مصطفى الصواف يكتب: ما كان في جنين ومخيمها هو صورة المستقبل القريب

profile
مصطفى الصواف كاتب صحفي فلسطيني
  • clock 5 يوليو 2023, 10:27:16 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

المعركة مع الاحتلال لم تنته، لا في جنين ولا في بقية فلسطين. الاحتلال لم يحقق ما كان يسعى إليه رغم ارتكابة مجازر بحق البشر، وتدمير شامل بحق البنى التحتية والمنازل. الانجاز لا يقدر بحجم الشهداء والجرحى والدمار الذي أوقعه في المدينة والمخيم، فالمقاومة ورجالها استمروا في الاشتباك مع العدو حتى خلال اندحاره عن المدينة ومخيمها والتي اجتاح أطرافها بما يزيد عن ألف ومئتين من جنوده من كافة التخصصات العسكرية، ورغم استخدامه كل ما لديه من قوة طيران بأنواعه، وآليات يعتبرها الأقوى في العالم، لكنه لم يتمكن من اجتياح مخيم لا تزيد مساحته عن النصف كيلو متر مربع، واجه مقاومة باسلة قوية موحدة بكل فصائلها.
الصورة التي كانت عليها المعركة على مدى يومين هي صورة مشرفة ولها ما بعدها، وهي في تطور كبير في كل المناحي العسكرية والأمنية،  وأهمها وحدة قوى المقاومة في مواجهة المحتل، وهو دليل واضح على أن الوحدة حول البندقية في الميدان هي عنوان النصر القادم، وندعو أن يكون قريبا.
الاحتلال بقصفه للمخيم ومحيطه بعشرات الغارات الجوية، وقيامه بتدمير المنازل وإجبار أهلها على الرحيل عنها وتدمير جزء كبير منها، وتدمير البنى التحتية للشوارع، كان يستهدف في المقاوم الأول: الحاضنة الشعبية والتي أظهرت بسالة عالية في حماية المقاومة والمقاومين، وكانت عنوان الصمود الذي انعكس على صمود المقاومين حتى النفس الأخير للاحتلال،  وهذا هو العنصر الآخر في الصمود والتحدي الذي كان عليه المخيم والمدينة، والذي لم يؤثر فيه كل ارهاب الاحتلال وتدميره، وربما الرسالة التي تركتها احدى العوائل في منزلها للمقاومين قبل أن تغادرها دليل قوي على قوة الحاضنة الشعبية؛ وذلك عندما ذكرت أن البيت طوبة طوبة هو فداء للمقاومين، وأن ما فيه من طعام وشراب هو تحت تصرف رجال المقاومة، حتى عندما تركت جزء من المال في ثلاجة المنزل ليتصرف به المقاومون كيفما شاءوا، هذا كله دليل على حضور الحاضنة الشعبية وقوتها ومساعدتها للمقاومين مما أفشل على الاحتلال ما كان يسعى إليه.
الاحتلال بات اليوم أكثر عجزا في المواجهة، وباتت المقاومة في تطور على كافة المجالات، ولكن كل هذا العجز لن يمنعه من ارتكاب مزيد من الجرائم والاعتداءات، وسيعيدها في وقت يرى فيه امكانية تحقيق ما يريد، ولكن بإذن الله سيكون الفشل الذي مني به هو عنوان لكل مرحلة، وسيزيد في فشل الاحتلال عسكريا وأمنيا، وما حدث في تل أبيب من عملية بطولية هو دليل على أن المقاومة في يقظة وتطور، وما سيحدث من عمليات قادمة سيؤكد عزم الفلسطيني على مواصلة المقاومة والتصدي للاحتلال حتى هزيمة الصهاينة وإجبارهم على الرحيل ولن يكون ذلك اليوم ببعيد بإذن الله.

كلمات دليلية
التعليقات (0)