محللون: تسليم المقذوف للجانب الأمريكي محاولة لتبرئة الاحتلال من جريمة اغتيال الصحفية أبو عاقلة

profile
  • clock 5 يوليو 2022, 7:19:13 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

خاص 180 تحقيقات – تقرير أسعد كامل
شكّلت عملية اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في تاريخ الحادي عشر من شهر آيار/ مايو للعام 2022، صدمةً في الوسط الصحفي، حيث عمّ الحزن بيوت الفلسطينيين وسكن الألم أفئدة المحبين الذين كبروا على صوت "شيرين" الهادر، ومهنيتها العالية التي تمثلت في تعرضها لجملةٍ من المخاطر لنقل الصورة من قلب الحدث، حتى انتهت حكاية عاشت 51 عامًا بطلقة غادرة من قناصٍ إسرائيلي حاقد، لتظل أسوار وقِلاع مخيم جنين شاهدًا على وحشية الاحتلال ونازية قواته الإسرائيلية.

وعلى الرغم من مرور قُرابة الشهرين على جريمة الاغتيال الجبانة، إلّا أن التحقيقات لا تزال جارية على قَدم وساق، والتي كان آخرها ما أفصحت عنه الخارجية الأمريكية حول فحص المقذوف الذي أودى بحياة "أبو عاقلة" وسط استهجان فلسطيني وعربي ودولي، واتهاماتٍ بازدواجية المعايير والكيل بمكيالين.

يرى باحثون ومختصون، أن السلطة أخطأت بتسليم المقذوف للجانب الأمريكي، رغم تأكيداتها المتكررة أنها لن تُسلم "الطلق" الناري للجانب الإسرائيلي، لكن الحقيقة كشفت بعضًا من فُصول التعاون "المشؤوم"، لتُقتل شيرين مرتين وتُغيّب الحقيقة حتى إشعار آخر.

وحول دلالات تسليم السلطة الفلسطينية الرصاصة للجانب الأمريكي قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف: إن " تسليم الرصاصة كان بطلب من الإدارة الامريكية وكل الحديث عن عدم تسليمها للجانب الصهيوني كلام لا قيمة له لأن الجانب الأمريكي سلمها للاحتلال و"الأخير" كعادته لم يعترف أن الرصاصة أطلقها جنوده".

وأضاف الصواف في حديث لموقع 180 تحقيقات، أن "الاحتلال سيراوغ وسيهرب من تحمل المسئولية رغم التقارير الطبية والاعلامية الدولية التي أكدت أن إعدام ابو عاقلة تم بشكل متعمد على أيدي قوات الاحتلال ولن يعترف الاحتلال بمسؤوليته ولن تُدينه أمريكا بأنه السبب في استشهاد شيرين وكما تقول بعض التقارير أن أمريكا لا تستطيع تحديد مُطلق النار وبذلك لا تستطيع اتهام الاحتلال".

وفيما يتعلق بزيارة الرئيس بايدن بالتزامن مع التحقيق الأمريكي، أكد الصواف، أن زيارة بايدن شكلية ولا علاقة لها بالشأن السياسي الذي يتم فيه تبادل الموضوع ودليل ذلك عندما يلتقي الرئيس الأمريكي برئيس السلطة محمود عباس في بيت لحم المدينة الدينية للمسيحيين وليس في المدينة التي تعتبرها السلطة المقر السياسي".

وأشار، إلى أن الرئيس بايدن جاء بهدف ترتيب ما بعد رحيل عباس وتولي أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ المسئولية وفيما يتعلق بالكيان الإسرائيلي هو يريد تأمين دولة الاحتلال والعمل على حلف أمني بين الكيان والدول المُطبعة وكذلك إلى جانب تأمين المواد البترولية بالشكل التي يريد ثم يهدف إلى إحداث تقارب بين السعودية والاحتلال عبر التطبيع والاعتراف المتبادل والعمل على دمج الكيان بالمنطقة، من خلال توليه إدارة التحالف مع دول الخليج وربما تكون مصر ضمن التحالف، وهذا التحالف ليس الهدف إيران بل لتصفية القضية الفلسطينية ومحاصرة المقاومة.

