وثيقة مسربة صادمة ….تكشف تفاصيل لقاء سري إيراني أمريكي

profile
  • clock 27 مايو 2022, 5:53:01 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كشفت وثيقة سرية عن اجتماع عقده مسؤولون أمريكيون يتبعون لإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، مع إيران للتباحث في قضايا هامة على رأسها، الملف النووي والانسحاب من أفغانستان والمفاوضات مع طالبان، منذ عام 2018، أي قبل الانسحاب الفعلي بثلاث سنوات. وذكر موقع “واشنطن فري بيكون” الأمريكي أن الاجتماع الذي عقده مسؤولين أمريكيين مع إيران كان سرياً وغير رسمي ويتناقض مع سياسة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة آنذاك.

وبحسب الوثيقة المسربة فإنه “في الوقت الذي عملت فيه إدارة ترامب على زيادة الضغط الاقتصادي على إيران عام 2018، عقد وفد من سفراء أمريكيين سابقين اجتماعاً سرياً غير رسمي مع وزير الخارجية الإيراني السابق جواد ظريف بمقر إقامته في مدينة نيويورك”، بحسب مذكرة لوزارة الخارجية جرى الكشف عنها هذا الأسبوع في إطار دعوى قضائية رفعت للإجبار على نشر هذه المعلومات. وبحسب الموقع، توضح المذكرة الداخلية، المصنفة غير رسمية، بالتفصيل كيف أجرى السفراء السابقون دبلوماسية الظل مع كبير مبعوثي إيران بشأن “الأسلحة النووية، وتبادل الأسرى المحتمل، والانسحاب من أفغانستان، والمفاوضات مع طالبان”، بحسب المركز الأمريكي للقانون والعدالة، وهو مجموعة مناصرة قانونية قاضت وزارة الخارجية للحصول على المذكرة الداخلية.

وكشفت الوثيقة الأمريكية أن مسؤولين بارزين بإدارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، شاركوا في عهد خلفه، باجتماع سري مع إيران عام 2018 كجزء من جهود لتقويض الحملة الدبلوماسية لإدارة، دونالد ترامب، لعزل النظام الإيراني. وجرى إصدار الوثيقة بعدما قاضى المركز الأمريكي للقانون والعدالة وزارة الخارجية لتقديم السجلات المتعلقة بالاجتماعات السرية بين ظريف وكيري والمبعوث الحالي إلى إيران روبرت مالي، ووزير الطاقة في عهد أوباما، إرنست مونيز.

وخلال الاجتماع المثبتة وقائعه في الوثيقة، زعم ظريف أن سياسات ترامب أذكت حماسة مناهضة لأمريكا في إيران، مشيرًا إلى “شعبية قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتيل في هجوم لطائرة مسيرة بعدها بعامين”.وبحسب المذكرة، قال ظريف: “كنت أحظى بنفس شعبية سليماني، لكن الآن (شعبيتي) 47% بينما تزداد (شعبيته). هو أقرب لـ80%. كان شعب إيران يفضل ذات مرة الاندماج، لكنهم اختاروا الآن المقاومة باعتبارها الحقيقة الوحيدة. هذا ما تخبرنا به استطلاعات الرأي الآن وهو واقع المنطقة.” وتابع ظريف أن حكومته لن تتخلى أبدًا عن برنامجها الصاروخي ولن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم، المكون الرئيسي في السلاح النووي وأحد الشروط التي وضعها ترامب من أجل إبرام اتفاق جديد محتمل مع إيران، والذي لم يتحقق أبدا.

وأضاف: “تقول الولايات المتحدة لا اتفاق سلام وإنها ستعيد فرض العقوبات، لكن الشرط صفر صواريخ، صفر تخصيب لليورانيوم. هذا ما يريد (جون) بولتون”، في إشارة إلى مستشار ترامب للأمن القومي. وأوضح: “أعرف بولتون تفاوضت معه منذ سنوات. آراؤه راديكالية للغاية، لدرجة أننا لم نتمكن من التوصل لاتفاق”. وطرح ظريف أيضًا آرائه بشأن العراق، واحتمال تبادل الأسرى مع الولايات المتحدة، والدعم الإيراني لجماعات إرهابية مثل حزب الله والحوثيين في اليمن.

بومبيو يعلق على مضمون الوثيقة

تعليقاً على ما كشفته الوثيقة السرية ومجريات الاجتماع، نقل الموقع عن وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو، قوله: “إن الوثيقة تعتبر أقوى دليل حتى الآن على أن المسؤولين في عهد أوباما شاركوا في جهود القنوات الخلفية لإبقاء المفاوضات مع إيران حية، بالرغم من أن ترامب وإدارته عملوا على عزل النظام الإيراني”. وأضاف بومبيو أن المذكرة تعزز التقارير منذ ذلك الوقت بشأن جهود كيري لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 من خلال نقاشات القنوات الخلفية مع المسؤولين الإيرانيين. وأوضح بومبيو: “تظهر هذه المذكرة حتى أكثر مما نعرفه بالفعل عن مسؤولي وزارة الخارجية السابقين المستمرين وكأنهم ما زالوا في المنصب.”

ولفت إلى أنهم “يحاولون، في كل مناسبة، العمل مع وزير خارجية نظام إرهابي، لتقويض العقوبات التي فرضتها أمريكا. إنه لأمر أسوأ من عدم معرفة متى تنزل من على المنصة. بسعيهم الحثيث لحماية الاتفاق المروع الذي أبرموه، كان هؤلاء المسؤولون السابقون – بعد عامين على مغادرة أوباما للمنصب – يبعثون بإشارات بأنه يجب على إيران الوقوف بصرامة ضد أمريكا.” وأكد بومبيو على أنه “من المفزع معرفة أن أعضاء بإدارة أمريكية سابقة حاولوا إعاقة سياسات رئيس حالي”، واصفاً هذا الأمر بـ”أمور سيئة، أمور خطيرة، أمور غير أمريكية”.

وأشار إلى أن هؤلاء المسؤولين السابقين “يجب أن يخجلوا من أنفسهم. يعملون ضد سياسات بلدهم إلى جانب مثل هذا النظام الوحشي”.ولفت الموقع إلى أن بومبيو لم يكن على دراية بشأن تلك الاجتماعات عندما كان يقود الخارجية، مضيفاً أنه يشغل الآن منصب مستشار بالمركز الأمريكي للقانون والعدالة. كما أوضح أنه تم تجميع المذكرة المكونة من سبع صفحات خلال الاجتماع مع ظريف، الذي جاء بعد أيام فقط من ظهور تقارير تفيد بأن كيري كان يسعى لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني بعدما انسحب منه ترامب في وقت سابق من العام نفسه (2018).

ويذكر أنه قبل نحو 20 عاماً، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، حكم حركة “طالبان” في أفغانستان، واعتبرت واشنطن غزو أفغانستان جزءاً من “الحرب على الإرهاب”، لارتباط “طالبان” آنذاك بتنظيم “القاعدة”، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 ضد الولايات المتحدة. وتعهدت إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش الابن، بشن حرب سريعة وحاسمة ضد “طالبان”، لكنها تحولت إلى صراع دموي طويل الأمد امتد لقرابة عقدين واستنزف الولايات المتحدة مالياً وعسكرياً. وفي عام 2021 بدأت القوات الأمريكية بتقليص عدد قواتها في أفغانستان، إلى أن انسحبت بشكل كامل في 31 أغسطس/ آب 2021 واستولت طالبان على البلاد.

 

التعليقات (0)