محمد محمود حسين يكتب ..الفاتحة علاج نفسى

profile
محمد محمود حسين شاعر وناقد أدبي
  • clock 17 أبريل 2021, 1:50:38 ص
  • eye 1433
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

(  الفاتحة علاج نفسى  ) 

الفاتحة أم القرآن يتلوها المؤمن فى كل ركعة من ركعات صلاته ، وحين يتأمل معانيها تصفو نفسه، ويقوى بأسه، ويتحول إلى الأمل والتفاؤل  يأسه ولنتبدر معا :

حين قلت ( الحمد لله )  هل قلتها بلسانك أم بقلبك ؟

استشعرت نعما لله عليك لا تعد ولا تحصى ، أم قلتها وما زلت من  الذين يعدون المصائب ، و ينسون النعم ؟

قلها من قلبك ولا تكن من الجاحدين ، وتفكر فيما عندك وحرم منه آخرون .

ابدأ فى ذلك وانظر كم سترتاح نفسيا !

وعندما عطرت لسانك بقوله: ( ر ب العالمين )     

   ألم تطمئن نفسك بعد وأنت تعلم أن الله رب للعالمين جميعا يرزقهم و يرعاهم ويحفظهم من كل شر؟

 تأمل واعلم أنه لا يشغله أحد عن آخر فالكل فى علمه سواء ،لا قرابة لأحد عنده فيحابى ، وحتى البعيد عنه يستقبل بحفاوة عند الرجوع ويقبل منه دائما أن يبدأ من جديد فاطمئن فلك رب يرعاك ويحميك ولاتقل يارب عندى مشكلات كبيرة ولكن قل يا مشكلات عندى رب كبير

 وإذا تلوت قوله  : ( الرحمن الرحيم )    فما أجملها من صفات تهدأ عندها النفس القلقة المستضعفة المظلومة الفقيرة إلى الله فإن غابت رحمة الأرض فرحمة السماءلا تغيب ،  وفرجه وإن ظننته بعيدا قريب ، ففى كل أمر شديد اعلم أن رحمته أقرب إليك من حبل الوريد

 فإذا وصلت تلاوتك إلى قوله  : ( مالك يوم الدين )    وشعرت أن أحدا قد ظلمك ولم تأخذ حقك ، استحققت مكانة ولم تصل إليها ، قدمت خيرا كثيرا وجحدك الجاحدون ، أتقنت عملك ولم تجد من يهديك كلمات الشكر ، أقل منك شأنا فى العلم والعمل - ويظهر ذلك جليا دون شك - ووجدت حياته باسمة وأنت كئيب ، فاهدأ 


واعلم أن يوم الحساب قريب يملكه العادل الذى سيعطى كل ذى حق حقه وهو يمهل ولا يهمل فلا تقلق

 وبوصولك لقوله تعالى : ( إياك نعبد واياك نستعين )  ستجد نفسك تتوق للعمل قبل طلب الأجر ، جهاد النفس قبل الشكوى، اتخاذ الأسباب والاستعانة برب الأرباب، فعلى المرءأن يسعى وليس عليه إدراك النجاح ، إياك نعبد مخلصين وإذا واجهتنا عقبات وما أكثرها فإياك نستعين رددها بقلبك إياك نستعين وانظر لصيغة الجمع كيف تقضى على الأنانية وتربى حب شيوع الخير  بعد ذلك هل من يستعين بالله يشعر بالعجز وصعوبة أى أمر مهما كان ؟!!

 رست سفينة التلاوة عند قوله : ( اهدنا الصراط المستقيم )   فانظر كم من الأمور يجد الإنسان نفسه فيها حائرا أى قول يقوله ردا على فلان ، أى فعل يفعله فى هذا الأمر ويكون فى الإمكان ، واضرب حيرتك وترددك وتذكر قوله اهدنا الصراط المستقيم فكأنه بمثابة استخارة مستمرة أن يوفقك الله لاختيار أفضل الأقوال والأفعال ومن اختارأفضلها فى الدنيا سار على الصراط المستقيم فى الآخرة  لاتردد لاحيرةلا اعوجاج ولا انزعاج فقد وجدنا دليل كل محتاج

 وعندما تتأمل قوله تعالى : ( صراط الذين أنعمت عليهم )    فإذا سمعت كلمات شاعت بين الناس فى هذا الزمان فأصبحوا يعممون ويقولون لم يعد هناك خير ، الناس كلهم أصبحوا كذا وكذا ، وغدا كل يتهم الآخر بأنه السبب ، ووجدت العدوى تنتتشر حتى تصيبك فتقول مثلهم ،فأرح قلبك وعقلك بقوله صراط الذين أنعمت عليهم وتذكر قصص الأنبياء، والصالحين فى كل عصر وحين حتى فى زماننا فلا يخلو زمان من خير بل قد يتفوق اللاحق على السابق فهم كانوا يجدون على الخير أعوانا وحرمنا نحن فاشهد بذكر المواقف الإيجابية الصالحة ولا تقتل نفسك حسرة بذكر كل سوء تجده بل وتساعد على نشره بذكرك له

وبالتدبر لقوله تعالى : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)   تتصور كم من المنعمين الذين ظلموا وارتكبوا الهوائل ولم يحاسبهم أحد لكن ماذا يجدى لو نال الإنسان رضا الدنيا وخسر رضا الله عندما نقرأحكايات من سبقوا من الأمم الظالمة 


أو الأفراد الطغاة أو ننظر فى كتب التاريخ بل وأيام عمرنا نجد نهاية الشر لا تكون إلا شرا فتطمئن نفوسنا للعدل لإلهى

 والآن نردد : ( آمين )     فاللهم استجب ونحن لا نحمل هم الإجابة بل نحمل هم الصدق واليقين فى التوجه لرب العالمين فربما يتغير كل شىء الى الأفضل والأرقى والأجمل فقط ابدأ العمل وقل يا معين

التعليقات (0)