محمد دوير يكتب : السد الإثيوبي كاشف لاشياء كثيرة

profile
د.محمد دوير باحث فلسفي
  • clock 4 مايو 2021, 8:31:12 م
  • eye 705
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

" السد الأثيوبي " كان موضوعا كاشفا لي عن الكثير من الأشياء والتأملات..

1- كشف لي عن استعداد النظام المصري للمناورة والتعتيم القصدي لهدف لا نعلمه نحن الشعب صاحب الحق الأصيل في معرفة كل ما يتعلق بمصيره الوجودي.

2- كشف لي عن قدرة المثقف المصري علي الهروب من المعارك الصلبة، واللهث وراء معارك ثانوية وشكلية، بحجة أن النظام لا يريد لأحد أن يتناول موضوع السد بجدية واهتمام..ولديهم تجربة تيران وصنافير مثال علي ذلك.

3- كشف لي أيضا.. أن الشعب المصري أصبح - بفعل ضغوط الحياة اليومية - غير قادر علي الاصطفاف خلف أية قضية تخص مستقبله، بعدما  تم خداعه مرات سابقة بدواعي الدفاع عن الوطن وعن الهوية المصرية.. والمحصلة أنه تم توظيف الحراك الشعبي لصالح استبدال شارل الخامس بشارل الخامس.

.. والحقيقة ..

.. إنني أعتقد أن كل حديث خارج القضية الوجودية التي نواجهها الآن.. هو حديث خارج سياق المنطق، وخارج سياق العقلانية .. وخارج سياق الروح الوطنية الحقيقية..هكذا أتصور ..فأنا لا أدعو للحرب أو للسلم... لا أقصد حديث من هذا النوع.. ولكن ما يشغلني حقا .. هو ضمير المثقف المصري .. الذي يستطيع أن يتجادل حول موضوعات شديدة التنوع بين الجيد والرديء ..وهو يعلم جيدا أننا سندخل في أزمة حقيقية خلال سنوات قليلة.. أزمة - في حدها الأدني - ستكون نتائجها عصيبة علي الفقراء عندما ترتفع أسعار كل المحاصيل في مصر أضعاف المرات..بعد أن تزداد تكاليف الزراعة.

.. بصراحة شديدة... عندي صدمة.. تمنعني من التواصل وادعاء الثبات الانفعالي والثقة في مستقبل لا تبدو له ملامح واضحة... 

.. وأتعجب .. كيف امتلك المثقف والسياسي المصري والجماعة الوطنية بشكل عام  كل هذا الهدوء تجاه قضية وجودية، وكيف امتلكوا القدرة المدهشة علي مناقشة موضوعات عالمية واقليمية سيارة، بكل هذه الجدية و الانفعال وهم يعيشون في بلد يتعرض للتصحر والجدب والدمار ؟؟

التعليقات (0)