مجموعة فاغنر... مرتزقة بوتين يقاتلون في ثلاث قارّات

profile
  • clock 23 يناير 2023, 1:52:14 ص
  • eye 224
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

عقب الغزو الروسيّ لأوكرانيا، في أواخر شباط/ فبراير 2022، بدأت تقارير صحفيّة تتحدّث عن "مجموعة فاغنر" العسكريّة الروسيّة الخاصّة، وعناصرها الذين يحاربون في أكثر من قارّة. وصنّفت الولايات المتّحدة الأميركيّة الأسبوع الماضي، مجموعة فاغنر، على أنّها "منظّمة إجراميّة دوليّة"، وذلك حسب بيان البيت الأبيض، وحسبما جاء في البيان، أنّ فاغنر "هي منظّمة إجراميّة تواصل ارتكاب فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع"، ونوّه البيان إلى أنّ المجموعة تنتشر في أوكرانيا بنحو ٥٠ ألف شخص، ومعظمهم كانوا سجناء وصدرت في حقّهم أحكام في روسيا.

ويقاتل مرتزقة فاغنر في أكثر من بلد وقارّة، في سوريا وأفريقيا وأوكرانيا، وحسب تقارير صحافيّة، فإنّ أوّل أنباء بشأن تواجد مجموعة فاغنر في سورية، كان في أواخر تشرين أوّل/ أكتوبر 2015، وذلك بعد شهر تقريبًا من التدخّل الروسيّ في سورية.

في تقرير نشرته شبكة "دويشته فيله" الألمانيّة، قالت إنّ موعد تأسيس مجموعة فاغانر الروسيّة، كان في عام 2014، وفي العام نفسه، جرى تكليفها بأولى مهامها في شبه جزيرة القرم، لمساعدة القوّات الانفصاليّة المدعومة روسيًّا آنذاك، وكذلك الأمر مع اندلاع الحرب الروسيّة في أوكرانيا، حيث جرى حشد أعداد كبيرة من مجموعة فاغنر، وإرسالهم لتعزيز القوّات الروسيّة المتمركزة على الخطوط الأماميّة، وتزايد الاعتماد على عناصر فاغنر بشكل كبير.

 

وبدأت الشركة ببضعة آلاف من المرتزقة، يُعتقد حسب التقرير أنّهم كانوا من قدامى المحاربين وعناصر سابقة في وحدات النخبة العسكريّة، وهم ممّن حصلوا على تدريبات عسكريّة. وأشارت تقارير إلى أنّ مالك المجموعة، وهو يفغيني برينوزين، ويُعدّ أحد أبرز الأوليغارش الروس، وهو أيضًا معروف باسم "طبّاخ بوتين"، والذي يُشرف على تجنيد السجناء والعناصر المدنيّة.

وفي مقطع فيديو نُشر في أيلول/ سبتمبر الماضي، ظهر بريغوزين متحدّثًا إلى سجناء، ويعدهم بتخفيف فترة العقوبة، في حال سفرهم إلى أوكرانيا للقتال لمدّة 6 أشهر، ويقول خبراء، إنّ المجموعة تكبّدت خسائر فادحة في ساحة المعركة في أوكرانيا، دون إحرازهم لأيّ تقدّم إستراتيجيّ

ويعتقد كثيرون أنّ وكالة الاستخبارات العسكريّة الروسيّة، هي التي تموّل وتشرف سرًّا على المجموعة، وقال تقرير نشرته "بي بي سي"، إنّ القاعدة التدريبيّة للمجموعة جنوب روسيا، تتواجد جنبًا إلى جنب مع قاعدة عسكريّة روسيّة، في ظلّ نفي مستمرّ من الدولة الروسيّة، لأيّ علاقة بينها وبين مجموعة فاغنر.

ولا ينحصر تواجد المجموعة في أوكرانيا فقط، إذ تنتشر عناصرها في دول أفريقيّة مختلفة، وذلك من أجل توفير الدعم للشركات الروسيّة، واتّهمت تقارير صحافيّة، المجموعة، بمحاولات السيطرة على الموارد الطبيعيّة في أفريقيا، بالإضافة إلى تدخّلات سياسيّة في بلاد مثل ليبيا والسودان ومدغشقر ومالي وسوريا.

وفي تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانيّة "بي بي سي"، حول تجنيد موسكو لسجناء للقتال في أوكرانيا، أوضحت الصحيفة أنّ عددًا كبيرًا من مقاتلي فاغنر لقوا حتفهم في أوكرانيا. وتحدّث التقرير، عن يفغيني نوجين، الملتحق بمجموعة فاغنر، بعد أن كان يقضي عقوبة بالسجن لمدّة 28 عامًا في جريمة قتل.

وأشار نوجين في المقابلة، إلى أنّه التقى مسؤول التجنيد لدى فاغنر، بعد زيارته للسجن بحثًا عن متطوّعين للحرب الروسيّة في أوكرانيا، وتبيّن له لاحقًا، أنّ فاغنر استطاعت تجنيد عشرات آلاف السجناء في حربها. وحسب تقرير "بي بي سي"، فإنّ الروس يرفضون استعادة مقاتلين في فاغنر، في عمليّات تبادل أسرى مع الأوكرانيين.

وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة، فإنّ فاغنر هي لست مجرّد بنادق مرتزقة في أفريقيا، بل هي أكثر من ذلك. وجاء في التقرير، مدى نفوذ المجموعة في السودان، وهي أكبر ثالث منتج للذهب في العالم، حيث تعمل المجموعة على تهريب الذهب، والحفاظ على مصالح الكرملين الإستراتيجيّة.

وكشفت سجلّات سودانيّة حصلت عليها "نيويورك تايمز"، عن وثائق، تشير إلى حجم "إمبراطوريّة" فاغنر الروسيّة في السودان، وعمليّاتها المتعلّقة بصناعة الذهب، وذلك في تقرير نشرته الصحيفة في وقت سابق.

وفي عام 2021، أورد موقع سي إن إن، أوّل قضيّة مرفوعة على مجموعة فاغنر الروسيّة كانت من ثلاث منظّمات حقوقيّة غير ربحيّة، في كلّ من سوريا وفرنسا وروسيا، حيث اتّهمت المجموعة بممارسة القتل والتعذيب، وارتكابها جرائم حرب.

 

التعليقات (0)