مجدي الحداد يكتب : يوم الأرض ١-٢

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 31 مارس 2021, 3:08:40 ص
  • eye 948
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في الحقيقة هناك مناسبتان للإحتفال بيوم الأرض أولهما هي الإحتفال بيوم الأرض الفلسطيني ، والذي يحتفل به سنويا في ال 30 من مارس / آذار من كل عام ــ وهذا هو ما سنركز عليه في حقيقة الأمرــ والأخر في 22 أبريل من كل عام ، و حيث قد بدأ الإحتفال به منذ العام 1970 . ويهدف الإحتفال بهذا اليوم إلى نشر الوعي بالبيئة الطبيعية لكوكب الأرض وكيفية الحفاظ عليها والحد من التلوث . 

يوم الأرض الفلسطيني 

----------------------

يحتفل الفلسطينيون إذن ، والعالم العربي ، و باقي العالم من مناصري الحق العادل للقضية الفلسطينية العادلة وللشعب الفلسطيني في إستعادة أرضه المغتصبة وإقامة دولته المستقلة عليها وعاصمتها القدس الشريف ، بذكرى هذا اليوم الذي احتفل به لأول مرة في العام 1976 .

وقد بدأت قوات الإحتلال الغاصب باغتصاب المزيد من أراضي الفلسطينيين في أعقاب نكبة 48 . و زادت من وتيرة الإغتصاب وضم المزيد والمزيد من أراضي الفلسطينيين في أعقاب حرب يونيو/حزيران 67 ، وتحت دعاوي هاوية وحجج باطلة ساعد عليها كل من الضعف والتخاذل العربي والتواطيء الدولي الذي لم يستثنى حتى الإتحاد السوفيتي السابق نفسه ، في حقيقة الأمر ، حيث إنه أول من إعترف بدولة الكيان في الوجود ــ وكأنه سيفلت من خطيأته باستخدام هذا المصطلح المراوغ ؛ " في الوجود " ..! .

وضم واغتصاب الأراضي الفلسطينية لم يستثن حتى فلسطيني الداخل الصهيوني أنفسهم في واقع الأمر ، والذين تم تسميتهم بعدئذ بعرب إسرائيل . كما لم يستثن أيضا من هم داخل الخط الأخضر ــ وهو الخط الفاصل بين الأراضي الفلسطينية التي أُحتلت عام 1948 والأراضي التي أُحتلت عام 1967 . وقد رسمته الأمم المتحدة عام 1949 . وعلى الرغم من تهافت ذلك المصطلح إلا إنه قد أُتخذ كمرجعية للمفاوضات الفلسطينية الصهيونية ، ومن قبل الطرف الفلسطيني ذاته ..!

بين الجليل وجزيرة الوراق

--------------------------

و حتى لا نطيل ، فمن تلك الدعاوي الباطلة والمتهافتة ، والتي أتخذت كستار لمصادرة الأراضي الفلسطينية ــ علشان بس لما حد يقولك الفلسطينيين باعوا أرضهم ــ هو " قانون المصادرة الأول ، والذي كان تحت اسم ومصطلح " تطوير الجليل " ، و حيث قد صُدرت بموجبه أراضي لعرب الداخل في المناطق الإسرائيلية ، وعندئذ إندلعت المظاهرات والإضراب الشامل الذي عم كل فلسطين ، وذلك في ال 30 من مارس /آذار " *. 

" هذا وتقدر إجمالي الأراضي المصادرة من الفلسطينيين بين عامي 1948 و 2003 أكثر من 1000 كم مربع ." **

وهكذا إذن قد بدأ الإحتفال بيوم الأرض الفلسطيني إعتبارا من العام 1976 .

لكن الغريب هنا حقيقة إنه عندما أراد النظام السيطرة على أرضي جزيرة الوراق قد تذرع أيضا ، وحرفيا ، بمقولة ؛ " تطوير الوراق " ــ كتطوير الجليل ــ وأُعتبر هذا المصطلح بمثابة " شفرة دافنشي ــ إن جاز لنا استخدام هذا التعبير ــ للإستيلاء على أرضي المصريين المملوكة لهم بموجب صكوك ملكية رسمية ، ومتوارث ملكيتها عبر أجيال كاملة ، والتي رأى النظام أن بيعها يحقق ثورات طائلة لا يستحقها هؤلاء الرعاع الذين يملكون تلك الأراضي . فصالت وجالت أعينهم إلى كل ما له قيمة من أراضي يملكها مصريون ، حتى ولو كانت ملكيتهم صحيحة ، وموثقة ، وكما هو الحال مثلا بالنسبة لجزيرة الوراق . وبعد الوراق اتجهوا لنازلة السمان بالجيزة ، و بعدئذ إلى جزر نيلية أخرى في أسوان ، وهكذا دواليك ..!

والمدهش هنا أيضا أن أحد أبناء جزيرة الوراق قال في لقاء له مع فضائية حكومية : " همه بيقولوا عايزين يمشونا علشان يطوروا الجزيرة ، طب م يطورها واحنا قاعدين فيها من غير م يمشونا ، وهو يعني التطوير مينفعش إلا لما نمشي م الجزيرة ..؟! "

ومن حقنا إذن أن نتسائل نحن أيضا ، وبناءا على توحيد ، أو وحدة مصطلح الإستيلاء على أراضي الغير بالقوة الغاشمة تحت ستار مصطلح ؛ " التطوير " ــ والذي استخدم في حالة الجليل كما في حالة الوراق أيضا ــ هل إسرائيل هي الطرف الثالث ــ وذلك باعتبار أن الطرف الأول هم أصحاب الأرض أنفسهم ، والنظام هو الطرف الثاني ــ المستفيد أو المالك أو المستثمر النهائي لتلك الأرض ..؟!

 يتبع


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)