مودرن دبلوماسي: 4 مصالح استراتيجية تدفع الغرب للتطبيع مع نظام الأسد

profile
  • clock 22 فبراير 2022, 8:40:27 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أفاد موقع "مودرن دبلوماسي" بأن هناك 4 مصالح استراتيجية قد تدفع الغرب للتطبيع مع نظام "بشار الأسد"، وهي تخفيف قبضة روسيا على سوريا وتقليل النفوذ الإيراني بها، وضمان دولة سورية فاعلة لموازنة التوسع التركي، فضلا عن الحد من الهجرة الجماعية للاجئين.
وقال الموقع في تقرير نشره، الثلاثاء، إن الغرب لا يستطيع الآن فعل الكثير للإطاحة بـ"الأسد" دون شنّ هجوم عسكري مباشر، مشيرا إلى التطبيع مع سوريا قد يعزز أربع مصالح رئيسية بتكلفة قليلة.
وتتعلق المصلحة الأولى بالنفوذ الإيراني في سوريا والشرق الأوسط؛ حيث إن تطبيع العلاقات مع دمشق يقلل من ذلك النفوذ ككل، خاصة وأن الحرب الأهلية السورية، جنبًا إلى جنب مع العقوبات الغربية؛ أضعفت الدولة ودفعتها للاعتماد على إيران للحصول على الدعم المالي والعسكري؛ كما تعمل الميليشيات الإيرانية بنشاط على الأراضي السورية وغالبًا ما يتم قصفها من قبل إسرائيل.
وإذا أعادت الولايات المتحدة والدول الغربية الكبرى الأخرى إقامة روابط اقتصادية مع سوريا، فستصبح دمشق أقل اعتمادًا على طهران في مواردها المالية، وفي نهاية المطاف؛ في بقائها العسكري أيضًا، وبعد تخفيف الضغط الدولي عن دمشق؛ يُمكن للدول الغربية أن تشجع السوريين على الحد من علاقاتهم مع إيران إلى الحد الأدنى. 
وعلى وجه التحديد - كما تحدث التقرير - يمكن للولايات المتحدة استخدام وجودها المتبقي في منطقة التنف وكردستان كورقة مساومة لانتزاع الامتيازات؛ حيث ستقلل هذه الخطوة من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وتزيد من أمن إسرائيل، وتقلل من خطر التصعيد غير المقصود بين القدس وطهران، كما يمكن أن يضعف ذلك دور إيران في المعضلة النووية ويدفعها نحو التسوية، بحسب الموقع.
وبخصوص المصلحة الاستراتيجية الثانية؛ قال التقرير إن من شأن التعاون مع دمشق أن يخفف قبضة روسيا على سوريا، ونظرًا لأن الدول الغربية والولايات المتحدة بشكل رئيسي ليس لديها علاقات مع سوريا وتفرض عليها عقوبات واسعة النطاق، فإن روسيا تتحول إلى راعية سوريا نتيجة لذلك، وليس أمام السوريين خيار سوى اتباع إرادة موسكو.
ويبين التقرير أنه من خلال إعادة بناء العلاقات مع سوريا سيوفر الغرب لدمشق نفوذًا وقوة مساومة في تعاملاتها مع روسيا، ونظرًا لأن السوريين سيصبحون قادرين على قلب الدول الغربية ضد روسيا، فإن ذلك سيسمح لهم بالمناورة وأحيانًا حتى عدم الرضوخ للروس.

التوسع التركي
وبخصوص المصلحة الثالثة، فإن الغرب يحتاج إلى دولة سورية فاعلة لموازنة التوسع التركي؛ إذ لطالما كانت علاقات سوريا متوترة مع جارتها الشمالية، كما يَقلق الأتراك أيضًا من زيادة الوجود العسكري الإيراني والروسي على حدودهم الجنوبية، وعندما انهارت سلطة الحكومة السورية في الحرب الأهلية؛ تمكن الأتراك من التغلب على الأكراد السوريين؛ حيث تسيطر أنقرة الآن على أجزاء من شمال سوريا.
وترتبط المصلحة الرابعة والأخيرة بالوضع الاقتصادي السوري؛ حيث أكد أن تطبيع الاقتصاد السوري يمكن أن يساعد في الحد من الهجرة الجماعية للاجئين؛ فقد تسببت الحرب الأهلية الوحشية إلى جانب الانهيار الاقتصادي في تشريد عشرات الملايين من اللاجئين؛ وتوجّه أكثر من مليون منهم نحو أوروبا، وأدى هذا التدفق إلى توترات داخل وبين الدول الأوروبية تسببت في تأجيج الانقسامات السياسية بين المؤيدين والمعارضين للاجئين. 
وبين التقرير - أنه في النهاية - على الرغم من أن سياسة الانفتاح وإلغاء العقوبات تجاه دمشق قد لا تؤتي ثمارها على الفور، إلا أنها ستساعد إلى حد كبير في إعادة توازن سياسات الشرق الأوسط من خلال منح سوريا، إحدى أهم دول المنطقة، وسائل الحفاظ على استقلالها وسيادتها ضد الجيران الطموحين والقوى العظمى البعيدة.

التعليقات (0)