- ℃ 11 تركيا
- 26 أبريل 2024
مصطفى إبراهيم يكتب : عن عنصرية إسرائيل وفضيحة قيمها الاخلاقية
مصطفى إبراهيم يكتب : عن عنصرية إسرائيل وفضيحة قيمها الاخلاقية
- 11 مارس 2022, 9:02:26 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
على الرغم من قناعاتي وادراكي لحقيقة وطبيعة نظام الفصل العنصري الصهيوني، إلا أن متابعة وسائل الاعلام الاسرائيلية المرئية والمسموعة، والنقاش الدائر بين مقدمي البرامج والمحللين السياسيين، حول فضيحة عدم السماح للاجئين الاوكرانيين الدخول لإسرائيل يثير الغثيان والحنق والغضب والألم وانعدام الانسانية،
والشعور بالألم نحن جزء منه ويستوطن فينا منذ عشرات السنين.
النقاش يعكس الاجماع الصهيوني، وتجليات فكرة وأساس قانون القومية والانسجام مع طبيعة نظام الفصل العنصري الاستعماري الاستيطاني.
وفكرة القانون قائمة على التمييز العنصري على أساس الدين الذي قامت عليه إسرائيل وتمارسه لأكثر من سبعة عقود ضد الفلسطينيين اصحاب الارض الاصليين. فالقانون ينص على أن "دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير".
لسنا بحاجة لمشاهدة مقاطع الفيديو والصور للاجئين اوكرانيين في مطار اللد اللذين افترشوا الارض وتعرضوا لازدراء ومعاملة قاسية وغير إنسانية، وعانوا ظروفا شديدة السوء، دون أن توفر لهم احتياجات أساسية كأماكن للمبيت والحمامات والراحة، في الوقت ذاته يواجهون خطر الترحيل بعد كل تلك المعاناة،
هذه المعاملة والمشاهد هي تعبير حقيقي عن صورة وحقيقة نظام الفصل العنصري، وهو الفضيحة الشاهدة على الفضيحة التاريخية لاقامة هذه المستوطنة، وازدواجية المعايير التي تتجلى في استغلال ضحايا الحرب في أوكرانيا والتمييز بين ضحية، وضحية على اساس العرق والدين والجنس واللون.
.
هذه صورة وحقيقة دولة الفصل العنصري الذي تتدعي انها الدولة الديمقراطية الوحيدة، وتطبق معايير حقوق الإنسان ودولة ذات قيم اخلاقية، وجزء أصيل من ما يسمى العالم الحر.
وكأننا والعالم غير مدركين طبيعة نظام الفصل العنصري، وكيف سيتم وضع اسرائيل ونظامها العنصري أمام التزامها الأخلاقي بمساعدة اللاجئين الاوكرانيين؟ وتصريحات وزيرة الداخلية شاكيد، "ان كل انسان عاقل يعي أن دولة الشعب اليهودي الصغيرة لا يمكن ان تشكل بديلاً لدول أوروبا المختلفة ومن بينها المجاورة لأوكرانيا".
مع العلم أن إسرائيل واحدة من الدول الموقعة على اتفاقية 1951 للاجئين، إلا أن قوانينها لا تتضمن أي تشريع خاص باللجوء وإن كانت تسمح للباحثين عن اللجوء بالعمل وتمنحهم الحماية المؤقتة وحق عدم الإعادة القسرية.
وتابعنا خلال السنوات الماضية سياستها التي اتبعتها اسرائيل ضد طالبي الهجرة اللجوء والهجرة من الافارقة، واعتدنا على برامجها النابعة من عنصريتها. وانها دولة اليهود فقط، والتي تضع في رأس أولوياتها إغلاق الحدود في وجه المهاجرين، واليوم تغلق أبوابها الموصدة امام اللاجئين الاوكرانيين، واستقبال بعضهم لفترة معينة بحجة الحفاظ على الهوية القومية لدولة اليهود.
تعاطف نظام الفصل العنصري مع الضحايا الاوكرانيين، وعند أول اختبار اخلاقي وإنساني، سقط النظام في فخ الإدعاء بالتمسك بالقيم الاخلاقية، ومن هو اليهودي وغير اليهودي واليهودية، وشعور اللاجئين الذين وصلوا إسرائيل، كأنهم متهمون مُطالِبون بحكم مخفف.
العالم لا يريد رؤية طبيعة اسرائيل ونظامها العنصري الاستيطاني ويغض النظر عن سلوكها، لكن هذه الفضيحة تفتح النقاش واسعاً في انحاء العالم على طبيعة وحقيقة ووضوح هذا التمييز، قد لا يكون الوقت مناسبا لفتح هذا النقاش في وسط ضجيج الدبابات وهدير الطائرات والصواريخ والقنابل.
لكن لا يجب ان يغض الفلسطينيين النظر والتوقف عن دق الجدار وفضح طبيعة النظام، وعدالة القضية الفلسطينية حتى على المستوى الداخلي، خاصة على مستوى الحقوق والعدالة والتمييز والفصل العنصري.
من المرجح ان الحرب ستطول، لكن هذا لا يمنع الفلسطينيين من رفع كلفة وثمن الاحتلال ونظام الفصل العنصري أكثر، والاتفاق على استراتيجية وطنية للمقاومه، والتوقف عن تعزيز وتعميق العلاقة معه، وطريقته في التعامل مع قضيتنا من خلال التسهيلات الاقتصادية، وكأن قضيتنا مجرد قضية إنسانية.
هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)
أخبار متعلقة
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
جمعة, 26 أبريل 2024
هل تصبح أفريقيا جنوب الصحراء أول خسارة للنفوذ الأمريكي ضد بكين وموسكو؟ جمعة, 26 أبريل 2024
قيادة حماس تلتقي الجبهة الشعبية في تركيا جمعة, 26 أبريل 2024
"إنجاز سياسي".. لماذا كانت قطر أكثر المستفيدين من فيديو الأسير غولدبيرغ؟ الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس تصريحات
خميس, 25 أبريل 2024
سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى تصفية قادة حماس في العالم أربعاء, 17 أبريل 2024
بن غفير: الإعدام هو الحل لمشكلة اكتظاظ السجون ثلاثاء, 16 أبريل 2024
إسرائيل تطمئن الدول الحليفة لها: نتنياهو يتجنب التواصل مع القادة الغربيين