مصطفى إبراهيم يكتب: حرب الإبادة والتشفي من غزة

profile
أ. مصطفى إبراهيم كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
  • clock 31 مارس 2024, 8:47:14 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في الذكرى الـ 48 ليوم الارض وتمسّك الفلسطينيين بحقوقهم، والاصرار عن الدفاع عنها. ومع ذلك احيانا من الضروري انه الانسان يرتاح من متابعة وقراءة كم التشفي والحقد على غزة واهلها والدمار والقتل واتهام المقاومة وتبرئة الاحتلال من سلوكه الاجرامي المستمر من ستة اشهر  و75 سنة من النكبة.


حرب شرسة تشن وتشيطن غزة من بعض العرب واهل فلسطين، وكان اسرائيل بريئة ولا علاقة لها بالتهجير القسري والترحيل الجماعي والقتل والمجاعة في غزة، ونحن المسؤولين، لا أستطيع أن أتفق مع أي شخص لا يرى الفلسطينيين كبشر اصحاب سيادة ولهم نفس الحقوق التي يتمتع بها الاخرين. وأي رد او هجوم هو لا اخلاقي بهذه الروح، سواء بروح ادعاء المصلحة أو بدونها، سيؤدي في النهاية الى خدمة حرب الابادة.


‏عندما ترسل اميركا إمدادات عسكرية عالية التقنية من طائرات وقنابل وصواريخ بعد ستة شهور على حرب الابادة الجماعية الاسرائيلية ضد غزة لن تحتاج لاحد ان يقول لك من كسب الحرب ومن خسرها.


‏الإسرائيليون يخرجون إلى الشوارع للتظاهر ضد الحكومة الاسرائيلية، مطالبين باتمام صفقة الاسرى. وما زالوا متمسكين بموقفهم  وعدم المطالبة بإنهاء الحرب، على الرغم من أن هذا هو السبيل  الوحيد لاتمام الصفقة. والسؤال لماذا يعتبر وقف الحرب مستحيلاً بالنسبة للجمهور الاسرائيلي؟


الجمهور الاسرائيلي متمسك بموقفه باستمرار الحرب وأحد الأسباب لدى الاسرائيليين هو أن الحروب هي أقوى تعبير عن الهوية اليهودية الإسرائيلية الجماعية. ويُنظر إلى الحرب على أنها ضرورة مفروضة عليهم. وهذه الضرورة التي يحب ان يظهر  عليها الاسرائيليين تجاه العالم باعتباره معاد.


والدعوة إلى وقف الحرب هي الحجة للانكار ووحدتهم الجماعية والا يعتبر ذلك خيانة جماعية. وفي استمرار الحرب يعني استمرار وحدتهم  باعتبارها فضيلة تحميهم من الاعداء الفلسطينيين.


ما زالت اسرائيل تعيش صدمة السابع من اكتوبر، واستمرار الحرب هو الاحساس بالحماية وشعورهم انهم مهددون دائماً، والحرب هي الوسيلة  الوحيدة للاسرائيليين لتحقيق الوحدة. وهي تسمح لهم بالامن الجماعي  والسلام والاستقرار.


المجتمع الاسرائيلي مجتمع عسكري وبدون حرب، يصبح خطر التفكك والتشرذم واقع ومرعب بالنسبة لهم.


والتفوق اليهودي اساس المجتمع الاستيطاني وبدونه لا توجد سيادة، والحرب تعزز تماسك ذلك المجتمع في مواجهة التفكك. 


لكن الى متى ستستمر الحرب والى متى سيستمر التماسك؟ ونحن بحاجة الى التماسك ومواجهة الشرذمة وعملية كي الوعي الممارسة بقصد او بدون قصد!


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)