مجدي الحداد يكتب : ما بين مصر وغزة

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 12 مايو 2021, 8:17:11 م
  • eye 720
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لم يعد استخراج أو انجاز أي معاملة خاصة بك في مصر متيسرا وسهلا ولو نسبيا ، وكما كان الأمر في عهود سابقة حتى في حالة الحرب مع الصهاينة ..!

لم يعد ذلك ممكنا إلا مقابل تضحيات جسام ، من جهد وعرق وبذل الكثير من المال ، وأحيانا قد يتطور الأمر إلى الدخول في نزاعات ، 

لم تسع إليها أصلا أثناء إنهاء هذه المعاملة أو تلك ، لتضطر بعدئذ أن تترك ما سعيت إبتداء من أجل إنجازه ، وتتفرغ بعدئذ لما ظهر عرضا ،

 وتدخل في مسار أخر ، ودائرة دوائر أخرى من المشاكل والاضطرابات ، لبذل المزيد من المال - والغير متوفر أصلا ،

 فضلا عن عدم كفايته أصلا لمواجهة أعباء المعيشة اليومية - و من غير أن تنهي مهمتك الأصلية ..! 

فإذا ذهبت لأي مصلحة - حتى ولو كان التأمين الصحي أو الشهر العقاري - سترى من العذاب ألوان ، وكأنهم يعقابونك على إنك مرضت ، أو اضطررت للذهاب للشهر العقاري ،

 أو استخراج بطاقة تموين بدل فاقد ، أو حتى بدل تالف ، أو حتى سعيت لتسجيل أسمك لأخذ لقاح كورونا ؛ والتي مش عارف أي نوع من اللقاح سيكون ؛

 وحيث في السوق الآن خمسة أنواع من اللقاحات لم تعترف منظمة الصحة العالمية بإثنين منهم حتى الآن وهما الصيني والروسي - وحيث يبدو إنهما المتوفران الآن ؛ ولمن يريد النظامه تطعميه من عامة الشعب..!

في كل دول العالم ، وبما في ذلك عالمنا العربي ، نجد الأنظمة تيسر على موطانيها ما استطاعت إلى ذلك سبيل - وهناك من يعسر ويعقد تعقيدا ما استطاع إلى ذلك سبيلا ..!

جل شعوب العالم - وحتى في الكيان ذاته والولايات المتحدة - صدحت بصوت الحق والتضامن مع الشعب الفلسطيني في القدس وحي الشيخ جراح وغزة ،

 واستنكار سرقة الصهاينة لأراضي الأهالي العزل في القدس وغيرها بقوة السلاح وحتى أحدثه ، وحتى شمل ذلك عالمنا العربي من المغرب للأردن ، إلا مصر ..!

ومع ذلك فصرنا حقيقة نعاني ما يعانيه أهل غزة من ضيق ذات اليد ، وغلاء فاحش في الأسعار وحتى في الخدمات - والتي قد لا تحصل عليها حتى في نهاية المطاف ، 

وعلى الرغم من كل ما بذلته من جهد وعرق ومال - وتضييقات في كل شيء ، وتجريف العمل العام والسياسي ، ومنع حتى التظاهرات السلمية التضامنية ،

 أو التجمعات ، أو الندوات - وحتى تلك التي كانت تعقدها وتدعو إليها لجنة الحريات بنقابة الصحافيين ..!

إذن فالوضع الذي نحن فيه الآن من كبت ومصادرة للحريات ، و بالتزامن مع غلاء فاحش وارتفاع أسعار السلع والخدمات ، 

وتصرف حاكم البلاد في أمور تمس السيادة ومسائل  وجودية أخرى بشكل منفرد ، وحيث يلزمه الدستور بالرجوع الى الشعب ليستفتيه فيها  ؛

 ولا يستفتيه - كتوقيعه على إتفاقية المبادىء مثلا وتفريطه في جزيرتي تيران وصنافير وغيرهما ..! - هو وضع لم تعهده مصر من قبل ، 

و طوال تاريخها الحديث ، وحتى في أسوأ ظروف الإحتلال ، كما لم تعهدها أي دولة أخرى في العالم - قديما أو حديثا ..!

ومن هنا فإن أهالي غزة ، وكل بلدة عربية في فلسطين - وحتى تلك التي هي داخل الخط الأخصر - يتمتعون جميعا بمساحة من الحرية أفضل من تلك المتاحة لدينا ولدى الكثير من البلدان الخليجية الأخرى 

. فبوسع أشقائنا الفلسطينون في كل مكان أن يحتجوا ويتظاهروا مثلا على ظلم وتعسف الاحتلال ، أو حتى ظلم وفساد السلطة الفلسطينية وعمالتها ممثلة في أبو مازن ،

 أو من ظلم وفساد دحلان ورجاله وممثليه في الضفة والقطاع ، وذلك من غير أن يتعرض لهم أحد ؛ لا من سلطة الإحتلال الصهيوني ، 

ولا من سلطة أبو مازن ، ولا من رجال أو حتى نسوان دحلان ، بينما شعب 7000 سنة حضارة ، والاختيار 1 ، 2 - وربما 3 ، 4 ،5 ، وحتى أخر جنيه في الخزانة المصرية ، 

أو صندوق تحيا مصر ، أو حتى الصندوق السيادي ، والذي لا يعرف عنهما الشعب أي شيء - لايقدر أن يحتج سلميا سواء على أخطار وجودية تتهدهه أو إنتهاكات لمقدسات يؤمن بها سواء في القدس أو غيرها..!

فهل صار مثلا الغزاويون ، والمقدسيون ، والفلسطينيبون عموما ، أكثر حرية ونخوة وشعورا بوخز الضمير وتعبيرا عن الرأي الحر عن أشقائهم المصريون أو الخليجيون  ..؟!

علما بإننا ساهمنا في حصار وتجويع غزة أكثر من مرة ؛ أحدهما في عهد مبارك ، غير المأسوف ولا المترحم عليه ،

 بأنشاء عوازل وأسوار فولازية تصل أساساتها إلى أغوار عميقة لمنع إنشاء الأنفاق ، ومرة أخرى ، وحديثة 

، عندما حفرنا قناة تدخل البحر ليفصل بيننا وبين إخواننا في غزة وفلسطين ..!

فهل ، و بعد أن فعلنا كل ذلك مثلا ، وهدمنا لهم رفح المصرية ، واجتثثنا من الأرض كل الزراعات والأشجار المثمرة ،

 وحتى تكون أكثر أمنا وآمانا ؛ صرنا أكثر مالا وأعز نفر ونفيرا ، وثراءا وحرية ، ورضت عنا إسرائيل ولم تتحالف مع أثيوبيا مثلا لقطع شريان الحياة عنا ؛ النيل ،

 وتتحالف مع اليونان وقبرص لينشأوا تحالفا متوسطيا لغاز المتوسط - والذي هو أصلا كان ملكا لنا -

 ثم يتحالف ثلاثتهم مع الأمارات في تحالف أقتصادي مستبعدين نظام بدى لهم مدى ضعفه وأيضا تفاهته وتهافته..؟!

التعليقات (0)