محمد عبدالمجيد يكتب : أنتَ لستَ مُراقــَــبــًـا!

profile
  • clock 17 مايو 2021, 10:03:10 ص
  • eye 604
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

حتى تتجنب المسؤولية الأخلاقية فقُل بأن أجهزة الأمن المصرية الرهيبة تراقب عشرات الملايين من مصريي مواقع التواصل الاجتماعي،

 وتترصد لكل تعليق، ولايك، وردّ، وتتربص بالعائدين حتى لو كتب أحدُهم جملةً واحدةً تنتقد مسؤولا مصريــًا، وتعتقل أهلَ غيرِ الراضية عنهم!

وهذا غيرُ صحيحٍ بالمرّة رغم وجود عشرات السجون والمعتقلات، ومئة ألف مُعتقَل يقبعون في سجون لا آدامية؛ لأنَّ عدةَ آلاف من المخبرين،

 وعسكر الأمن، وبعض العشرات من الضباط لا يمكنهم مراقبة عشرات الملايين تتفرع عنهم مئات الملايين من البوستات، ومليارات اللايكات!

إنها حُجّةٌ لإخفاءِ الوجه الخائف دون تحمُّل مسؤولية، وطنية، وأخلاقية نحو كوارث الوطن.

الخطر الحقيقي يأتيك من زميلك، وصديقك، وجارِك، وابنِ بلدِك الذي يتبرع لأجهزة أمنٍ لا تعرفك،

 ويُبْلغ عنك، فيتنبه ساديو الشرطة، والأمن،  إلى وجودك، وجرائمك التي قد لا تزيد عن لايك صغيرة أو رأي مخالف على استحياء.

من هنا يرتعش المواطن خوفا من شائعات الرقابة رغم أنه لا يخيف فأرًا ولا يُفزع أرنبــًـا.

أجهزة الأمن تراقب كبارَ المعارضين، والإعلاميين، واليوتيوبيين، والاخوان المسلمين، لكنها لا تستطيع معرفتــــَـك حتى لو نشرتَ مئة بوست في كل يوم لا تمثل خطرا واضحا على السلطة السياسية.

الأمر بمنتهى البساطة هو هروب لا أخلاقي من مسؤولية إنسانية ووطنية قد تجبرك على الدفاع عن ابن بلدك المعتقــَـل ظــُـلما،

 والمطالبة بحقوقك، وحفاظك على كرامتك، وممارسة نشاط وطني بسيط، ومسالم، وغير مُسلح.

نظام السيسي لا يضع كمامة فوق فمك ليُسكتك، لكن ابنَ بلدِك هو الذي يفعلها حتى تكون حجّة له ليلتزم الصمت ويسير في طريق الخرس.

السيسي بمفرده غير قادر على مطاردة قطة هائمة، أو ضفدع تائه؛ وبفضل الوشاة الجبناء يمكنه أن يجعل مئة مليون شخص يتبولون في ملابسهم لمجرد رؤية يونيفورم داخله رجل..  يتحرك نحوهم.

لا تُصدّقوا الذين يخوفونكم طوال الوقت، فالخوف يأتيكم منهم!



التعليقات (0)