ميدل إيست آي: التطهير العرقي في غزة لا يمكن فصله عن الصهيونية الأوربية الأمريكية

profile
  • clock 19 نوفمبر 2023, 8:15:17 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

وصف الباحث في سياسات الشرق الأوسط والاستعمار والعلاقات الدولية، إميل بدارين، العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه استمرارا للعنف الاستعماري الاستيطاني لاقتلاع سكان فلسطين الأصليين من أرضهم.

وفي مقال له بموقع "ميدل إيست آي"، قال "بدارين": "هذه ليست حرباً بين إسرائيل وحماس؛ بل هو استمرار للعنف الاستعماري الاستيطاني الذي يهدف إلى اقتلاع السكان الأصليين في فلسطين من أرضهم، بدعم غربي نابع من بنيته الاستعمارية المتغلغلة في النظام الدولي ورخصت عمليات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم منذ عام 1948".
وتهكم "بدارين" في مقاله على تصريحات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، والتي تحدث فيها عن المأساة الحالية في غزة، ولكن بشكل ثانوي كما كان حديثه عن الهجوم الذي شنته "حماس" في 7 أكتوبر الماضي.
وأكد الباحث أنه مهما حاول المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن يكون مجتهداً في مخاطبة الإسرائيليين والفلسطينيين، فإن الأسس العنصرية والاستعمارية للقانون الدولي والمؤسسات الدولية طغت على جهوده، وبدت المعاناة الفلسطينية ذات أهمية ثانوية في أحسن الأحوال.
ولم يشر خان إلى "قضية الإبادة الجماعية النموذجية" التي أشار إليها كريج مخيبر، أحد كبار مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والذي استقال مؤخرًا احتجاجًا على فشل منظمته في اتخاذ إجراء.
وتساءل "بدراين": "لا يسع المرء إلا أن يتساءل كيف تمكنت المحكمة الجنائية الدولية من إدانة روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا وإصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس فلاديمير بوتين في غضون عام واحد، ولكن بعد تسع سنوات، يبدو أنه لا توجد ضرورة ملحة لاستكمال التحقيق في الحرب المتكررة التي تخوضها إسرائيل، وتقديم مرتكبي تلك الجرائم إلى المحاكمة؟.
وأشار "بدارين" إلى أنه في الواقع شنت إسرائيل حربًا على الشعب الفلسطيني منذ عقود في حملة مستمرة لتهجيره من أرضه. مع أو بدون حماس (أو فتح والجهاد الإسلامي وحركات المقاومة الأخرى)، ظل الشعب الفلسطيني يقاوم استعمار أراضيه من قبل المستوطنين الأوروبيين الصهاينة منذ أواخر القرن التاسع عشر.

ولفت "بدارين" إلى أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لم يُظهر، ولا معظم الحكومات الغربية، أي اهتمام بالتاريخ الاستعماري الذي يشكل الظروف العالمية الحالية، كما يقول الكاتب.
وتابع: "لقد بذلت إسرائيل وحلفاؤها جهودًا كبيرة لإسكات وقمع هذا التاريخ، وذهبت إلى حد المطالبة باستقالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتسليطه الضوء على أن هجوم حماس لم يحدث من فراغ".
وشدد الباحث في سياسات الاستعمار على أن  أحداث 7 أكتوبر لم تسفر إلا عن تسليط الضوء على الجذور الأساسية للصراع - أي الاستعمار الاستيطاني الأوروبي الصهيوني، والعنصرية، والتحركات الرامية إلى القضاء على السكان الأصليين في فلسطين.
واليوم، تتداول إسرائيل والولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى بشكل صريح حول التهجير المحتمل للفلسطينيين في غزة إلى سيناء المصرية، في حين أن المجتمعات في الضفة الغربية المحتلة والقدس تعاني من التطهير العرقي المستمر لعقود من الزمن - وهي القضية التي ناقشها المستوطنون اليهود.
وتسعى هذه الجهود إلى التسارع بينما يظل اهتمام العالم منصباً على غزة.
وأوضح "بدارين"أنه على الرغم من أن الفلسطينيين يشكلون أغلبية السكان من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، إلا أنهم محرومون من حقهم الأساسي في تقرير المصير، وهم محصورون في حوالي 15% من الأرض تحت أشكال مختلفة من الحكم الإسرائيلي.
وأضاف أنه في حين أن الدعوات لتسريع وتيرة التطهير العرقي تزايدت منذ 7 أكتوبر، إلا أنها كانت متداولة بالفعل داخل المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، مع دعوات إلى نكبة ثانية و"محو" القرى الفلسطينية.
وخلص الكاتب إلى أن التطهير العرقي في فلسطين لا يمكن فصله عن الهياكل العنصرية للصهيونية، التي تتلقى الدعم الجامح من أوروبا والولايات المتحدة.

التعليقات (0)