قال سامح شكري أن مصر لا تنسحب من اتفاقات أبرمتها بإرادتها الحرة " ..!
طب لو الطرف الثاني ، والذي هو أثيوبيا ، أخل بهذا الاتفاق - وهو ما حدث بالفعل - هل نظل نحن متمسكون به ..؟!
طب لو كان هذا الانسحاب أو سحب التوقيع من مصلحة مصر ؛ نظل نحن ؛ متمسكون بمقولة عبد الفتاح القصري في فيلم ؛ " ابن حميدو " ؛ " أنا كلمتي متنزلش الأرض أبدا " ..؟!
طب دا يا أخي حتى الدول العظمى ، بل وإسرائيل ، وحتى مصر ذاتها ، وفي عهدها الليبرالي ، قد رجعوا جميعا ، هم وغيرهم ، وعبر التاريخ الإنساني - واللإنساني أيضا - كله ؛ عن إتفاقيات ومعهاهدات وقعوها لأنهم رأوا الاستمرار فيها يضر بمصالح بلدانهم ؛ فهل كان ذلك مثلا نتيجة خلل ما في نظامهم السياسي ، أو حتى خللا في نظام تفكيرهم ..؟! ، أم فعلوا ذلك وفقا لما تمليه عليهم مصالح بلدانهم ، وكذا صوت ضميرهم - والذي يمكن أن يكون هنا أكثر إزعاجا من أي صوت أخر عند الأسوياء الذين تجردوا وجردوا كما كرسوا أنفسهم فقط لخدمة بلدانهم وصيانة مصالحها الحيوية ..؟!
ففي الولايات المتحدة
-----------------------------
وعلى سبيل المثال ، وحتى لا نطيل ، تم التخلي لأول مرة عن غطاء الذهب بالنسبة لعملة الدولار مما أثر على الاقتصاد العالمي كله وقتها .ثم تم ربط الدولار بعدئذ بالنفط بدلا من غطاء الذهب ، وهو ما عرف لاحقا بما سمي بعهد ؛ " البترودولار " .
ثم في عهد نيكسون تم تخفيض قيمة الدولار ذاته وخسر العرب - وغيرهم مما تعاملوا بالدولار كعملة أساسية في كافة تعاملاتهم ، وذلك باعتبارها عملة صعبة دولية - في تلك اللحظة مليارات الدولارات والتي كانت بمثابة ودائع بالبنوك الأمريكية قبل تخفيض قيمة الدولار ..!
بل وفي عهد دونالد ترامب ذاته - وحيث كان له ديكتاتوره المفضل ، والذي وصفه مره بالقاتل اللعين ، أو F...killer ، ويا ريت حتى الأخير كان اقتدى براعيه ولو من زاوية الحرص على مصالح بلاده ..! - تخلى ترامب إذن عن إتفاقية المناخ ، والتي كانت قد وقعتها الولايات المتحدة في طوكيو - والتي يريد بايدن العودة إليها الآن - كما تخلى أيضا عن المعاهدة النووية التي وقعتها كل من الولايات المتحدة و الخمس الكبار مع إيران وهو ما كان يعرف ب 5 + 1 ، وتخلى كذلك عن كون الولايات المتحدة الراعى النزيه في الصراع العربي الصهيوني ، وحتى بعد أن اصار نزاع فلسطيني صهيوني ، وذلك بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس الشريف ، كما اعترف بالقدس الموحدة - شرقية وغربية - هي عاصمة إسرائيل خلافا حتى للمعاهدة أو المبادرة العربية التي تقدمت بها السعودية من قبل لإنهاء الصراع العربي الصهيوني والاعتراف بالكيان مقابل الدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس الشرقية ..!
وفي إسرائيل
-------------------
فطوال تاريخا كله ، ومنذ نشأتها الرسمية في عام 1948 ، لم تكن هناك أي معاهدة أممية أو دولية بينها وبين العرب إلا واخترقتها ونقضتها وتخلت عنها ، طالما كان هناك مصلحة لها في ذلك ؛ كالاختراقات المتكررة مثلا لوقف إطلاق النار بينها وبين مصر خاصة ، وفي ذروة الصارع العربي الصهيوني .واخرها مثلا ضم الجولان المحتل ، والقدس الشرقية - وعلى نحو ما أسلفنا ، وكذا تفجير مفاعل نطنز الإيراني واغتيال العلماء النوويين الإيرانيين وغيرهم ، وكذا فزوها للبنان عام 1982 ، وقصفها لمفاعل تموز النووي العراقي ، وغيرها ..!
وفي مصر ؛
----------------
وسنذكر فقط ، وباختصار أيضا ، ما قاله مصطفى النحاس ، رئيس الوزراء المصري الراحل الأسبق عن حزب الوفد أمام مجلس النواب - وذلك أيام م كان هناك مجلس نواب حقيقي ، وبرلمان حقيقي ؛ هكذا إذن تعود السيارة ، وبسرعة جنونية ، للخلف ..! - حيث قال حرفيا - ووفقا لما هو مدون تاريخيا : " ... من أجل مصر وقعت معاهدة عام 1936 ، ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها . "
وهكذا إذن قد صارت مقولة النخاس تلك تاريخا ..!
-----------------------------------------------
- أما كونك لا تستقرأ التاريخ ، فضلا عن قراءته ، وعلى الرغم من زعمك بأنك ظللت تدرس الدولة لمدة خمسون عاما - أنا مش فاهم حقيقي كنت بتردس أيه بالظبط ..! - فتلك إذن مشكلتك أنت وليست مشكلتنا نحن ..!
- ثم هل يفهم من سياق كلام سامح شكري بأن السيسي الذي وقع الاتفاق هو مصر ، ومصر هي السيسي ، ولذا وبالمقابل أبقى ، عليه كوزيرا للخارجية على الرغم من انعدام الكفاءة ..؟!
السيسي ، أو أي من كان قبله ، أو من سيأتي من بعده ، هو في حقيقة الأمر مجرد موظف في الدولة ، كما يفترض أنه أيضا خادما لها ، و بدرجة رئيس ؛ مثلك أنت أيضا سفير بدرجة أضعف وزير خارجية عرفته مصر عبر تاريخها كله ..!
-----------------------------------
وأخيرا إذا شق عليه الرجوع عن سحب توقيعه فليرحل هو وتوقيعه وأنت معه ..!
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
أحد, 12 مايو 2024
رئيس وزراء إسرائيلي سابق يضع تصور لنهاية الحرب على غزة (مترجم) أحد, 12 مايو 2024
النشرة المسائية لوسائل إعلام العدو ليوم الاحد ١٢مايو أحد, 12 مايو 2024
قاتلة الدبابات.. قصة الطائرة الأمريكية المدرعة التي يحبها الكونغرس الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس ما بعد الخبر
أحد, 12 مايو 2024
بعد سيطرة الاحتلال على معبر رفح.. هذا ما ينتظر سكان قطاع غزة سبت, 11 مايو 2024
أوامر إسرائيلية بإخلاء مناطق جديدة في غزة.. واجتياح رفح قد يستمر شهرين جمعة, 10 مايو 2024
76 جامعة إسبانية تقطع علاقتها بنظيرتها الإسرائيلية وتضع شرطا لعودة التعاون