- ℃ 11 تركيا
- 2 مايو 2024
محمد أمقران عبدلي يكتب : إسرائيل "،الماسادا" وخيارات الفناء*
محمد أمقران عبدلي يكتب : إسرائيل "،الماسادا" وخيارات الفناء*
- 19 أكتوبر 2023, 9:18:07 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متداول
بقلم : محمد أمقران عبدلي . كاتب ومحلل سياسي جزائري
كيف يمكن لأي يهودي يعيش على أرض دولة مصطنعة ، و مبنية على خرافات و أساطير مؤسسة أن يحلم بمستقبل زاهر له و لذريته من بعده؟ كيف يمكن للمتصهين الذي يعرف جيدا و في قرارة نفسه أنه يخدع نفسه كالأبله الولهان بعشق كيان هلامي و سراب سمي ب " إسرائيل " ، أسطورة بن غوريون و موشي دايان و الماما المبنية على أباطيل صهيونية بداية بأرض الميعاد و الهيكل المزعوم مرورا بصبرا و شاتيلا ووصولا إلى غزة و مابينهما خطان أزرقان ، ودت "إسرائيل " لو رمت من يخالفها و خاصة من الفلسطينيين و المسلمين و أبناء عمومتهم في البحر أو إبادتهم أو تهجيرهم مرة أخرى و أخرى، نعم كل شيء مباح من أجل الحلم الصهيوني . خاصة بعدما تلقت ضربة موجعة من المجاهدين لن تنساها . الأكيد انه برغم التكالب على غزة و رغم التواطؤ العالمي سياسيا ، دبلوماسيا و إعلاميا و نواح بعض الانظمة العربية و خوف البعض الآخر من خطة التهجير الجديدة خوفا على مصالح الدكتاتوريات الجاثمة على شعوبها خاصة و الخوف حتى من مسيرات التضامن و المساندة للغزاويين ، رغم كل هذا التأييد المعلن و المستتر للتنكيل و التقتيل الوحشي ورغم هذا الهولوكوست الجديد في غزة ، بدخول المستشفيات في نطاق التصفية المبرمجة ، فالقراءة الأولى التي يمكن تقديمها لما يجري أن إسرائيل ماضية إلى حتفها بشهادة قياداتها العسكرية و المخابراتية السابقة ، و الخوف الذي لايزال يعتري مؤسسات الإحتلال و القيادات و حتى الجنود في الثكنات من شبح المقاومة ورعب الكتائب . جيش نظامي في مواجهة كتائب طورت من أداءها الميداني وأصبحت تباغت و تهاجم في العمق. محدثة خسائر معتبرة، لا يمكن لصانع القرار في" تل أبيب" أن ينساها أو حتى تناسيها و لهذا فجدلية الكل أمني اثبتت محدوديتها فلا يمكن إغتيال شعب و لا يمكن كذلك القضاء على المقاومة .
أصبحت وحدات الجيش ورغم العدة و العتاد و التعبئة في وضعية من يبحث عن مخرج "مشرف" ، التقتيل و التنكيل و القصف ردا على شرف التساحال المهدور و أسطورة القوة التي لا تقهر .
رغم إلتفاف الإعلام الغربي و إنحيازه بطريقة أو بأخرى لماتشنه "إسرائيل " من قصف شامل على كل المواقع و بدون إستثناء إلا أن الارتباك أصاب عمق عقيدتها العسكرية و الأمنية و ما التردد في شن حملة برية إلا دليل آخر على هذا الإرتباك ، لازال العسكري الاسرائيلي في صدمة مما جرى لهم في لبنان و جاء "طوفان الأقصى " ليحدث هزة عنيفة غير مسبوقة على مستوى القيادات الصهيونية ، التي لجأت إلى أقصر طريق و أجبن طريقة ألا وهي قصف المدنيين و الأطفال و الضرب عرض الحائط و كما كان منتظرا بمبادىء القانون الدولي الإنساني خاصة . أما المواثيق الدولية فلا داعي للحديث عنها لأنها أصبحت لدى صانع القرار الاسرائيلي في مهب الريح فلا التنديد الأممي بقادر حتى على التقليل من وطأة الجبروت و الطغيان " الاسرائيلي " على السكان في غزة .
