محمود عزازي: مصر هي الحب الأكبر في حياتي.. والفن لا يوضع في قوالب أخلاقية "

profile
سليم صفي الدين كاتب صحفي
  • clock 24 يوليو 2021, 11:35:59 م
  • eye 1200
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

حوار : سليم صفي الدين 

محمود عزازي لــ180 تحقيقات:

اختفاء نسرين أمين خسارة كبيرة لنا.

من حق الفنان أن يقتنع بما يشاء.. ولكن عليه تطبيق قناعاته على نفسه.

الفن لو وضع في قوالب لا يصبح فنا.

في غياب الفن يحدث تجريف إنساني وعاطفي في المجتمع.

عودة السينما مرتبط بوعي الجمهور.

قضيتي ليست الزعيم جمال عبدالناصر، بل هي مصر من الأساس.

الآن نرى شباب مصري يتكلم بلسان أعدائنا كما لو أنهم ليسوا مصريين من الأساس.

حب مصر هو الأكبر في حياتي.

 محمود عزازي، الممثل المصري، الموهوب، الذي قِيل في حقهِ إنه لم تكتشف موهبته حتى الآن، بدأت رحلته الفنية من داخل أسوار الجامعة، وانطلق بعدها إلى المسرح والسينما.. البداية كانت في فيلم "منتهى اللذة" وبعدها جسد دورا رائعا ترك أثرا كبيرا في نفوس الجمهور من خلال فيلم "ورقة شفرة" الذي قدم فيه شخصية "الشربيني" ثم الدور الأبرز لدى الجمهور كان شخصية "عبدالحليم حافظ" الذي تفرد بتقديمها بشكل كوميدي لم يسبقه أحد في أداءه.. عن دوره في فيلم "ديدو" الأخير مع الفنان كريم فهمي، وعن أعماله القادمة، وظهور واختفاء واعتزال بعض الفنانين، كان لنا معه هذا الحوار...

 بدايةً.. هل فيلم ديدو هو عودة الي السينما مرة اخرى ؟ 

- في التسع سنوات الماضية انحصرت مجمل أعمالي على الدراما فقط، وفيلم "ديدو" هو أول عمل سينمائي لي منذ عام 2011، فبالطبع هو بداية العودة للسينما مرة أخرى. وأتمنى أن تكون عودة محمودة، وبداية جديدة تفتح لي العدد من الأعمال في الأيام القادمة.

 كيف ترى ظاهرة الاعتزال ثم العودة ثم الاعتزال... وهكذا ؟

- الإشكالية في المتاجرة بالقناعات، والمزايدة على خلق الله بها. فالقناعات نفسها لم تكن ولن تكون مشكلة أبدا، إنما الأزمة في المزايدة على الغير. فمن حق كل إنسان أو فنان أن يقتنع بما يشاء، ولكن عليه تطبيق قناعاته على نفسه فقط، ولا شأن له بغيره. والقاعدة تقول أن من لا يقتنع بشيء لا يستفيد منه، فهم يتكلمون عن الفن بقناعات منافية له، وهم مستفيدون منه.

 إذًا الفن لا يمكن أن يقيد بأخلاق شخصية؟

الفن إذا وضع في قوالب وشكل محدد لا يصبح فنًا، بل سيفقد قيمته وهدفه. الفن بمعناه العام هدفه مثل الدين تماما.. الارتقاء بروح الإنسان، وإثراء المجتمع إنسانيا وعاطفيا، والعكس صحيح، ففي حالة غياب الفن يظهر النقيض تماما "اللافن" فيحدث تجريف إنساني وعاطفي في المجتمع.

 كيف تفسر سطوع نجوم مثل "حمو بيكا... واختفاء آخرين مثل نسرين إمام ؟

- القاعدة ثابتة "في حالة غياب الفن الحقيقي يظهر مكانه اللافن" غياب المطربين الحقيقين بفعل فاعل في أوائل العقد الثاني من القرن الحالي بعد إغراق سوق المزيكا في مصر أدى لظهور ما يسمى بالمهرجانات، وأنا لست ضد الألوان المختلفة والمتنوعة للموسيقى، ولست أيضا ضد المهرجانات، فبعضهم مؤخرا بدأ في تقديم نماذج لا بأس بها، لكني ضد وصف أي "تخبيط" بالمزيكا، وكذلك أي تريند سلبي يُقال على صاحبه فنان أو نجم.. الجمهور لا يعتبر بيكا فنان، فهو يضحكهم أكثر مما يطربهم، وهو ليس نجما بل هو مشهور بترنداته فقط.

