- ℃ 11 تركيا
- 30 أبريل 2024
هادي جلو مرعي يكتب: الأمن الغذائي للمجتمع
هادي جلو مرعي يكتب: الأمن الغذائي للمجتمع
- 15 فبراير 2023, 6:35:35 ص
- 235
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الإقتصاد لاينفصل عن السياسة، وربما كانت السياسة هي الإقتصاد، ولأجله وجدت وأفاضت بمالديها من فكر وبراغماتية وتلون وحدة وإنزياح نحو الممكن والمستطاع، وتجاهل مالايصعب الوصول إليه، وكل شيء هو إقتصاد، فالمدرسة والعمل والمهن جميعها إقتصاد، بل وعلاقات الناس ووجودهم إقتصاد، وإنما يعبدون ربهم بحافز الإقتصاد ويقاتلون ويسالمون ويثورون بفعل الإقتصاد، ولعلها تنهار الأمم بفعل الإقتصاد، وربما قامت وسادت، ولعل بعض الحكومات تحتال في الإقتصاد لتحكم الناس وتسيطر، أو تتجنب غضبة الشعب، وبسبب الإقتصاد قطعت رؤوس، وحشر ساسة في مكبات النفايات، أو قتلوا بالرشاشات، وحبسوا ونفوا، وربما إندفع الشعب بكامله نحو قصور الحكام بفعل الإقتصاد.
يقول رجل حكيم، عجبت للرجل يدخل بيته، فلايجد خبزا كيف لايخرج شاهرا سيفه! بينما يقول الرسول الكريم: لولا الخبز لما عبد الله. وفي القرٱن وصفت العلاقة بين العبد وربه بالمتاجرة النافعة، تجارة لن تبور، وهو القائل سبحانه، من يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا مضاعفة، بينما جعلت الزكاة تنقية وتطهيرا لأموال الأغنياء الذين يجودون بها على الفقراء ليقوموا حياتهم، ويكتفوا من الطعام والثياب والدواء وبقية الحاجات الضرورية لدوام الحياة.
قامت الثورة الفرنسية حين لم يعد الشعب يجد الخبز،، وزادهم تنمرا نصح مليكتهم أن يلجأوا الى الكعك!! وعجبت لمن يحرم الخبز كيف يجد الكعك ؟ ولعل ٱخر الهيجان الذي كان في سريلانكا حين هب الشعب بكامله الى قصر الرئاسة، وفر الرئيس والحاشية الى البحر عندما ضاقت بهم السبل، وكم من ثورة وإنتفاضة وصراعات قاتلة قامت بفعل الحرمان، وكانت دوافعها إقتصادية بحتة. وفي العراق لم يكن من بد من معالجة ٱثار الحصار الأمريكي عام 1991 إلا اللجوء الى حلول تخفف معاناة الناس من نقص الغذاء فكانت الحصة التموينية التي تحتوي المواد الأساسية اللازمة لديمومة الحياة، وفي مقدمتها الطحين المصنوع من الحنطة والرز وزيت الطعام والشاي والسكر والبقوليات، والعراق اليوم يقدم لشعبه سلة غذائية، ويستورد ملايين الأطنان من القمح والرز والشاي والسكر ومعجون الطماطم، وكل مايلزم الأسرة، وتجهد الحكومة في توفير ذلك من مناشيء عالمية، بل وقامت بتوزيع حصص إضافية على ذوي الدخل المحدود مع إرتفاع سعر صرف الدولار.
وعلى ذكر الدولار، ونتيجة لعوامل سياسية وإقتصادية وسلوك إداري ومالي إرتفع سعر صرف الدولار الى مستوى قياسي أثار ضجة وقلقا في الأوساط الشعبية ووسائل الإعلام، ثم إرتبك المشهد الإقتصادي، وإحتج العاملون في التجلرة والمضاربون، والذين يضطرون لتداول الدولار في تعاملاتهم اليومية، وإرتفعت أسعار السلع بشكل لافت، وأثرت في القدرة الشرائية للمواطنين الذين إنتظروا حلولا حكومية ناجعة تخفف معاناتهم، وقد إتخذت الحكومة بالفعل العديد من الخطوات الصادمة لكبح جماح ذلك الإرتفاع، والتخفيف من ٱثارة المرهقة، ولاحقت المتلاعبين بسعر الصرف، ولكن الحاجة ملحة لمزيد من الإجراءات الفاعلة والقوية وغير المتسامحة مع الذين يبحثون عن المكاسب دون مراعاة ظروف العامة من الناس وذوي الدخل المحدود الذين لايملكون الكثير لينفقوه لمواجهة التحديات الإقتصادية الراهنة.
هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)
أخبار متعلقة
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
ثلاثاء, 30 أبريل 2024
الاقتراح المصري يضع نتنياهو في مأزق.. لكنه يحتاج إلى قرار من غانتس ثلاثاء, 30 أبريل 2024
"قناع بلون السماء".. رواية للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بـ"البوكر" ثلاثاء, 30 أبريل 2024
اليوم الـ207 لإبادة غزة: 34535 شهيدًا و77704 إصابات.. وزوارق الاحتلال تقصف رفح والنصيرات الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس تصريحات
جمعة, 26 أبريل 2024
تقرير: دفن أكثر من 20 فلسطينا أحياء في مجمع ناصر الطبي جمعة, 26 أبريل 2024
"حماس": ليكن يوم العمال العالمي صرخة بوجه العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني خميس, 25 أبريل 2024
سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى تصفية قادة حماس في العالم