نضال خضرة يكتب: السقوط الأخلاقي أحد أسباب الانهيار الحضاري.

profile
نضال خضرة كاتب فلسطيني
  • clock 23 يونيو 2022, 6:30:53 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

اذا نظرنا بعمق لهذه الحضارة التي تحاكيها الشعوب الغربية نرى بأن هذه الشعوب أصبحت تعاني من هذه الحضارة، وأصبحت عبئ ثقيل عليها، تحديداً فيما بعد الحداثة مروراً في العولمة وانتهاءاً في نظام الحوكمة العالمية.
نستنتج من خلال هذا الواقع بان هذه الشعوب أصبحت مُقيدة بأغلال الحرية المفرطة التي أصبحت بلا حدود وبلا ضوابط، وأصبحت نور قوى فج ساطع وصل لدرجة حجب الرؤيا وتحولها لظلام دامس، ان هذه المأساة جزء من مؤامرة كبرى يديرها مجموعة من السياسيين وأصحاب رأس المال المتسلطين على القيم والأخلاق الإنسانية لحساب رأس المال، إن من يطيل عمر وامد الحضارات اخلاقيات تلك الحضارات الانسانية فلا قيمة للمعرفة بمعزل عن اخلاقيات المعرفة وأركيولوجية المعرفة واثارها الإنسانية. يقول ابن خلدون الشعوب المقيدة المقهورة تسوء أخلاقها فكلما طال تهميش إنسانها يصبح كالبهيمة لا يهمه سوى اللقمة والغريزة،، وأيضا بالمقابل الشعوب المفرطة في تناول الحرية تسوء اخلاقها وان كانت شعوب متسلحة بالمعرفة، المعرفة بدون أخلاق كمثل الراعي بلا عصاه، مهما بلغت قوته لن يستطيع السيطرة على القطيع، والمعرفة بلا أخلاق لن تطيل من عمر الحضارة..
فالأخلاق مع المعرفة بالتوازي هم الأساس للبناء والتبني الحضاري، يستوقفني الشاعر العراقي مظفر النواب في قوله انت يا رب لابد أن تغفر للكفر ان كان حراً ابياً..
وهيهات تغفر للمؤمنين العبيد، وهنا نقول لا يمكن للحر الابي بحسب وصف الشاعر ان يكون بلا اخلاق ولا يمكن ان يكون المؤمن عبداً ذليلاً حقيراً، فهذا هو التعارض مع الفطرة والمنطق، الاخلاق جزء من العدل، والعدل هو المعيار وليس القوة وهذا لا يتعارض مع الدين ان الله لينصر الدولة العادلة وان كانت كافرة ويهزم الدولة الظالمة وان كانت مسلمة، ان الحضارة الغربية تحول نورها الساطع الفج لظلام دامس، الي ان أصبحت الشعوب تفقد اخلاقها وحتي انسانيتها وأصبحت الحداثة سيف مسلط على رقاب هذه الشعوب واداه  من أدوات الهيمنة الليبرالية على هذه الشعوب؟!
فعندما تستبدل عبادة الله بكل الوسائل الدينية،،بعبادة الشيطان المتمثلة بالشر المطلق فهذا هو جنون الحرية. عندما يتم إلقاء كبار السن في مداخل المشافي ليموتوا بسبب فايروس كورونا ليخففوا من اعبائهم المالية علي تلك الدول فهذا هو جنون الحرية !! عندما تقوم الشركات الكبرى بتهجين كل البذور الطبيعية في العالم وتعمل على تحويلها من بذور طبيعية لبذور (جينتكس) معدلة وراثياً تزرع لمرة واحدة، بهدف إبقاء الشعوب تحت الاستعمار الحداثي لنهب ثرواتها ومقدراتها،، فهذا هو جنون الحرية!!عندما تستبدل ثقافة الاهتمام بالمرأة بالاهتمام بالشواذ والمثليين، فهذه هو جنون الحرية!! 

عندما يحل المجتمع المدني مكان الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة فهذا هو جنون الحرية!!
وعندما يستبدل العامل الكادح بوسائل الإنتاج التكنولوجية بهدف الاحتكار والاستعباد هذا هو جنون الحرية!!
عندما يعظم صاحب رأس المال لدرجة (آمون) ويحتقر العامل والفلاح فهذا هو جنون الحرية!!

الأخطر بأن هناك جزء من المجتمع الغربي مندفع باتجاه هذا الجنون وهناك جزء اخر يدعوا لثورة أخلاقية على هذه المفاهيم التي تهدد المجتمع الغربي بانفجار أخلاقي.
لكن من سينتصر في النهاية المندفعون نحوا الحرية المفرطة التي أصبحت ظلامية؟؟
ام الاخلاقيون والعقلانيون في المجتمع الغربي؟؟


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)