مصطفى إبراهيم يكتب: فتح جزيرة رودس- رمضان عام 53هجرية

profile
مصطفي إبراهيم رئيس التحرير التنفيذي لموقع 180 تحقيقات ورئيس تحرير موقع 180ترك
  • clock 27 أبريل 2022, 12:29:12 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

انتصارات رمضان

فى  شهر  عام ثلاثة وخمسين هجرية  فتح المسلمون جزيرة ردوس  للمرة الثانية ،وذك بعدما فتحها المسلمون للمرة الأولى سنة ثمانٍ وعشرين للهجرة  النبوية ولكنهم خرجوا منها ليعيدوا فتحها للمرة الثانية ، وتتابع حكم المسلمين والروم لها حتى كان آخر فتح إسلامي لرودس على يد السلطان العثماني سليمان القانوني في السابع من صفر عام تسعمائة وتسعة وعشرين هجرية ،  ويعد الفتح الأول لجزيرة رودس  من معارك المسلمين البحرية شرقي البحر المتوسط، والتي توسع فيها المسلمون منذ عهد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - واستكملها من بعده معاوية بن سفيان - رضي الله عنه.

 ورودس هي جزيرة مقابل الاسكندرية على بعد سفر ليلة منها في البحر، وتبعد عن تركيا ثماني كيلومترات فقط ،  وكانت   تتبع بلاد الروم، وهي ضمن الجزر الواقعة شرقي البحر المتوسط، وقد قام معاوية بالاستيلاء على قبرص، ثم أتبعها برودس، وأرسل إليها جيشًا لفتحها.

 وقاد جيش المسلمين في فتح  جزيرة رودس لأول مرة  "جنادة بن أبي أمية" فأقام بها طائفة من المسلمين كانوة أشد شئ على الكفار، يعترضون لهم في البحر ويقطعون سبيلهم، وكان معاوية يدر عليهم الارزاق والاعطيات الجزيلة، وكانوا على حذر شديد من الفرنج، يبيتون في حصن عظيم عنده فيه حوائجهم ودوابهم وحواصلهم، ولهم نواطير على البحر ينذرونهم إن قدم عدو أو كادهم أحد، وما زالوا كذلك حتى كانت إمرة يزيد بن معاوية بعد أبيه، فحولهم من تلك الجزيرة، و  كان  للمسلمين بها أموال كثيرة وزراعات غزيرة" 

 و  أمر معاوية ببناء حصن بالجزيرة بعد فتحها، وبعث إليها جماعة من المسلمين يتلون الدفاع عنها، وجعلها رباطًا يدفعون منه عن الشام، وكان ينوي أن يجعلها حجر عثرة في وجه الروم لمنازعتهم سلطانهم في البحر المتوسط، ورغم أن المسلمين كانوا قليلي الخبرة بالحروب البحرية، وصناعة الأساطيل، إلا أن النجاح الذي مرت به تجربتهم البحرية في عهد معاوية بن أبي سفيان كان  له كبير الأثر في تدعيم سلطان الدولة الإسلامية في تلك الجزر وقتها، فقد غزت جيوش المسلمين في عهده قبرص ورودس وأرواد وحاولت اقتحام كريت، وقام معاوية بإرسال الفقهاء والعلماء لتعليم أهل جزيرة رودس الإسلام، حيث آثر أن يحيط المسلمين في رودس بالجو الإسلامي الديني ويعلي راية الإسلام بين أهاليها.

  لكن المسلمين خرجوا منها بعد أحداث الفتنة ثم عادوا إليها مع بداية الخلافة الأموية، وبعد وفاة معاوية خرجوا منها مرة أخرى، قبل أن يعودوا في عهد الخليفة هارون الرشيد، ولكنهم خرجوا منها على أيدي الروم حتى  كان آخر فتح إسلامي لرودس على يد السلطان العثماني سليمان القانوني في  السابع من صفر سنة تسعمائة وتسعة وعشرين هجرية .

    حينها سمع أميرها «دوفيلييه دوليل اَدم» أن السلطان قادم على فتح الجزيرة أرسل سفراءه إلى السلطان ليرضيه بدفع الجزية للدولة العثمانية، فلم يقبل السلطان اقتراحات دوفيلييه، واستمر في تجهيزاته الحربية، وخرج بقوة عسكرية مكونة من ثلاثمائة سفينة حربية، وأربعمائة  سفينة نقالة تحت قيادة بيلان مصطفي باشا، ثم خرج السلطان نفسه بجيش عظيم من البر قاصداً مرمريس الواقعة على ساحل الأناضول تجاه جزيرة رودس، للإمداد، والوقوف على حركة جيش العدو. .. ووصلت تلك الجيوش إلى جزيرة رودس في شعبان سنة تسعمائة وثمانية وعشرين هـجرية، فأخذت السفن تذهب وتجيء أمام حصون رودس عاصمة الجزيرة، أما السلطان، فقد ركب البحر على رأس جيش وصل إلى ميدان القتال، ثم أمر جيوشه بالحملة على الحصون، وحاول أهل الجزيرة الدفاع عنها ب ، لكن القوات العثمانية استمرت في الضغط حتى اضطرتهم لقبول التسليم بعد حصار دام سبعة أشهر... وبعد الاتفاق معهم على شروط التسليم، تسلم السلطان سليمان القانوني  الجزيرة واحتل قلاعها، في  السابع من صفر سنة  تسعمائة وتسعة وعشرين هـجرية ، وصارت جزيرة رودس إسلامية الطابع   .


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)