نوال السعداوي المثيرة للجدل في حياتها وموتها.. رفضت النقاب وتعدد الزوجات وطالبت بالحجاب للرجل

profile
  • clock 22 مارس 2021, 6:20:56 م
  • eye 958
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أثارت الجدل حية وميتة حتى أن آخر ما كتبته قبل رحيلها «لقد انتصرت على كل من الحياة والموت.. لأنني لم أعد أرغب في العيش، ولم أعد أخشى الموت»، حين نشرت صورتها مع ابنتها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أشهر قليلة من بلوغها التسعين عامًا.

إنها الكاتبة الطبيبة الدكتورة نوال السعداوى، التي غيبها الموت أمس بعد صراع مع المرض، فيما كانت نجلتها الدكتورة منى حلمى كشفت قبل أيام عن تدهور الحالة الصحية لها مطالبة بعلاجها على نفقة الدولة بعد نقلها إلى أحد المستشفيات الخاصة. ونعت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، نوال السعداوى وقالت إن الراحلة اهتمت بالكثير من القضايا الاجتماعية، ووضعت مؤلفات تضمنت آراء صنعت حراكًا فكريًا كبيرًا.

الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق نعاها فقال: إن نوال السعداوي رغم كل ما تعرضت له لم تغادر الدولة المصرية، مؤكدا أن أفكارها ومعاركها نجحت اليوم ونرى ذلك من خلال محاربة ختان الإناث.

وقالت عنها الكاتبة غادة اسعد ناعية : ‏أصدق التعازي للشعب المصري والشعب العربي على رحيل العملاقة نوال السعداوي، المناضلة قبل النضال بنفسه. الله يرحمك. الإرث الذي سيبقى من بعدك عظيم ‏المرأة التي دافعت عن حقوق النساء - والأمهات - في الريف والحضر.. ‏رحيل في يوم الأم! ‏أي سخرية للقدر هي أن ييتّم قلما حرًّا وصوتا شجاعا -. ‏رحمك الله يا دكتورة وغفر لنا ولك.

تحت عنوان ضد نوال السعداوي أنشأ بعض الناشطين الإسلاميين على صفحات فيس بوك ذلك الجروب الذي يحمل هذا الاسم وكتبوا في التعريف بهدف الجروب:" كشف حقيقة هذه المرأة وتعريتها امام الناس والرد علي كل التخاريف التي تأتي بها والجرائد التي تفتح لها صفحاتها".

أقوال أثارت الهجوم عليها

وكان لنوال السعداوي أقوال عن النقاب والحجاب والمثلية الجنسية أثارت عليها هجوما وانتقادا حادا من الإسلاميين ومن أشهر أقوال نوال السعداوي: بعد ولادتك بخمس دقائق سوف يتم تحديد اسمك لغتك دينك وعشيرتك وأنت تدفع حياتك تدافع بغباء علي أشياء لم تخترها أنت.

لعل أبرز هذه القضايا ما قالته عن المثلية الجنسية، وهو ما جعل البعض يعتقد أنها لا ترى المثلية شيء محرم، لأنها قالت: "الجنس عادة وتعود والمثلية لها أسبابها جزء منها وراثي بجانب التربية والخوف، والأمر يتطلب تحليله وإرجاعه لأسبابه الاجتماعية والبيولوجية وليس وضعهم في السجون، لأن هذا ليس الحل، ولازم يكون فيه حرية، فالمجتمع والدين لا دخل لهما في الجنس"، مستطردة: "لم نتربى على حرية الجنس، والعلاقات الجنسية شخصية".

وقالت عن ختان الإناث عندما ماتت بسببه إحدى الفتيات: "هل كان يجب عليك الموت لتنيري هذه العقول المظلمة؟ هل كان يجب عليك دفع هذا الثمن بحياتك؟ يجب على الأطباء ورجال الدين أن يعلموا أن الدين الصحيح لا يأمر بقطع الأعضاء التناسلية. كطبيبة وناشطة في مجال حقوق الإنسان أرفض تمامًا هذه العملية كما أرفض ختان الذكور. وأؤمن أن الأطفال جميعًا ذكورًا وإناث يجب حمياتهم من هذا النوع من العمليات".. بهذه الكلمات خاضت السعداوي معركة شرسة ضد ختان الإناث بدأتها أول حياتها إلى أتت ثمارها بعدما تبنت الدولة هذا الاتجاه.