لا شك أن اختفاء نسرين أمين وأي فنان موهوب هو خسارة كبيرة جدا بالنسبة لنا.

 في رأيك متى تعود السينما بإنتاجات ضخمة مثلما كانت ؟

- السينما ليست فقط إنتاجات ضخمة، فهناك أفلام كثيرة مميزة وقيمة جدا إنتاجها قليل. وعموما عودة السينما في مصر مرتبط بوعي الجمهور أولا، فهو اللاعب الرئيس في الصناعة، فالجمهور يعني دور عرض كثيرة جدا، وأسعار تذاكر في المتناول. ومن ثم يأتي دور المنتجين في التسويق فالمعادلة تغيرت بنسبة 180 درجة.

 ما هو سر حبك لجمال عبدالناصر ؟

- أنا أحب كل زعماء الحركة الوطنية في تاريخنا، فكل شخص وطني ساهم في تحرير مصر من الاستعمار، وسعى لاستقلالها واسترداد مواردها هو رمز عظيم بالنسبة لي، ولهؤلاء الزعماء صورا في منزلي.

جمال عبدالناصر، ومصطفى كامل، وسعد زغلول، وعبد الله النديم، و أحمد عرابي.. وكذلك ملوك مصر القديمة مثل أحمس، وتحتمس الثالث، فأنا شخص محب للتاريخ، وتاريخ مصر بالتحديد هو عقيدة بالنسبة لي، لا أقبل أي تزوير أو تشويه لأي شيء يمس تاريخنا مهما كلفني الأمر.. القضية ليست شخص عبدالناصر، بل الموضوع هو مصر في الأساس، فمصر هي الحب الأكبر في حياتي.

حاليا نعاني من قلة الوعي بين الأجيال الجديدة، وهي تستغل من قبل أعدائنا بشكل مرعب، فمن خلال صفحة واحدة عبر "فيسبوك" وقليل من المال يتم تزوير جزء أصيل من تاريخنا، والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إننا الآن نرى أمام أعيننا شباب مصري يتكلم بلسان أعدائنا كما لو أنهم ليسوا مصريين من الأساس، وهذا كارثة كبيرة يجب أن تنتبه لها الدولة.  

 هل من الممكن أن تعود لأداء دور عبد الحليم في المستقبل ؟

- ممكن طبعا، لكن ليس في الوقت الحالي، على الأقل بعد خمس سنوات، أستطيع خلالها أن أثبت للجمهور أنني ممثل قادر على التشخيص والتجسيد بشكل عام، ووقتها من الممكن أن أقوم بأداء فيلم كامل عن عبدالحليم، ولكن من منظور مختلف عن كل ما تم تقديمه من قبل.

 هل تقبل أن تنفذ عمل مباشرة لمنصة رقمية؟

أتمنى طبعا.. وبالفعل أسعى إلى ذلك حاليا، فالمنصات الرقمية هي المستقبل، إن لم يكن هذا واقعا في الوقت الحالي.

 كيف قرأت أزمة مسلسل "الملك أحمس" الأخيرة ؟

- رأيتها كسل وعدم اهتمام كافي بالعمل وأهميته التاريخية من قبل فريق العمل، وهي لا تتعلق بالخبرة، فقد قدمنا قصصا تاريخية مهمة في أعمال سينمائية وتليفزيونية على أكمل وجه، لكن كان حتما عليهم الاستعانة بذوي الخبرة في قصة مهمة بدرجة حساسية "كفاح طيبة".

 أخيرا.. ما هو العمل القادم لك ؟

-حاليا أحضر لدور دكتور عصام، طبيب نفسي في مسلسل "الحرير المخملي". تأليف أمين جمال، واخراج أحمد حسن.

التعليقات (0)