يتواصل التقتيل و القصف في غياب تام للضمير و الرادع القانوني الأخلاقي و الإنساني و تقهقر ملحوظ للعمل الدبلوماسي فكيف يقوم بدور الدبلوماسية و التهدئة من يعلن مساندته التامة لإسرائيل، و كيف يقوم بدور الوسيط من كان همه الوحيد تفادي تبعات خطة التهجير التي ينوي الإحتلال المضي فيها .القضية أصبحت أمام محك صعب غطرسة الاحتلال و من وراءه المساندين في القارة العجوز و الولايات المتحدة الأمريكية أقصد لوبي القروش الصهيونية و تخاذل أصبحنا معتادين عليه من طرف الانظمة العربية و خاصة من طبعوا ابتغاء ثمن قليل . نعم إنه الطغيان و البربرية الجديدة مقابل التواطؤ و الخذلان ، لم يبقى للفلسطيني اليوم و في هذه اللحظة التاريخية إلا المضي قدما في المقاومة و التحرير فلا أمل يرجى من أخوة مصطنعة و من أنظمة عربية متكاسلة و متخاذلة ، اللهم إلا الدعم الشعبي من قبل قلة من منظمات المجتمع المدني و النخب المتنورة في المنطقة و من أصدقاء
الشعب الفلسطيني في ربوع العالم . ●إسرائيل، غزة و ماسادا من نوع آخر : يحتفل الصهاينة بخرافات
مؤسسة لإسرائيل و من هذه الخرافات تحريف و تأويل التاريخ بحسب ما يخدم الحلم الصهيوني . و من هذه الخرافات حكاية قبيلة يهودية انتحرت كلها تفاديا لتنكيل الرومان بهم . و يخلد التساحال او الجيش الاسرائيلي هذه المناسبة عند تخرج الدفعات العسكرية الجديدة فيستعرضون الوحدات العسكرية المتخرجة و يزورون تلك الهضبة او المنصة تخليدا لأرواح من انتحروا جماعيا و تأويل الذكرى لتجديد الولاء و شحذ الهمم للوصول إلى ذروة الحلم الصهيوني ، دارت الأيام و تكالبت السنين على شعب اعزل مشرد بين الضفة و القطاع و اللجوء و المهجر لتعيش إسرائيل حالة مشابهة للماسادا التاريخية المزعومة . هاهم الفلسطينيون في غزة خاصة ورغم قلة العدة يفدون أرضهم بأرواحهم، يعرفون جيدا القوة و الجبروت الاسرائيلي و في نفس الوقت يدركون أن الاحتلال آيل للزوال . كيف لم يتفطن التساحال او الجيش الاسرائيلي لعامل المباغتة و للهجوم الشرس الذي شنته كتائب القسام ، أليس من الغباء و البلاهة العسكرية و المخابراتية ان تتعرض لنفس الضربة مرتين مرة في عهد السادات و مرة أخرى في زمن التطبيع ؟ نعم طوفان الأقصى بهذا المفهوم إسم على مسمى . بهذه العملية الميدانية المثيرة تكون المقاومة و على رأسها كتائب القسام قد جددت العزم على الكفاح المسلح ، ورغم كل ما يمكن أن يقال عن التخطيط لطوفان الأقصى و التحالفات و سير العملية و عواقبها ، فالأكيد أنها تمثل ماسادا فلسطينية من نوع آخر ، تجديد العهد مع فلسطين الأرض و التاريخ و الكفاح لأمد طويل ، رغم الضحايا و انهيار البنية التحتية في غزة ، و الجريمة الإنسانية البشعة ، إلا أن معالم جديدة في ميزان القوة بين المقاومة الفلسطينية و إسرائيل، قد بدأت تلوح في الأفق. ●إسرائيل و شبح العملية البرية : يبقى صانع القرار في تل أبيب و داخل المؤسسة العسكرية و المخابرات الإسرائيلية مترددا في شن عملية برية داخل قطاع غزة ، لعدة أسباب لعل من أهمها : - ذكرى نكسة لبنان و ماتعرض له الجيش الاسرائيلي من خيبات على يد كتائب حزب الله اللبناني . - عامل تهجير الفلسطينيين في غزة الذي سوف تكون له آثار سلبية جدا على وحدات الجيش الاسرائيلي في حالة العملية البرية . - حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في غزة كذلك سيكون مقبرة محتملة لقوات الجيش الإسرائيلي في حالة الهجوم البري . - الارتباك الكبير داخل وحدات الجيش الإسرائيلي و في الثكنات خاصة و مدى الرعب الذي سببته عملية طوفان الأقصى . - العزيمة الكبيرة التي يتمتع بها مجاهدو كتائب الأقصى و سكان غزة عموما و حجم التضحيات التي جعلت منهم قوة مقتنعة بعدالة القضية و المسعى أكثر من أي وقت مضى .
●يتبع : إسرائيل و خيارات الفناء
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
أربعاء, 01 مايو 2024
عمدة لوس أنجلوس يدعو لإجراء تحقيق في أعمال العنف بجامعة كاليفورنيا أربعاء, 01 مايو 2024
إيران تكشف تفاصيل جديدة عن قتلى القنصلية في سوريا أربعاء, 01 مايو 2024
سنا كجك تكتب: "إسرائيل " تغري حماس بعرضها ماذا تضمن؟ الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس رمضانيات
أحد, 31 مارس 2024
لمحبي الحلويات فى رمضان.. اعرفوا الكميات المناسبة لتناولها