من جانبه يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد شاهين: إن "قيادة السلطة الفلسطينية برام الله يبدو أنها وجدت الثمن الذي قدمته دولة الاحتلال مناسب لهم لإعطاء الرصاصة للولايات المتحدة والتي أشركت الاحتلال بالتحقيق وهذا يدل على ضعف السلطة سياسياً و انسلاخها عن عمقها الوطني ومتاجرتها بدماء شهداءنا من أجل تسهيلات و تقديم لفروض الطاعة السياسية للولايات المتحدة تمهيدا لزيارة الرئيس جو بايدن المنطقة على اعتبار انهم مستعدون لمزيد ومزيد من التنازلات".
وأضاف شاهين في حديثٍ لموقع 180 تحقيقات، أن "ما يحدث اليوم هو استمرارٌ لغياب العدالة وما قضية الشهيد نزار بنات ببعيدة فمن يقتل أبناء الشعب الفلسطيني".
وتابع، "الوضع السياسي في الضفة يؤكد أن ما تُسمى السلطة باتت وكيلاً أمنيًا للاحتلال، وأنها تحاول تبرئة الاحتلال على حساب الضحية في تساوقٍ مكشوف مع الاملاءات الصهيوأمريكية وفي انقياد اعمى نحو التيه الوطني".
ولفت إلى أن "المطلوب من شعبنا وقواه الوطنية امام هذه الحالة كشفت اللثام عن هذه الطغمة الفاسدة و إزالتها من السلطة التي تغتصبها زورًا وتتاجر بمصالح شعبنا من أجل امتيازات خاصة لهم".
وأشار إلى أن المطلوب اليوم هو العودة لصندوق الانتخابات الشاملة تشريعية ورئاسية ومجلس وطني واختيار ممثلين عن شعبنا يدافعون عن قيمه وحقوقه.
وشدد على أن "السلطة على أبواب الانهيار وما تُقدمه من قرابين سياسية هي محاولة للتشبث ببقية من حياة ذليلة تحت بساطير الاحتلال".

وكان النائب العام الفلسطيني المستشار أكرم الخطيب، قال: إن "تحقيقات النيابة العامة الفلسطينية أكدت بأن جيش الاحتلال الجهة المسئولة عن إطلاق النار على أبو عاقلة مبنية على مجموعة من الأدلة والبينات الدامغة، تضمنت تقارير فنية ومعاينات وإفادات شهود العيان".
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، أن "الأدلة أثبتت بالوجه القاطع أن وقت ومكان وقوع الجريمة لم يكن هناك أي مظاهر أو مواجهات مسلحة".
وأشار إلى أن "المقذوف من عيار 5.56 خارق للدروع وأطلق من مسافة 170 الى 180 متر بمسار إطلاق يتوافق مع مكان تمركز قوة جيش الاحتلال الإسرائيلي".
وأوضح أن الجانب الأمريكي على نتائج التحقيقات كون أبو عاقلة تحمل الجنسية الأمريكية، لافتًا إلى أن العاصمة واشنطن أجرت تحقيقاً منفصلاً بعد تسليمها الرصاصة لمدة 24 ساعة لإجراء الفحص الفني اللازم لها من قبل خبراء أمريكيين.
وشدد النائب العام، على عدم صحة الادعاء الأمريكي بوجود أضرار بالغة في المقذوف الناري حالت دون التوصل الى نتيجة واضحة بشأنه، مشددةً أن تقارير النيابة تفيد بأن حالة الرصاصة قابلة للمطابقة مع السلاح المستخدم.
وأردف، أن "النيابة العامة الفلسطينية الوحيدة المختصة بإجراء التحقيقات وفقاً للقانوي وأي نتائج أخرى غير ملزمة لها، وستكمل إجراءاتها القانونية لملاحقة إسرائيل أمام المحاكم الدولية".

التعليقات (0)