ملف الإخوان على طاولة السيسي وبن سلمان..فهل تحدث انفراجة قريبة؟

profile
  • clock 21 يونيو 2022, 4:42:39 م
  • eye 650
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تأتي زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وسط أجواء سياسية تتسم بالهدوء والترقب، لا سيما وأن كثيرا من الملفات السياسية العالقة في المنطقة دخلت طور الحل أو الاحتواء للعودة إلى المربع الأول من أجل التفرغ لمواجهة الخطر الإيراني المحتمل من قبل دول الخليج العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.

فكانت التوصيات الأمنية من بعض الدول الخليجية هو إحداث إنفراجة سياسية تحتوي بعض جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسهم “جماعة الإخوان” من خلال فتح قنوات اتصال بينها وبين النظام المصري برعاية دولة خليجية. واليوم الثلاثاء استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وحسب بث مباشر للتلفزيون المصري فقد وصل ولي العهد السعودي إلى قصر "الاتحادية" الرئاسي في القاهرة وكان في استقباله السيسي.

شراكة اقتصادية

وزير التجارة السعودي ماجد القصبي أعلن عن توقيع 14 اتفاقية بين البلدين بقيمة تقدر بـ 7.7 مليارات دولار. جاء توقيع الاتفاقيات بحضور عدد من رجال الأعمال السعوديين، في مقر الهيئة العامة للاستثمار التابعة لرئاسة الوزراء بالقاهرة. وقال "القصبي" خلال كلمته على هامش توقيع الاتفاقيات، إنها تستهدف ضخ استثمارات جديدة في قطاعات الصناعات الغذائية والمياه والهيدروجين الأخضر، ومجالات الطاقة المتجددة، وتحلية المياه، وصناعة اللوجستيات. وأشار إلى أن استثمارات للشركات السعودية في مصر تقدر بنحو 30 مليار دولار؛ لأكثر من 6 آلاف و200 شركة، موضحاً أن مصر لها استثمارات في السعودية تتخطى 1.5 مليار دولار من خلال شركات القطاع الخاص.

يأتي ذلك بعدما كشف رئيس مجلس الأعمال المصري السعودي عبد الحميد أبو موسى عن توقيع اتفاقيات بين بلاده والمملكة، وذلك على هامش زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأوضح في حديث تلفزيوني، مساء الاثنين، أن الاستثمارات التي تتضمنها هذه الاتفاقيات تغطي كافة المجالات في الكهرباء والنقل والصناعة والزراعة، وفي كافة المجالات الاقتصادية، حيث إن مصر تمثل للسعودية سوقاً ضخمة جداً تربو على 100 مليون نسمة. ولفت "أبو موسى" إلى أن "السعودية على الصعيد العربي هي الكبرى في الاستثمارات في مصر، وذكر أن "مصر والسعودية تشكلان 34% من سكان المنطقة، والدخل القومي لكليهما يمثل 39% من الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطقة مجتمعة".

انفراجة سياسية برعاية خليجية

وتشير القراءات التحليلية للمشهد السياسي الإقليمي أن هناك رغبة خليجية لتسوية الخلافات بين النظام المصري وجماعة الإخوان. وفتح أفق التفاوض السياسي بينهما للتوصل إلى صيغة سياسية تنهى التوتر الحالي، فقد كشفت مصادر مطلعة لـ"موقع 180تحقيقات" أن جماعة الإخوان بجبهتيها إبراهيم منير ومحمود حسين بينهما تواصل مع النظام المصري برعاية سعودية. وبحسب المصادر فإن الجبهتين وافقا على شروط النظام المصري فيما يتعلق بتجميد النشاط السياسي ووقف التصعيد وتشويه صورة النظام المصري مقابل تحسين أوضاع المعتقلين من قيادات الجماعة والشباب تمهيدا للإفراج عنهم لاحقا. 

وأوضحت المصادر أن المفاوضات نجحت بنسبة 90% وأن هناك بعض الخلافات البسيطة التى لا تضر بجوهر المصالحة بين الإخوان والنظام المصري، كما أشارت المصادر لـ"موقع180تحقيقات" إلى أن المحادثات قد عادت مؤخرا على المستوى الإقليمي بين مصر وقطر وتركيا فيما يخص جماعة الإخوان، وأضافت المصادر أن التفاوض يقوده القيادى في جبهة محمود حسين (مصطفى طلبة)، وقد وصل وفد سري للجماعة خلال الأسبوعيين الماضيين إلى الرياض من أجل المحادثات وذلك في حضور شخصيات قطرية كجزء من بدء مسار التفاوض مع السيسي، وتؤكد هذه المعطيات ما نشره موقع 180 تحقيقات سابقا في هذا الصدد. 

وتُشير المصادر إلى أن كل من السعودية والإمارات لديهما اتصالات قائمة مع قادة الإخوان المسلمين الدوليين من مكتب القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير بينما ينحصر مكتب محمود حسين على تواصله مع السعودية. وبررت المصادر تسارع خطوات السعودية لتسوية هذا الصراع مع الرئاسة المصرية أنه يأتي في إطار المنافسة مع الإمارات، وكذلك لاستباق أحدث الجهود الأمريكية والبريطانية لحل الأزمة. لافتة إلى أن هناك مذكرة تسوية طرحتها السلطات الإنجليزية علي مصر  لتسوية الأزمة لكنها كانت منحازة بشكل كبير لجبهة إبراهيم منير  وحسم الصراع لصالحه، بينما ترى السعودية حل توافقي مع الجبهتين وتسوية شاملة. 

سياقات مهيئة

من جانبه قال الدكتور خيري عمر أستاذ العلوم السياسية إن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى مصر تأتي في سياق ظروف سياسية مواتية للتقارب بين كل من السعودية مصر وتركيا مع توافر فرصة مراجعة العقبات الثنائية والجماعية. وأوضح على صفحته الشخصية بالفيس بوك، أن البلدين يتخذان مواقف متقاربة من الحرب الروسية ـ الأمريكية في أوكرانيا، حيث فضلا التباعد باعتبارها حرباً تخص أطرافها، وأشار عمر إلى أن الزيارة تستبق زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة للمنطقة، لصياغة إطار مساند لها في الحرب ضد روسيا وإيران من خلال تحالف عسكري سوف يكون عبئا على الجيوش الوطنية، وقال إن التلاقي في هذه النقاط يساعد الدولتين على ضبط الصراع والاستقرار في المنطقة تمهيدا لوجود مركز إقليمي.

 

 

التعليقات (0)