معهد بريطاني يحذر إسرائيل: حزب الله لن يسمح بتدمير حماس ولا يغرنكم صبر ه

profile
  • clock 18 نوفمبر 2023, 2:27:08 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

"ما دامت إسرائيل ملتزمة بتدمير حماس، فإن حزب الله سوف يبقي إصبعه على الزناد، وخط حزب الله الأحمر هو تدمير المنظمة الفلسطينية الإسلامية القوية"، هكذا يلخص بلال صعب، الزميل المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعهد "تشاتام هاوس" البريطاني، الوضع فيما يتعلق بالقلق المتنامي إقليميا ودوليا من إمكانية انخراط "حزب الله" اللبناني في الحرب الحالية.

ويقول الكاتب إن الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله يقود جيشا يضم أكثر من 100 ألف مقاتل متفانين ومتمرسين في القتال ومجهزين بآلاف الصواريخ والقذائف والطائرات المسلحة بدون طيار التي يمكنها ضرب أهداف في عمق إسرائيل بدقة كبيرة، لذلك فهو يلهم ويحظى بولاء الميليشيات المدعومة من إيران في جميع أنحاء العالم العربي.


نوايا حسن نصر الله


ويضيف: "لذا، فعندما يقول حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني وأقوى جهة فاعلة غير حكومية في العالم، إنه لا يرغب في توسيع نطاق الحرب في غزة لمساعدة حليفته الفلسطينية حماس، ينبغي على المنطقة أن تتنفس الصعداء".

لكن نوايا نصر الله وحدها لا تكفي لمنع التصعيد الإقليمي، حيث يتبقى أهمية استعداد إسرائيل لتجنب مثل هذه الحرب الكارثية، ومع ذلك فإن الأمر غير مضمون، قياسا إلى حكومة الحرب المتطرفة الإسرائيلية الحالية.

ويرى الكاتب أن هناك أشخاص في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك وزير الدفاع يوآف جالانت، يريدون معاقبة "حزب الله" بشكل أكثر صرامة بسبب قصفه المواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود.

وعلى نحو أكثر طموحاً، فإنهم يرون أيضاً فرصة لتحييد التهديد الذي تواجهه الجبهة الشمالية لإسرائيل مرة واحدة وإلى الأبد.

ولم يتوصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى هذا الاستنتاج بعد، ولكن إذا هدد جالانت وآخرون بالاستقالة بسبب هذه القضية، فقد يغير رأيه لضمان بقائه السياسي.


جيش الاحتلال يدفع للحرب


وداخل قوات جيش الاحتلال، يعتقد العديد من كبار الضباط أن الحرب في الشمال أمر لا مفر منه، الأمر الذي يزيد من احتمالات توجيه ضربة إسرائيلية استباقية، مما يؤدي إلى رد فعل قوي من "حزب الله"، كما يقول الكاتب.

ويضيف: لكن آخر ما يريده الرئيس بايدن خلال موسم إعادة انتخابه هو حرب بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن تجر الولايات المتحدة إلى الصراع وتؤدي إلى مواجهة مباشرة مع إيران.

ولن يكون هذا الأمر فظيعاً من الناحية الاستراتيجية فحسب، بل من الناحية السياسية أيضاً، ولذلك تمارس الدائرة الانتخابية التقدمية لبايدن بالفعل ضغوطًا شديدة على إدارته لإنهاء الحرب في غزة.

وفي محاولة لردع "حزب الله" عن شن هجمات أكثر دموية ضد شمالي الأراضي المحتلة، أمر بايدن بنشر كمية كبيرة من الأصول العسكرية الإضافية في الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملة طائرات وسفن حربية وسفينة تعمل بالطاقة النووية ومروحيات هجومية وطائرات مقاتلة و5 آلاف من مشاة البحرية.


اليمينية المتطرفة لدى الساسة الحاكمين في إسرائيل.


ماذا عن إيران؟


يقول الكاتب إن إيران لديها مصلحة في الحفاظ على قوة الردع الاستراتيجية لــ"حزب الله" ضد أي ضربة إسرائيلية لبرنامج إيران النووي، وهي تفضل ألا ترى حليفها اللبناني يضعف أو ينزع سلاحه بعد قتال مع إسرائيل.

لكن إيران لا تملك سيطرة صارمة على "حزب الله"، ولم تكن قادرة على منعه من قتال إسرائيل في عام 2006.

ويحافظ أعضاء شبكة وكلاء إيران ــ في اليمن، والعراق، والبحرين، وسوريا، وفلسطين، ولبنان ــ على درجة كافية من الاستقلال العملياتي، وخاصة أثناء الحرب.

ولهذه الجهات الفاعلة حساباتها وتفضيلاتها المحلية الخاصة التي تتوافق في الغالب مع رغبات إيران الاستراتيجية، كما يقول الكاتب.

ويردف: لذلك عندما تنشر الولايات المتحدة المزيد من القوة النارية في الشرق الأوسط لإرسال رسالة قوية إلى إيران لكبح جماح حزب الله، فليس من الواضح على الإطلاق أن ذلك سينجح.

ويرى أن "حزب الله" يستطيع  أن يتخذ قراراته بنفسه، وخاصة إذا أدرك أن سلامته معرضة للخطر، وهو يعلم أيضا أن القادة الإسرائيليين قادرون على تدمير لبنان، كما فعلوا في عام 2006.


دور أمريكي مفترض


ويقلول بلال صعب إنه من الأهمية بمكان أن تبذل الولايات المتحدة كل ما في وسعها لمنع حرب مدمرة أخرى بين "حزب الله" وإسرائيل.

ويضيف: "استقرار الشرق الأوسط برمته على المحك، ومن الممكن أن تؤدي الدبلوماسية الأمريكية الأكثر فعالية لتحقيق تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل إلى نزع فتيل الأمور قليلاً على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية".

ويختم بالقول: "لكن هذا قد لا يكون كافيا، وما دامت إسرائيل ملتزمة بتدمير حماس، فإن حزب الله سوف يبقي إصبعه على الزناد".

التعليقات (0)