محلل إسرائيل: هل نستطيع محاسبة الأبطال الأشاوس على فشلهم بعد أن يقتلوا السنوار؟!

profile
  • clock 10 نوفمبر 2023, 3:25:52 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فضح المحلل الإسرائيلي ناحوم بارنيع، هشاشة وضعف دولة الاحتلال إلى جانب الرعب الذي يتعرض له المستوطنون في الأراضي المحتلة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وقال بارنيع، عبر مقال له في صحيفة "يديعوت أحرونوت": “لا تزال الحرب مستعرّة، والمدافع تزأر، لكنّ إسرائيل تغلف نفسها بالفعل بطبقاتٍ مبطنةٍ لحماية نفسها من البحث الحقيقي عن الذات”.

 وتابع: “تمّ استبدال الصدمة الأولية الآن بحكايات لا حصر لها عن البطولة والولادة الجديدة، إلى جانب قصص الكوارث المرعبة التي لا تطاق، بعد شهرٍ واحدٍ من بدء الحرب، لا تمر لحظة دون وجهٍ يبكي على شاشة التلفزيون، ولا صفحة صحيفة دون قصةٍ بطوليّةٍ”.

وأضاف: “كلّ جنديّ يُقتل هو “بطلٌ إسرائيليٌّ”، جنديٌّ قام بعملٍ بطوليٍّ مذهلٍ، كما أنّ العروض المؤثرة والمثيرة للعمل التطوعي مغطاة بشكل مفرط، انظروا كم نحن جميلون وكم نشعر بالرضا عن أنفسنا. بجانبهم التقارير الواردة من التيار الأمامي، كل شيء، ولكن كل، يبشر بنجاح كبير: النصر في الطريق”.

وأردف: “إنّ الإدمان على حكايات البطولة يهدف أيضًا إلى إخفاء الواقع وطمسه. هادئون، نحن نغرق في كارثتنا ونشعر بالإعجاب والاندهاش من أنفسنا”.

وأكّد المحلل: “لاحِظوا كيف أنّ الفشل الذريع المذهل في 7 أكتوبر يتلاشى ببطء في وعينا، ربما عمدًا. يتحدث الناس أقل فأقل عن المفاجأة للمخابرات الإسرائيلية، وعندما يفعلون ذلك، فإنّهم يتجاهلون دور جهاز الأمن العام (الشاباك) الذي يعرف كل شيء وقادر على كل شيء. لم يعودوا يتحدثون بعد الآن عن عجز جيش قوي مجهز وميزانية، وعن عدم قدرته على إنقاذ كيبوتس تمّ احتلاله لمدة 12 ساعة كاملة”.

ولفت إلى أنّ “بضعة آلاف أخرى من القتلى الفلسطينيين في غزة، والكارثة سوف تتلاشى أكثر. الجيش الإسرائيليّ ينتصر. إنّ التجربة التصحيحية للجيش، إذا كانت ناجحة بالفعل مثل القصة التي يروونها لنا حتى الآن، يمكن أنْ تجعلنا ننسى الفشل. مَنْ سيُحاسِب الأبطال الإسرائيليين العظماء الذين يقدمون لنا رأس يحيى السنوار على طبقٍ من فضة، وربّما حتى يحررون الرهائن؟ سنسامح لهم أي شيء”.

وتابع: “لا يوجد إسرائيليّ لا يريد كلّ المعلومات عن الرهائن وعائلاتهم، عن أولئك الذين قتلوا والثكالى والمفقودين. لكن الحداد والبطولة لا يمكن أنْ يهيمنا تمامًا على الخطاب العام لمدة شهر وما بعده، ولا يفسحان المجال لأي أمور أخرى”.

ولفت إلى أنّه “إلى جانب البطولة والولادة الجديدة، يجب علينا أيضًا التعامل مع الكارثة وأولئك الذين يتحملون المسؤولية عنها، بالفعل الآن، قبل أنْ تضعف شدتها بسبب انتصارٍ عسكريٍّ، حقيقيٍّ أوْ محاكاة. ولا يمكننا أنْ نتردد في إخبار الإسرائيليين بما يجري الآن باسمهم في غزة”.

 

 

التعليقات (0)