كما كانت ترى نوال أن الحجاب والنقاب من صور العبودية وضد الأخلاق، وأن الحجاب لا يعبر عن الأخلاق، وتساءلت لماذا تتحجب المرأة ولا يتحجب الرجل؟ بالرغم من وجود شهوة لكل منهما؟.

عيد الأم خداع وزيف عن المرأة 

وقالت أيضًا عن عيد الأم: "فى عيد الأم تزعق الأبواق و الإذاعات بأغانى الحب المشبوب، يشتد الزعيق باشتداد الزيف و الخداع، يكتب أحد الأدباء عن أمه، يتغنى بتضحياتها و تفانيها فى خدمة الأسرة الكبيرة، هو و إخوته السبعة وأبوه وجده.

تفرغت أمه لخدمة عشرة من الرجال، نجحوا كلهم فى حياتهم و أصبحوا دكاترة و مهندسين، كانت تعمل من الفجر حتى المغرب، لا تطلب شيئا لنفسها، لا يعاونها فى عملها إلا خادمة صغيرة من الريف، ويوجه الأديب الكبير الشكر لأمه فى عيد الأم، أعطاها لقب الأم المثالية، يقول إنها لم تتذمر أبدا، وتحملت نزوات أبيه، لم تعترض حين تزوج امرأة أخرى، كانت مؤمنة صالحة تعرف أن الله منح هذا الحق لزوجها، فكيف تعترض على أمر الله؟

ومضت السعداوي قائلة: تخيلت هذه الأم المسكينة كيف عاشت و كيف ماتت واندثرت لا يذكر اسمها أحد، تخيلت أيضا الخادمة الطفلة من الريف التى حرمت من أمها و أبيها و إخوتها، لتعيش الحزن و الشقاء و الهوان وسط عائلة غريبة عنها من عشرة رجال، تغسل صحونهم وثيابهم و تدعك مرحاضهم و تأكل فضلاتهم، و تنام على حصيرة أو دكة فى المطبخ، و تأخذ علقة من الأم أو الأب إن كسرت شيئا. كان يمكن لهذه الخادمة الصغيرة أن تصبح أديبة كبيرة مثله، لو أنها تعلمت مثلما تعلم هو، لكن الفقر جعلها تغسل ملابسه و تنظف غرفته، بينما هو يتلقى العلم أو الأدب و الفن، و كانت أمه أيضا تخدم أباه، تغسل جواربه و تطبخ طعامه بينما كان أبوه يتقدم فى العلم أو الأدب أو الفن.

و يقولون إنه الدور الذى خلقت المرأة كى تؤديه، دور الخادمة لزوجها و أسرتها دون أجر".

اعتقال ومحاكمات وتكريم 

وشغلت السعداوى العديد من المناصب، بينها المدير العام لإدارة التثقيف الصحى في وزارة الصحة، والأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة، غير عملها كطبيبة في المستشفى الجامعى، كما نالت عضوية المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية بالقاهرة، وعملت فترة كرئيس تحرير مجلة الصحة بالقاهرة، ومحررة في مجلة الجمعية الطبية، ومؤخرًا كاتبة في صحيفة «المصرى اليوم».

وفي عام 1981 ساهمت في تأسيس مجلة نسوية تسمى «المواجهة»، وحُكم عليها بالسجن في 6 سبتمبر 1981 في عهد الرئيس محمد أنور السادات، وأطلق سراحها في نفس العام بعد شهر واحد من اغتياله. سُجنت نوال في سجن النساء بالقناطر، وعند خروجها أنجزت كتابها الشهير «مذكرات في سجن النساء» عام 1983، ولم تكن تلك هي التجربة الوحيدة لها مع السجن، فقبل ذلك بـ9 أعوام كانت متصله مع سجينة واتخذتها كملهمة لروايتها «امرأة عند نقطة الصفر» عام 1975، ورفضت محكمة القضاء الإدارى في مايو 2008 إسقاط الجنسية المصرية عنها.

واختارت مجلة «تايم» الأمريكية نوال السعداوى ضمن أهم 100 امرأة في العالم على مدار القرن الماضى، بمناسبة اليوم العالمى للمرأة، وأعدت المجلة، التي اعتادت منذ عام 1927 اختيار شخصية العام، والتى هيمن عليها الرجال، صورًا لأغلفة عن كل عام تحمل صورة امرأة تأكيدًا للدور الذي لعبته النساء، والذى لم يحظَ بتركيز كبير من قبل هذه الفترة.

التعليقات (0)