محمد إبراهيم المدهون يكتب: فلسفة التغيير في رمضان

profile
د. محمد إبراهيم المدهون كاتب ووزير فلسطيني سابق
  • clock 19 مارس 2022, 3:36:34 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فهم الحياة كلمة السر في الطمأنينة والسعادة والرضا.. والحياة اختبار محدد بفترة زمنية عمرية يخضع فيها الإنسان لقاعدة "وهديناه النجدين".
 فالمرء مخلوق من جسد يأخذك بمتطلباته واحتياجاته نحو البهيمية. والروح نفخة الله "فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي [الحجر : 29]" يكون اكتمال عنصري الاختبار في جسد يأخذك باتجاه الأرض والروح تأخذك باتجاه السماء " مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْض [التوبة : 38]".
والنجاح في الاختبار بالانتصار على الجسد لصالح الروح أو قل بالانتصار على الهوى لصالح الوحي وفي طريق الانتصار وتحقيق النجاح في الاختبار أرسل الله تبارك وتعالى المنهج "القرآن الكريم" الذي يأخذ بأيدينا نحو الجنة وبعيداً عن النار " إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء : 9] ".
 ويتحقق في ذلك أيضاً معاني الانتصار في الحياة الدنيا بتحقق الطمأنينة " أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد : 28] " ومن ثم تحقق السعادة ومن ثم الرضا "منتهى السعادة".
 يشقى الإنسان "بطغيان جاهلية الجسد على الروح" ولا يحدث هذا الطغيان إلا بأحد سببين "الجهل أو الكبر"، والجهل بعدم معرفة "من أنا؟ ولماذا أنا؟"، وبجهل المعنى المراد بقوله تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" والكبر" بطر الحق وغمط الناس"، والكبر سبب مصيبة إبليس لعنه الله. والتغيير يتحقق بأن نعرف " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات : 56]" وألا يصيبنا الغرور بالطاعة التي نقدمها بين يدي الله تبارك وتعالى.


 والمطلوب في رمضان أن نستثمر فرصة عظمى للتغير بمعرفة أولاً قيمة الوقت (العمر) الذي منحنا الله إياه. ورمضان فرصة إضافية للروح للتطور لتتوازن مع الجسد في طريق الاستقرار والطمأنينة والسعادة والرضا. ورمضان فرصة للتوقف عن النمط التقليدي للحياة خدمة للجسد باتجاه نمط آخر يعزز الروح حيث تتجلى الروح على حساب الجسد. ورمضان فرصة للانتصار على "هوى متبع" بغلبة الروح على الجسد.


 ويتحقق هذا التغير الإيجابي بالعلم "العقل الصريح أو النقل الصحيح" والنقل الصحيح يأتي بكلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "القرآن الكريم".  ورمضان فرصة للعلم.. وأصل العلم النقل الصحيح "القرآن الكريم والسنة المطهرة" فترى الحماس الشديد لدى الناس للتعلم خاصة حول رمضان المبارك.
ورمضان فرصة تتجلى فيها قيمة الوقت فتُحسب فيه كل دقيقة وكل ثانية.
 ورمضان فرصة العلاقة مع القرآن "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن".
 ورمضان فرصة للتخلص من الشح المطاع "كان r أجود من الريح المرسلة في رمضان".
 رمضان فرصة لفهم فلسفة الحياة على أصولها وإعادة التوازن إلى حياتنا وبرمجة يوميات عملنا على سلوك جديد يعلو فيه هتاف الرحمن وتخفت فيه وساوس الشيطان "صفدت الشياطين".
 
هلا من مشمر همام لاستثمار رمضان


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)