نيويورك تايمز: انفصال هادئ بين السعودية وروسيا بعد توتر نفطي

profile
  • clock 8 يونيو 2023, 1:38:30 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن ما أسفر عنه اجتماع أوبك+ الأخير يمثل "انفصالا هادئا" بين السعودية وروسيا في سوق النفط.

وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير إن قادة روسيا والسعودية عملوا سوية خلال السنوات الست الماضية من أجل السيطرة على سوق النفط العالمية، مضيفا أن أجواء من التوتر بدأت تسود هذا التحالف وخاصة بعد اجتماع أوبك + الذي عقد الأسبوع الماضي.

وأضاف التقرير أن الرياض وموسكو "انفصلتا" عن بعضهما بهدوء خلال الاجتماع بعد أن أعلنت السعودية خفض صادراتها بنحو مليون برميل نفط يوميا في محاولة لدعم الأسعار، بينما لم تقدم روسيا أي التزام جديد لخفض صادراتها.

وحسب التقرير كانت هذه هي المرة الثانية التي يختلف فيها الشريكان مؤخرا حول سياسة النفط، فقبل نحو شهرين اتفقت روسيا والسعودية على خفض الإنتاج.

لكن الصحيفة ذكرت أن الذي حصل هو التزام السعودية وبيعها كميات أقل من النفط، بينما يبدو أن روسيا لم تفعل ذلك.

وتوقفت روسيا مؤخرا عن الكشف عن معلومات حول صناعتها النفطية، لكن المحللين يقدرون أن موسكو زادت صادراتها، مما يهدد بتقويض أي اتفاق مع السعودية.

وأشار التقرير إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتوتر فيها الشراكة النفطية بين السعودية وروسيا، ففي عام 2020، وعلى خلفية جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط، رفضت روسيا التعاون مع المسؤولين السعوديين لإجراء تخفيضات كبيرة في الإنتاج لتحقيق الاستقرار في الأسعار.

وردا على ذلك، أغرقت السعودية السوق بالنفط، مما أدى إلى انهيار أسعار الخام وإلحاق أضرار جسيمة بشركات النفط الروسية.

وقال وزير الطاقة الأمريكي السابق والسفير لدى الأمم المتحدة بيل ريتشاردسون: "أرى توترا ناشئا، لكنه لا يزال تحالفا لأنهم ما زالوا بحاجة إلى بعضهم البعض".

ويشكك بعض المسؤولين في الشرق الأوسط بالفعل في مصداقية روسيا كشريك، حيث تتمثل إحدى نقاط الخلاف في أن روسيا لم تكشف عن بيانات إنتاج النفط منذ أبريل/ نيسان.

وقال العديد من المحللين إن صادرات النفط الروسية عبر البحر آخذة في الارتفاع، من أجل تعويض خسارة منعها من بيع النفط إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب.

ولفت التقرير إلى أن هذه التوتر في العلاقات بين موسكو والرياض يمكن أن يساعد بطريقة أو بأخرى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الساعية لخفض أسعار النفط.

وتابع التقرير أن الرياض أزعجت واشنطن خلال الأشهر السابقة عندما قررت خفض الإنتاج وزيادة أسعار النفط، لكنها مع ذلك تحاول تحقيق توازن في علاقاتها مع الولايات المتحدة، حليفتها القديمة، ومع روسيا، شريكتها الجديدة في السياسة النفطية.

وقال السفير الأمريكي السابق في السعودية روبرت جوردان إن لدى كل من السعوديين والأمريكيين أسبابهم الخاصة لتحقيق الاستقرار في العلاقة.

وأضاف جوردان: "بالنسبة للسعوديين فهم يحتاجون لطائرات مقاتلة أمريكية وتكنولوجيا نووية وضمانات أمنية، بينما تريد الولايات المتحدة منهم الاعتراف بإسرائيل والحفاظ على تدفق إنتاج النفط".

وقبل أيام قالت قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن ثمة خلافات متصاعدة واضحة بين السعودية وروسيا؛ بسبب عدم التزام الأخيرة باتفاق خفض الإنتاج الذي أقره تحالف أوبك+ الذي تقوده البلدان.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها، إن روسيا تواصل ضخ كميات ضخمة من النفط الخام الأرخص ثمنا في السوق، مما يقوض جهود الرياض لتعزيز أسعار الطاقة.

التعليقات (0)