ميلوني تدير ظهرها لروسيا.. نظرة "براغماتية" من عجلة القيادة

profile
  • clock 15 ديسمبر 2022, 1:37:51 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

حققت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني صعودا ملحوظا في السياسة الأوروبية، ما ارتبط في البداية بحديث عن تقارب مع روسيا.

 وبصفتها "أحد المعجبين" بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق تقارير غربية سابقة، دق صعودها في إيطاليا، نواقيس الخطر في شتى أنحاء أوروبا.

على النقيض، وبحسب تحليل منشور بمجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية، أثبتت ميلوني أنها حالة خاصة بالنسبة للأمن الأوروبي؛ إذ برزت كمؤيد قوي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وداعم للجهود الحربية الأوكرانية.

وتتناقض مواقف ميلوني مع الساسة المنتمين لليمين المتطرف، من أمثال مارين لوبان في فرنسا ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذين يوائمون حظوظهم مع روسيا.

وأشار التحليل إلى أن قضايا الأمن الأوروبي وأوكرانيا تعطي ميلوني الفرصة لإظهار نفسها على أنها أقل تطرفا من غيرها، وتمثل فرصة للمساعدة في قيادة معركة أوروبا ضد روسيا.

وركز جزء كبير من نشاط السياسة الخارجية الروسية في أوروبا خلال الأعوام الماضية، على دعم اليمين المتطرف؛ حيث تبحث روسيا عن فرص للتدخل في الانتخابات الأوروبية وإبقاء خصومها في حالة عدم توازن.

 وعلى مدار سنوات، حققت روسيا نجاحا سياسيا هائلا في دول مثل النمسا، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا. وفي مرحلة ما، حصلت وزيرة الخارجية النمساوية السابقة كارين كنيسل التي رقصت مع بوتين بحفل زفافها عام 2018، في وقت لاحق على مقعد مريح لها بمجلس إدارة شركة "روسنفت"، عملاق النفط الروسي الذي تسيطر عليه الدولة.

 وخلال الفترة التي سبقت الحرب في أوكرانيا، كان هذا السلوك طبيعيا، ولم تفعل أوروبا الكثير لمحاربة النفوذ الروسي.

ومن جانبها، واصلت ألمانيا زيادة علاقاتها الوثيقة مع روسيا، وأصبحت أكثر اعتمادا على موسكو في الطاقة، ودفعت أوكرانيا إلى اتفاقيات مع روسيا حول حربهما ذات الثمانية أعوام في دونباس شرقي أوكرانيا.

ولا يزال حلفاء موسكو باليمين المتطرف يتواءمون معها، حتى إن فيكتور أوربان كان بين أكثر المؤيدين صراحة في الاتحاد الأوروبي لرفع العقوبات عن روسيا ومنع المساعدات عن أوكرانيا.

وفي إيطاليا نفسها، قالت الحكومة اليمينية المتطرفة التي حكمت البلاد في 2018، إنها "ليست خائفة" من استخدام الفيتو لرفع العقوبات المفروضة على روسيا بعد هجومها على أوكرانيا في 2014.

ومؤخرًا، قال ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف بإيطاليا، إن "العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على روسيا بسبب الحرب الأوكرانية لم تنجح".

وكانت ميلوني نفسها من المعجبين ببوتين، حتى إنها قالت في 2018 إن انتصاره في الانتخابات الروسية مثل "الإرادة الصريحة للشعب الروسي".

ومع ذلك، غيرت ميلوني موقفها من روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، وكانت رسائلها موالية لأوروبا والولايات المتحدة، ومعادية لروسيا.

وبحسب التحليل، يسلط هذا التحول الجذري عن المشاعر اليمينية المتطرفة، مدى سرعة تبخر النفوذ الروسي في أوساط أوروبية محددة.

وشجبت ميلوني الحرب الروسية في أوكرانيا، واصفة إياها بـ"عمل حربي واسع النطاق غير مقبول من روسيا ضد أوكرانيا"، ودعمت إرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا.

وصرحت مؤخرًا بأن "الأمر يستحق دعم أوكرانيا، لأن المفاوضات لا يمكن أن تنبثق إلا من توازن القوى في الميدان".

 كما تستعد إيطاليا إلى إرسال حزمة أسلحة جديدة إلى أوكرانيا والتي ستتضمن أنظمة دفاع جوي، تشتد حاجة البلد إليها بينما تتساقط الصواريخ الروسية على المدن الأوكرانية.

التعليقات (0)