- ℃ 11 تركيا
- 8 مايو 2024
مجدي الحداد يكتب: بين المكارثية ومعاداة السامية
مجدي الحداد يكتب: بين المكارثية ومعاداة السامية
- 26 أبريل 2024, 4:33:36 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ما بين الماكارثية في خمسينات القرن الماضي ، ومعاداة السامية في القرن الحالي لم يختلف مضمون ــ وإن اختلف الشكل ــ من تريد أن تشيطنهم ، الولايات المتحدة ، ممثلة في الإدارت الأمريكية المختلفة ، ولكل من يعارض ، أو يعترض على سياسات تلك الإدارت الأمريكة العدوانية ، سواء من داخل أمريكا أو خارجها ، وسواء كانوا مواطنون أمريكيون ، أو غير أمريكيون .
ولكن في عهد مكارثي تم شيطنة كبار الكتاب والقواد والفنانون الأمريكيون فقط ، وحتى تم اعتقال بعضهم بالفعل ، وتهميش البعض الأخر ، وحرمانهم من كل حقوق يمكن أن يحصلوا عليها حتى باعتيبارهم مواطنون أمريكيون ، وذلك بتهمة انتمائهم الفكري والوجداني للشيوعية . وقت أن كانت الحرب الباردة على اشدها بين الاتحاد السوفيتي السابق ، والولايات المتحدة الأمريكية ، وحتى ان كادت أن تتحول الحرب الباردة إلى حرب ساخنة في مرحلة من مراحلها.
أما في عهد بايدن فقد تم شيطنة شباب الجامعات اليافع الناضج ، والذي يريد أن يبحث عن الحقيقة ويقف عليها ، ومن دون تحيز إلى أي طرف من الأطراف ، وحيث يتهمهم هذه المرة بمعاداة السامية ، وكذا خضوعهم أو حتى انحيازهم لحماس ــ والتي تبعد عنهم ألاف الكيلومترات ، ويفصل بينها وبيهنم المحيط الأطلسي ذاته .
الغريب انه من المرات النادرة التي يتفق فيها الحزب الجمهوري ــ المعارض الآن ، وباعتباره خارج السلطة ــ مع الحزب الديموقراطي ، ممثلا في الرئيس بايدن ، وكما في حالتنا تلك . وحيث اتهم رئيس مجلس النواب الجمهوري ؛ مايك جونسون ، الطلاب المعتصمون بالجامعات الأمريكية احتجاجا على المذابح ال$يوينة ، والتطهير العرقي ، في غزة ، والذي يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي ، بمعاداة السامية .
وأكثر من ذلك فقد دعا جونسون رئيسة جامعة كولومبيا ، نعمت شفيق ــ والمصرية الأصل ــ بالاستقالة من منصبها إذا لم تستطع السيطرة على الموقف ، ووقف موجات العداء للسامية .
وهنا يجب أن نقف قليلا على مزيد من التحليل حول عبارة رئيس مجلس النواب تلك فهو يبدو وكأنه معارض ، او منتقض لموقف رئيسة الجامعة في الظاهر ، من خلال خطابه هذا ، ولكنه مؤيد وداعم لها في الباطن ، ومما يفهم من نفس هذا الخطاب . وحيث انها هي من استدعت قوات الأمن بالدخول للحرم الجامعي ، وأكثر من ذلك فقد دعت الحرس الوطني الأمريكي كذلك للتدخل ، وفض اعتصام الطلاب داخل الحرم الجامعي بالقوة ، وبعد أن أمهلتهم 48 ساعة . واحتج العديد من اللأساتذة والطلاب بكون أن الحرس الوطني لا يتدخل إلا في وجود حالات إرهابية حقيقية تشكل خطرا ماثلا على الأمن القومي الأمريكي ، وكل هذا يعني إذن ، و ضمنا ، اتفاق وتوافق جونسون مع كل تلك الإجراءات التي اتخذتها رئيسة الجالعة ، ولا اعتراض له يذكر عليها ــ وإلا كان قد نطق بها صراحة مثلا ! ــ وخاصة إذا تم السيطرة على الموقف من خلالها .
ـ
ـ المدهش في هذا الموضوع ــ وهو ما يكشف كذب بايدن وجونسون معا ــ هو خروج عدد من أعضاء هيئة التدريس اليهود من جامعة كولومبيا ليشاركوا الطلاب وبعض أساتذة الجامعة موافقهم ، وحتى اعتصاماتهم في الجامعة احتجاجا على المذابح الجماعية ، والتطهير العرقي للمدنيين من أهالي غزة المسالمين ، والذي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدار الساعة في غزة ــ وكما أسلفنا ــ ثم تأتي من هؤلاء الأساتذة شهادة أخرى قاسمة ، وحيث يقرون بانهم أنفسهم لم يجدوا أي معاداة للسامية في تلك المظاهرات والاحتجاجات بالجامعة ، وإلا ما كانوا شاركوا فيها ، وهم من اليهود .
وتلك الشهادة الصادقة في حقيقة الأمر تغير كثيرا ، وجذريا ، الصورة الذهنية المنطبعة عن اليهود لدى شعوب منطقتنا هنا ، وربما في باقي مناطق العالم .
ــ إذن ، فامريكا خمسينات القرن الماضي هي نفسها أمريكا العقد الثالث من القرن الحالي ، ولو من زاوية شيطنة معارضيها ، وكما بينا ؛ فإذا مضى زمن المكارثية ، فزمن المعادة للسامية حاضراً ، وإذا لم يكن الأخير كافيا ، فربما كان الانضمام إلى حماس ، أو أخذ تعليمات منها ــ ومن قبل طلاب أمريكيون ، قد لا يعرف أحد منهم عن العربية شيئا ! ــ كافيا لشيطنة كل من لا يريد أن يمتثل لتوجهات وسياسات البيت الأبيض من الطلاب الأمريكيون ، أو على الأقل يعترضون على تلك السياسات ، وخاصة فيما يتعلق بالانحياز التام والأعمى من قبل كل الإدارات الأمريكية تقريبا لإسرائيل .
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
ثلاثاء, 07 مايو 2024
صحيفة عبرية تكشف مفاجأة: ستقام الدولة الفلسطينية بموافقة إسرائيل أو بدونها ثلاثاء, 07 مايو 2024
الشرطة المصرية ألقت القبض على مشتبه بهم في جريمة قتل يهودي بالإسكندرية الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس فتاوى و أحكام
اثنين, 08 أبريل 2024
ما حكم إخراج زكاة الفطر مالًا؟ أحد, 07 أبريل 2024
ما حكم استخدام اللبوس أثناء الصيام؟ سبت, 06 أبريل 2024
ما حكم ترك الصيام لفوات السحور؟