موقع «ذا أتلانتيك» يكشف مصير التطبيع بين السعودية وإسرائيل

profile
  • clock 3 يونيو 2024, 6:23:10 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

التطبيع مع الاحتلال مهدد بالفشل.. هذه الصفقة تحتاجها أمريكا من السعودية
تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتذليل عقبات وصعوبات خطوات تطبيع السعودية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي المتوقعة في المستقبل القريب، لإبرام صفقات واتفاقيات تحتاج إليها الولايات المتحدة في المقام الأول.

وأشار موقع "ذا أتلانتيك" في مقالاً للكاتب أندرو إكسوم، إلى أن الصفقة المنتظرة منذ فترة طويلة لتشكيل شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية محكوم عليها بالفشل. السبب الرئيسي لهذا الفشل هو عدم قدرة إسرائيل على قبول مسار إقامة دولة فلسطينية كشرط لتطبيع العلاقات مع السعودية.

وطرح الكاتب، في تقريره، تساؤلًا عن نوع العلاقة التي يجب أن تطمح إليها الولايات المتحدة والسعودية وعن المعقول أن يطلبه كل طرف من الطرف الآخر، مشيرًا إلى أنه لمس خلال رحلته للسعودية إحباطًا عميقًا وخيبة أمل بين مختلف أطياف المجتمع في الولايات المتحدة. فهناك اعتقاد بأن الولايات المتحدة "تتخلى" عن المنطقة، بالإضافة إلى تحفظ العديد من إرسال أبنائهم وأحفادهم إلى الولايات المتحدة للدراسة، بسبب العنف المسلح، والانقسامات المجتمعية، والشعبوية.

وأضاف الكاتب أنه وجد أيضًا أن السعوديين حريصون على إقامة شراكة أوثق مع الولايات المتحدة، فلا يمكن لأي بلد على وجه الأرض أن يضاهي الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا والقوة العسكرية والاقتصاد الديناميكي.

وأفاد الكاتب بأنه من مصلحة أمريكا إقامة علاقة أوثق مع السعودية، على الرغم من أن الفكرة قد لا تحظى بشعبية لدى العديد من التقدميين، فهناك تغييرات مثيرة تحدث في السعودية، وعلينا أن نساعد في تطويرها. علاوة على ذلك، فإنك في الشرق الأوسط تميل إلى أن يكون لديك إما دول ذات عدد كبير من السكان ولكن ليس بها ثروة واسعة، مثل مصر، أو دول ذات ثروات كبيرة ولكن عدد قليل من السكان، مثل قطر والإمارات. والسعودية هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك كلا الأمرين، وهو ما يجعلها سوقًا جذابة للشركات الأمريكية. وهذا أيضًا ما يجعل السعودية مثيرة للغاية كشريك استراتيجي: إذا تمكنت السعودية من توحيد جهودها عسكريًا، على سبيل المثال، فقد تكون شريكًا قيمًا للولايات المتحدة في المنطقة وخارجها.

شروط السعودية للتطبيع

وأشار الكاتب إلى أن السعوديين لديهم قائمة طويلة من الأشياء التي يريدونها من الولايات المتحدة، فهم يريدون أن يكون الاستثمار هنا أسهل، على سبيل المثال. وهم يشكون من لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، التي تتولى التدقيق في الاستثمار الأجنبي في التكنولوجيات الحساسة أو البنية التحتية الحيوية. إن هذه العملية ضرورية، لكنها يمكن أن تصل إلى القرارات بشكل أسرع، وهو أمر تواجه الإدارات الديمقراطية على وجه الخصوص صعوبة في القيام به. ويشتكي السعوديون بحق من أن الاستثمارات التي ليس لها زاوية واضحة تتعلق بالأمن القومي تخضع لتدقيق شديد.

وأضاف الكاتب أن السعوديون يريدون أيضًا الوصول إلى تقنيات أمريكية أكثر حساسية، وقد مهدت الحكومة الأمريكية الطريق لاستثمار كبير لشركة مايكروسوفت في شركة "جي 42" الإماراتية، وهي شركة كبيرة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، بشرط أن تسحب الإمارات استثماراتها من الشراكات والاستثمارات التكنولوجية المثيرة للمشاكل في الصين، وينبغي للولايات المتحدة والسعودية التوصل إلى اتفاق مماثل.

