- ℃ 11 تركيا
- 12 مايو 2024
مريم سويطي تكتب: حواجزُ المَوت
مريم سويطي تكتب: حواجزُ المَوت
- 2 أبريل 2023, 12:24:00 ص
- 147
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في التاسع من شهر رمضان ، توجهت برفقة صديقاتي إلى المسجد الأقصى والسعادة تغمرنا ما أن نتخيل وصولنا إلى هناك ، يومُ الجمعة هو ذلك اليوم الذي ينتظره الفلسطينيين بفارغ الصبر في شهر رمضان للذهاب لزيارة المسجد الأقصى بالرغم من تضيقات الاحتلال
صعدنا الحافلة متجهين صوب حاجز بيت لحم فهو سبيل الوصول ، خلال تأملي لجدار الفصل العنصري رأيت العديد من الرسومات بعضها تُحاكي معاناة الفلسطينيين وأخرى تُرسخُ صمودنا في التصدي للاحتلال ، وصور شهداءٍ قدموا حياتهم فداءً للوطن و أضاءوا بدمائهم درب الحرية
فور وصولنا للحاجز رأيتُ آلاف الفلسطينيين يقفون تواقين بأن تُفتح البوابة الحديدية، ننتظرُ لساعات في صورٍ تقترب وتبتعد لرصد المعاناة، نتعبُ تارةً ونستمر بالمواصلة تارةً أخرى ، خلال تأملي للمشهد شعرتُ بالقهر ما إن أنظرَ لذلك الرجل الكبيرُ في السن يقفُ متعباً على قدميه ، وطفلاً يصرخُ من شدة البكاء جنود مدججين بالسلاح ، مجردين من الإنسانية يقفوا مُتفرجبن ويرفضون فتح البوابة
وتتجلى ميزاجيتهم وقيودهم من منعنا من العبور أو السماح لنا ، يعتلون أسطح المنازل من كل صوبٍ وحدب وآخرون يقفون على الحاجز ،بالرغم من صلافة وبجاحة الجنود إلا أننا صامدون كشجرة الزيتون ، نُسليّ أنفسنا بإنشاد الأناشيد الدينية ، بعد ساعاتٍ طوال من الانتظار ، بدأوا بفحص وتدقيق الهويات سمحوا لنا بالدخول ،و أعادوا أشخاصاً آخرين تحت ذريعة " المنع الأمني " انتظروا بفارغ الصبر ساعاتٍ طوال على ذلك الحاجز ، ليفاجئوا بعد عناءٍ ومشقة أنهم لا يستطعون تحقيق حلمهم في رؤية المسجد الأقصى ليعودا أدراجهم وخيبة الآمل تعتليهم
في القدس عقدة الماضي وبؤس الحاضر وسحر المستقبل فهي كالكائن الحي مميزةً بحواريها ، وأزقتها ، وأسواقها وصوت باعتها الذي يدوي في كل مكان ، بعد وصولنا إلى مدينة القدس شعرتُ بأنني تنفست الصعداء ، ما إن رأينا باب العامود والأجواء الروحانية حتى تسربت السعادةُ إلى روحي هنا باعة الكعك يتجولون وقفتُ على أعتاب باب العامود منكبتاً على جمال المكان وتفاصيله
وعلى الرغم من الإجراءات التي يتبعها الاحتلال إلا أن ربع مليون فلسطيني أدوا صلاة الظهر في رحاب المسجد الأقصى أمس ، وسط هتافات وتكبيرات تصدح إلى كل المسامع وتبعثُ التحية إلى جنين .
وبعد انتهاء الصلاة تجولنا في حواري القدس الألوان الزاهية المشاهد الجمالية وازدحام البسطات وعشق القدس والمسجد الأقصى يدفعك إلى تلمس كل زاوية وكل تفاصيل ما تمر به ، حيث العقيدة والتاريخ والأديان والتضحيات والآمال والأحزان
وقبل آذان المغرب بدأوا بتجهيز موائد الافطار في ساحات المسجد الأقصى لتروي ظمأ الصيام على صوت و مدفع رمضان المقدسي ويتلوه رفع الأذان بهيبته ، ومن ثم أداء صلاة المغرب
عدنا إلى نقطة اللقاء " باب العامود " من هنا وصلنا ومن هنا سنعود فكان يعج بالزائرين من كل مكان والأناشيدُ الدينية تملأ الأرجاء والأضواء معلقةً في السماء ، آخرون يرتشفون القهوة ، وبائعون يتجولون بالعربات ، صعدنا الحافلة و غادرنا المكان متجهين إلى ذلك الحاجز فمن حاجزٍ إلى آخر هنالك قصص وروايات ومعاناة مستمرة
هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)
أخبار متعلقة
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
سبت, 11 مايو 2024
حماس تحقيق حقيق "CNN" كشف جزءا ضئيلا من فظائع الاحتلال في غزة سبت, 11 مايو 2024
عاجل.. بايدن: وقف إطلاق النار في غزة ممكن إذا أفرجت حماس عن الرهائن سبت, 11 مايو 2024
إعلام مصري يكشف سبب رفض القاهرة التنسيق مع إسرائيل بشأن معبر رفح الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس أخبار مصر
سبت, 11 مايو 2024
ما لا تعرفه عن رجل الأعمال الإسرائيلي القتيل بمصر.. من هو زيف كيبار؟ خميس, 09 مايو 2024
وفد حماس يغادر القاهرة متمسكا بالبنود التى طرحتها مصر ثلاثاء, 07 مايو 2024
وفد قطري يتوجه إلى القاهرة بعد موافقة "حماس" على مقترح الهدنة