محمد رفعت : دراما رمضان وأهل الصعيد التايواني!

profile
محمد رفعت كاتب صحفي مصري
  • clock 1 مايو 2021, 5:37:40 م
  • eye 1169
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تحظى الدراما الصعيدية خلال السنوات الأخيرة بنصيب الأسد من حيث عدد المسلسلات التي تدور أحداثها في جنوب مصر، 

وذلك منذ نجاح الأعمال الخالدة التي كتبها ببراعة الكاتب والسيناريست الراحل وابن الصعيد المثقف الموهوب محمد صفاء عامر،

 ومن أشهرها "ذئاب الجبل" و"الضوء الشارد" و"حدائق الشيطان"، واتسمت بقدر كبير من الإتقان سواء من حيث الأداء التمثيلي واللهجة الصحيحة 

أو الديكورات والملابس والموسيقى التصويرية المعبرة للمايسترو المتفرد ياسر عبدالرحمن.

وغيرت تلك الأعمال الجميلة كثيرا من الصورة التقليدية المنطبعة في أذهان الكثيرين، والتي لا تتصور الشخصية الصعيدية بعيداً عن حوادث الدم والأخذ بالثأر والعنف والعصبية القبلية والبيوت الفقيرة والحياة الخشنة، 

في حين أن الحقيقة تختلف عن ذلك تماما، ويكفي أن جامعة أسوان التي تقع في أقصى صعيد مصر قد حصلت على المركز الخامس والتسعين هذا العام في التصنيف على المستوى العالمي،

 لتصبح بذلك أول جامعة مصرية يتم اختيارها بين أفضل مائة جامعة في العالم، وهو ما يعكس مدى التقدم العلمي والتعليمي والحضاري في كثير من مدن ومناطق الصعيد، والتي لم تعد تختلف كثيراً في مستوى المعيشة ونمط الحياة والسلوك عن مدن الوجه البحري والقاهرة والإسكندرية.

ومع ذلك، فلا يزال صُناع الدراما يتمسكون بنظرتهم التقليدية التي يشوبها قدر كبير من السطحية والاستسهال عن الصعيد،

 مثلما شاهدنا هذا العام في العملين اللذين تدور أحداثهما في الجنوب، وهما مسلسلا "نسل الأغراب" لأحمد السقا وامير كرارة و"موسى" لمحمد رمضان، 

وتكررت في العملين نفس الأخطاء التي تلتصق بتلك النوعية من الدراما ، ومن بينها المبالغة الشديدة في الأداء واللهجة الغريبة التي ينطق بها الممثلون 

ولا تمت للصعيد بصلة والأحداث غير الواقعية والبعيدة تماما عن المنطق والقدرة على التصديق والإقناع.

ورغم أن مسلسل «نسل الأغراب» لم يفكر فى تقديم صورة واقعية للصعيد واستخدمه كمكان أو كإشارة، إ

لا أن مؤلف ومخرج العمل محمد سامي قد تعمد دغدغة مشاعر الطبقة التى تنتظر الميلودراما والضغط على أعصابهم،

 من خلال التركيز على فكرة الصراع بين الانتقام والعنف والمبالغة فى العواطف، ولم يفكر إلا فى التسلية لأن القصة نفسها كان من الممكن أن تحدث فى الصعيد أو غيره،

 و أبناء العم يمكن أن يقتتلوا بسبب الأرض أو النساء في أي مكان وزمان.

ومن الناحية البصرية ، لم يقدم العمل صورة صادقة للصعيد ولكنه قدم صورة مُتخيلة لمكان غير موجود وأناس غير حقيقيين وحواديت مستهلكة.

والحال لم يختلف كثيراً في مسلسل "موسى"، وخاصة فيما يتعلق باللهجة الغريبة التي يتحدث بها بطلات وأبطال العمل،

 وكذلك الملابس وخصوصاً تلك التي كان يرتديها الممثل الأردني منذر رياحنة وهي أقرب إلى الطابع البدوي أو الليبي، فضلاً عن المبالغة الشديدة في "ماكياج" الممثلات وزينتهن وملابسهن.

التعليقات (0)