مسؤول إيراني: "الانتهاكات الأمنية والعمليات الإسرائيلية قوّضت استخباراتنا"

profile
  • clock 29 يونيو 2022, 3:40:15 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال نائب الرئيس الإيراني الأسبق، علي أبطحي، إن عزل رئيس جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني، حسين الطيب، الأسبوع الماضي، كان اعترافا من طهران بأن مواجهة التهديد الإسرائيلي تتطلب قيادة جديدة وإعادة ضبط الإستراتيجيات والبروتوكولات، حسبما نقلت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم، الأربعاء.

وأضاف أبطحي للصحيفة الأميركية أن "الانتهاكات الأمنية داخل إيران والنطاق الواسع للعمليات التي تقوم بها إسرائيل قوّضت بالفعل أقوى مؤسسة استخباراتية لدينا". وتابع "لطالما كانت قوة أمننا هي حجر الأساس للجمهورية الإسلامية وقد تضررت في العام الماضي".

وتعالت دعوات لعزل الطيب وسط مناخ متزايد من عدم الثقة داخل القيادة الإيرانية بعد اعتقال قائد كبير في الحرس الثوري، هو العميد علي نصيري، سرا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، بحسب شخص على صلة وثيقة بمسؤولين كبار في الحرس الثوري وآخر على علم بالاعتقال.

وقال مسؤولون في بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إنه ليس لديهم تعليق فوري على هذه المزاعم.

وجاء اعتقال الجنرال نصيري بعد شهرين من اعتقال عشرات من موظفي برنامج تطوير الصواريخ التابع لوزارة الدفاع، للاشتباه بتسريب معلومات عسكرية سرية، بما في ذلك مخططات تصميم الصواريخ، إلى إسرائيل ، بحسب مسؤول إيراني مطلع على الغارة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال العام الماضي، كثفت إسرائيل نطاق وتواتر هجماتها داخل إيران، بما في ذلك المواقع النووية والعسكرية التي كانت جهاز الاستخبارات برئاسة الطيب مسؤول عن حمايتها.

وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين للصحيفة إن جزءا من الإستراتيجية ينطوي على كشف إخفاقات الحرس الثوري في حربه السرية مع إسرائيل، على أمل أن تؤدي إلى نشوب صراع بين القادة السياسيين ومؤسسة الدفاع والاستخبارات في إيران.

وأول من أمس، تعرضت ثلاثة مصانع إيرانية للصلب، أحدها شركة خوزستان للصلب المملوكة للدولة، لهجوم إلكتروني أجبر أحدها على وقف خط إنتاجها. وقال مسؤول استخباراتي غربي إن المصانع الثلاثة التي هوجمت هي مورّد رئيسي للصلب للحرس الثوري.

أعلنت مجموعة من قراصنة انترنت تعرف باسم Gonjeshke Darande مسؤوليتها. وأعلنت المجموعة نفسها مسؤوليتها عن هجوم إلكتروني آخر، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أدى إلى تعطيل محطات الوقود في جميع أنحاء إيران. وقال مسؤولون أمريكيون إنها مرتبطة بإسرائيل. ورفض مسؤولون في إسرائيل تأكيد مصدر الهجمات.

وحسب الصحيفة، اعترف مسؤولون إيرانيون بأن شبكة التجسس الإسرائيلية تسللت إلى أعماق دوائر الأمن الإيرانية. وحذر وزير المخابرات الإيراني السابق، العام الماضي، من أن المسؤولين يجب أن يخشوا على حياتهم، وفقًا لتقارير إعلامية إيرانية.

وأثار اعتقال نصيري، إلى جانب الهجمات الإسرائيلية المتكررة، قلق القيادة في طهران، بحسب المسؤولين الإيرانيين المطلعين على الوضع. وقال المسؤولون إن البعض بدأ بهدوء في المطالبة باستقالة الطيب أو إقالته. وقال شخص مرتبط بالحرس الثوري إن الطيب طلب سنة أخرى في منصبه لتصحيح الخروقات الأمنية.

وإثر ذلك ترددت أنباء عن مخطط إيراني لاستهداف إسرائيليين في تركيا. وفي 18 حزيران/يونيو الحالي، قال مسؤول في المخابرات الإسرائيلية إن الموساد يعتقد أن إيران كانت تخطط لهجمات ضد السياح والمواطنين الإسرائيليين. وأضاف أن إسرائيل أبلغت تركيا وشاركت معلومات تظهر أن الطيب كان وراء مخطط استهداف إسرائيليين في تركيا، انتقاما لمقتل العقيد صياد خدائي، نائب قائد وحدة سرية أخرى بالحرس الثوري، في أيار/مايو الفائت.

وأضافت الصحيفة أن الطيب تعرض مؤخرا لضغوط لاقتلاع شبكة الجواسيس الإسرائيلية في إيران والرد على تشغيلها، وفقًا لمستشار للحكومة وشخص آخر مرتبط بالحرس الثوري.

وقال مشرعون محافظون في إيران لمواقع إخبارية أن استبدال الطيب لم يكن خارجًا عن المألوف وأن فترة ولايته انتهت ببساطة. لكن أحدهم غرد بأن إقالة الطيب كانت من أهم الأحداث في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

وعُين مكان الطيب باللواء محمد كاظمي، الرئيس الحالي لوحدة حماية المعلومات بالحرس الثوري. تم نقل الطيب إلى منصب استشاري للقائد العام للحرس الثوري وليس إلى آية الله خامنئي.

كما استبدلت إيران، السبت الماضي، رئيس وحدة الحرس الثوري التي توفر الأمن لآية الله خامنئي وعائلته، وأعلن عن رئيس جديد لوحدة معلومات الحماية بالحرس الثوري، أول من أمس. ويقول محللون إنه من المتوقع إجراء المزيد من التعديلات على كبار القادة.

قال المحلل المنتسب للحرس الثوري، حسين داليريان، في مقابلة إنه "كان من الضروري بعد 13 عامًا أن يكون لديك قائد بدم جديدة لإدارة الأمور في المستقبل، ومن المتوقع أن تصبح الأنشطة الأمنية والاستخباراتية أقوى وأن يتوقع أعداء إيران المزيد من الضربات الأشد".

التعليقات (0)