هل تفتح أزمة أوكرانيا الباب أمام حرب نووية مدمرة؟

profile
  • clock 1 مارس 2022, 3:43:02 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

إذا كنت خائفًا من الأزمة الحالية في أوكرانيا، فهذا طبيعي فقد أصبحنا أقرب إلى الحرب بين أكبر دولتين نوويتين مما كنا عليه منذ أوائل الثمانينيات.
ولا تعد الولايات المتحدة وروسيا في صراع مباشر، وقد استبعد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بحكمة إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا، ولن تقوم أي من الدولتين بشن هجوم نووي مفاجئ، لكنهما في صراع.
وفي حين أنهما يختاران بعناية الأساليب القسرية التي يجب استخدامها، فقد طور كلاهما مذهبًا في "الردع المتكامل" على مدى السنوات العشر الماضية، والذي يدمج الأسلحة النووية مع الأساليب القسرية الأخرى.
ويهدف ذلك إلى تعزيز الردع، ولكنه أيضًا يذيب الحدود الفاصلة بين الأسلحة النووية والسيبرانية والتقليدية والاقتصادية. وقد يؤدي أي سوء تقدير أو سوء فهم، في ذروة المعركة أو على شفا الهزيمة، إلى استخدام سلاح نووي واحد أو أكثر.
وتعلمنا المناورات الحربية التي جرت على مدى عقود، أنه لا يوجد نقطة انتهاء منطقية بمجرد بدء الحرب النووية.
النووي كبطاقة ضغط
يفضل البعض في روسيا أيضًا استخدام الأسلحة النووية أولاً في أي نزاع، ويفضل البعض استخدامها في استراتيجية تُعرف باسم "التصعيد من أجل خفض التصعيد"، بمعنى أنه إذا كانت روسيا تخسر حربًا تقليدية ضد الغرب، فإنها ستستخدم سلاحًا نوويًا أولاً للإشارة إلى خطورة الموقف، وإجبار الغرب على التراجع. وبطبيعة الحال، من غير المرجح أن يكون الرد الغربي مماثلًا.
ومع ذلك، فإن فرصة تصعيد الصراع إلى المستوى النووي منخفضة، لكنها ليست صفرًا، ويجب أن يرعبنا ذلك.
ولم يفكر معظم الأمريكيين كثيرًا في الأسلحة النووية منذ نهاية الحرب الباردة، لكن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" فعل، وقد أشار إليها مرتين في خطابه هذا الأسبوع الذي أعلن فيه "عمليته العسكرية الخاصة".
ووجه "بوتين" تهديدًا نوويًا صريحًا لكل من يجرؤ على معارضته، وهو الأول الذي يصدر منذ سنوات عديدة عن زعيم دولة مسلحة نوويًا غير "دونالد ترامب" أو "كيم جونغ أون".
وقال: "حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وفقدان جزء كبير من قدراته، تظل روسيا اليوم واحدة من أقوى الدول النووية. وعلاوة على ذلك، فإن لديها أفضلية أكيدة في العديد من الأسلحة المتطورة. وفي هذا السياق، لا ينبغي أن يكون هناك شك لدى أي أحد في أن أي معتد محتمل سيواجه الهزيمة والعواقب الوخيمة إذا هاجم بلدنا بشكل مباشر".
كانت الإشارة الثانية جزءًا من تفسيره لسبب غزوه أوكرانيا، حيث قال: "لا يمكن تجنب المواجهة بين روسيا وهذه القوات، إنها مسألة وقت فقط. إنهم يستعدون وينتظرون اللحظة المناسبة. وعلاوة على ذلك، فقد ذهبوا إلى حد الحصول على أسلحة نووية. لن ندع هذا يحدث".
لا تمتلك أوكرانيا أسلحة نووية ولا يمكنها صنعها، وهذه التهمة سخيفة. لكن مثل الادعاءات بأن العراق يمتلك أسلحة نووية أو أن إيران كانت تسارع للحصول عليها، استشهد "بوتين" بالتهديد النووي كمبرر لاتخاذ إجراءات استباقية.
وقال: "لا يمكن لروسيا أن تشعر بالأمان وتتطور بينما تواجه تهديدًا دائمًا من أراضي أوكرانيا اليوم، علينا أن نتخذ إجراءات جريئة ومبادرة".
وذكر قادة المجموعة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية "جلوبال زيرو"، في بيان يوم الخميس: "في عالم مليء بآلاف الأسلحة النووية الجاهزة للإطلاق في أي لحظة، فإن مخاطر حدوث أي نزاع تشارك فيه حكومات مسلحة نوويًا مرتفعة بشكل غير مقبول. يجب أن ينصب تركيزنا العاجل على الحد من هذه المخاطر، وليس زيادة تفاقمها".
عالم مخيف
إذا اجتزنا هذه الأزمة، فإننا نحتاج إلى مناقشة طويلة وعميقة حول كيفية وصولنا إلى هنا. نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في سياساتنا خلال الـ20 إلى الـ30 عامًا الماضية. كيف كان لنا أن نمنع هذه الأزمة؟ وما الذي كان بإمكاننا فعله لتقليل المخاطر النووية؟ وهل أهدرنا عصر "القطب الواحد"؟
أخيرًا، لماذا لم نتصرف بناءً على النداء الذي وجهه في عام 2007 "جورج شولتز" و"ويليام بيري" و"سام نون" و"هنري كيسنجر"؟، لقد حذروا من أنه إذا لم نتحرك خطوة بخطوة لتقليل الأسلحة النووية وإزالتها في نهاية المطاف، "فسنضطر إلى دخول عصر نووي جديد سيكون أكثر خطورة، وإرباكًا نفسيًا، وأكثر تكلفة اقتصاديًا من ردع الحرب الباردة". نحن الآن في هذا العالم.


المصدر | جوي كيرينسيون/ ريسبونسبل ستيتكرافت

التعليقات (0)