القضية الفلسطينية روح انسانية .. تحمل من سمات المآساة ما يفوق مآسي سوفوكليس وراسين.

قضية محملة بعبق الأصالة وقيمة فريدة في التاريخ البشري..

مع الدم الفلسطيني وأغاني مارسيل وأشعار درويش.. تشكل وجداني ما قبل العشرين من عمري..كان مقر منظمة التحرير في سبورتنج أشبه بقدس الأقداس،

 لما يحمله من قيمة يختزل في جدرانه كل نضالات الشعب الفلسطيني التي سمعت وقرأت عنها.

.وكانت أغنيات مارسيل الذي عرفته - في البداية - صوت فقط، ترسم لي في مخليتي ذلك الطائر المحلق في عين الشمس

 ليغني أغنيات تلهب في داخلي صهد الجراح والصرخات المكبوتة..بينما ظلت كلمات درويش كسوط يجلدني كلما قرأتها.

.واستعذابا للحالة كنت أقرأها عشرات المرات، حتي كاد ديوان " هي أغنية .. هي أغنية " أن يتحول الي كتاب محنط ..

وكلما اندلعت في الأرض المحتلة مظاهرات الفلسطينيين ، جيلا بعد جيل ، تتجدد الذاكرة.. وتلتهب المشاعر..

 ويعاودني شريط الذكريات مع الرفاق الفلسطينيين في شارع بورسعيد بالاسكندرية، مع تلك الفتاة الفلسطينية التي 

عرفتها لشهر واحد وظلت عالقة بذاكرتي في زيها الأسود كرمز لفلسطين القضية، وفلسطين الكفاح، وفلسطين الحداد..

فلسطين ليست قضية عربية، بل قضية المصير الانساني كله، عنوان الضمير الانساني كله ، صوت الانسانية. 

لذلك أبدعنا جميعا في حبها، وافتخرنا جميعا بعشقها ، وظلت باقية في ضمائرنا مهمات مرت علينا المشكلات الداخلية والمصاعب..

 تظل فلسطين فوق كل اعتبار، وفوق كل قضية ..