أما الأمن فهو مسألة أكثر تعقيدًا؛ حيث يجب على الولايات المتحدة أن تطالب بقدر ما تعرضه، ويريد السعوديون ضمانة أمنية شبيهة بتلك التي لدى اليابان من الولايات المتحدة، لكن لا ينبغي للولايات المتحدة أن تقدم هذا إلى أن تكون مساهمة السعوديون في التحالف العسكري ذات أهمية فارقة.

والخبر السار بالنسبة لكل من الولايات المتحدة السعودية هو أن بعض الإصلاحات التي بدأها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يمكن أن تسمح للسعوديين بتطوير قدراتهم العسكرية.

وأشار الكاتب إلى أنه لا يوجد سبب مثلًا لعدم امتلاك المملكة قوة بحرية حقيقية يمكن الحديث عنها، لكن تدريب البحرية أمر صعب عندما لا يستطيع البحارة الابتعاد عن عائلاتهم لأكثر من يوم أو نحو ذلك في المرة الواحدة، فالقوات البحرية الناجحة تعيش في البحر، وهذا ليس خيارًا عندما لا تتمكن الزوجات اللاتي يتركهن الرجال في المنزل من قيادة سيارتهن إلى متجر البقالة أو الذهاب بأطفالهن إلى المدرسة، لكن هذا يتغير الآن، ومن الممكن أن نرجع تطور القدرات البحرية المستقلة للسعودية يومًا ما إلى قرارها بمنح استقلال أكبر لنسائها.

ووضع القوات البرية السعودية أيضًا بائس بالمثل؛ فتطوير قوات برية مؤهلة ينطوي على عمل غير مثير إلى حد كبير؛ حيث يجب أن تكون وحدات المشاة لائقة بدنيًا ومدربة تدريبًا جيدًا، وليس هناك وحدة سعودية بهذا الشكل بعد، لكن من الواضح بالنسبة لي أن الشباب والشابات السعوديين مستعدون لمواجهة التحدي، ويجب على السعوديين أن يفعلوا كما فعل بعض جيرانهم ببناء قوات عمليات خاصة هي الأفضل في فئتها من المجندين الذين يريدون حقًا أن يكونوا جزءًا من هذه القوات، إن وحدات العمليات الخاصة السعودية المختصة التي يمكن أن تعمل كقرين حقيقي للوحدات الأمريكية من شأنها أن تغير كثيرًا نظرة الجيش الأمريكي عن السعوديين.

وبمجرد أن يثبت السعوديون قدرتهم على العمل جنبًا إلى جنب مع الجيش الأمريكي، وقدرتهم على تقاسم عبء تطهير مضيق هرمز والممرات المائية مثل باب المندب والدفاع عنها؛ فإنه حينها يجب على الولايات المتحدة التفكير في تمديد الضمانات الأمنية، ولكن ليس قبل ذلك.


واختتم الكاتب مقاله بإبداء تفاؤله بشأن العلاقات بين البلدين حتى لو فشلت كل من الولايات المتحدة والسعودية في إبرام اتفاق خلال إدارة بايدن؛ حيث تتزايد الشركات الأمريكية المهتمة بالاستثمار في المملكة أو في الشراكة مع شركاتها، وعلى الرغم من التحفظات بشأن الاتجاه الذي تتجه إليه أمريكا، فقد لاحظ الكاتب خلال رحلته أن العديد من السعوديين يسألون بحماس عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي تجري في حرم الكليات الأمريكية، ويستقبلون بنهم الأفلام والأخبار الإعلامية والسياسية الأمريكية، وكلها متاحة بسهولة أكبر بكثير من تلك الموجودة في الصين على سبيل المثال؛ لذا فإنه يبدو أنه مقدر للولايات المتحدة والسعودية تعميق شراكتهما، وينبغي جعل تلك الشراكة عملية قدر الإمكان.

التعليقات (0)