يلمان زين العابدين اوغلو يكتب: ايديولوجية اردوغان وتصاعد الفكر القومي في تركيا

profile
يلمان زين العابدين هاجر اوغلو إعلامي عراقي - كركوك
  • clock 3 يونيو 2023, 4:16:52 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

● ان مايحدث الان في جميع اركان المعمورة بصفة عامة ؛ والشرق الاوسط الكبير بصورة خاصة يشير و بوضوح تام الى (( خطة اعادة تشكيل المنطقة و العالم )) ايديولوجيا و سياسيا و ثقافيا و اقتصاديا و اجتماعيا و حتى اخلاقيا ..   .
ثم جاء الاجتياح الروسي القيصري لأوكرانيا ليؤكد صحة مانذهب اليه و نفترضه في هذا السياق .
...
ثم ظهرت الى الافق العالمي مشكلتي الطاقة والحبوب و اللذان انتجا التضخم الدولي الاكبر في العالم خلال الخمسين سنة الماضية ..""
اما صراعات الشرق الاوسط الكبير ؛ فنجد ان هناك اربعة دول مهمة تتصارع على قيادته وهي : تركيا و ايران واسرائيل و السعودية .
ولكل دولة من هذه الدول الاربعة مصادر قوتها الايديولوجية و السياسية و التاريخية و العسكرية و حتى الحضارية .
و ان شعوب هذه المنطقة هم الان في مرحلة اعادة تشكيل الذات بحثا عن التقدم و القوة .
وبين هذه الامواج   المتلاطمة والعواصف  الطائفية  والمذهبية والقومية التي تضرب بلدان الشرق الاوسط بتقنية سياسية امريكية ً وغربية وبايادي خفية تشير الى ان تقف وراءها الماسونية العالمية التي حفرت انهار من الدم ابتداء من احتلال العراق واثارة الفتنة الطائفية فيه  ومرورا بسوريا واليمن وليبيا  وما يحدث الان بين طالبان افغانستان وايران الجمهورية الاسلامية ماهي الا مخططات غربية ماسونية لخلق الشرق الاوسط الجديد تحت حكم 
الليبرالية الامريكية الرأسمالية  .وامام هذه التحديات  تظهر في تركيا ايديولوجية للرئيس الذي لم يهزم خلال حياته السياسية .هذه الايديولوجية التي تحتوي على رسائل  داخلية  وخارجية  والتي شغلت بعمق الاوساط السياسية والاعلامية الغربية .
اراد الرئيس  اردوغان ايصال  فحوى  الرسائل  الى جميع اصدقائه و خصومه في داخل تركيا  و خارجها  .
هذه الايديولوجية   تتسم بالوضوح و الحدة في معظم جوانبه العقائدية و السياسية و الثقافية المختلفة ،،
لقد اراد الرئيس  اردوغان بكل وضوح و جرأة ان (( يكشف هوية تركيا الجديدة )) من دون مخاتلة لفظية او برغماتية معهودة .لقد اشار الرئيس اردوغان الى اهم ثلاثة قضايا جوهرية تعصف حاليا بالشعب التركي بصورة خاصة و محيطه العربي و الاقليمي بصورة عامة ؛ و هذه القضايا هي ::
1~ سوف لم و لن تحدث انقلابات عسكرية مستقبلا في تركيا . 
2~ سوف لم و لن تسمح تركيا بانتشار الفساد والسقوط الاخلاقي بين الشعب التركي مطلقا ؛؛ وان تكون  القيم الاسلامية النبيلة راسخة  في ضمير و وجدان الشعب التركي .
3~ وأكد على كون القرن المقبل سوف يكون قرنا  تركيا بأمتياز ؛؛ وان يكون لتركيا موقعها المتميز في قيادة عالم المستقبل سياسيا و علميا و ثقافيا و حتى عسكريا .
تستند ايديولوجية   الرئيس اردوغان على اسس ودعائم العقائدية   والسياسية والاخلاقية .
.
اذن نحن الان امام انعطافة حادة و مهمة في تبلور هوية الدولة التركية الحالية في انتقالها السريع و الحاد من القيم العلمانية الليبرالية الى القيم الاسلامية العثمانية ذات البعد الوسطي المعتدل .
و حينما يعلن الرئيس  اردوغان عن هذه الايديولوجية بوضوح  اذن هناك قفزة طويلة نحو الاسلمة العقائدية بعيدا جدا عن العلمانية الحادة .
ان. المشاعر  القومية واضحة الجلاء في  الخطاب السياسي لرئيس اردوغان ولكن ذو صبغة اسلامية نابعة من جذوره الفكرية والثقافية .ان التيار القومي المحافظ قد اثبت جدارته في توطين فكرة الطورانية في اذهان الشعب التركي وهنا لابد من الاشاره الى ان التيار القومي المحافظ ممثل باكثر من حزب على الساحة السياسية في تركيا.  ابرزها الحركة القوميةبزعامة  دولت باغجلي   وحزب الاتحاد الكبير بزعامة مصطفى دستجي وحزب الجيد بزعامة مرال اق شنر وحزب النصربزعامة  اوميد اوزداغ.  .كما ان هذه الاحزاب السياسية تعكس مدى قوة وحضور الفكر القومي المحافظ لدى الشعب التركي .ولكن هنا يجب المقارنة بين القومية الثقافية والفكرية ،وبين القومية ذات الطابع العنصري حيث نرى بان اغلب الاحزاب القومية  التركية تعبر بشكل او اخر عن القومية الثقافية والفكرية  بأيديولوجيات مختلفة بما فيها حزب العداله والتنمية (الحاكم)وهو حزب محافظ .فهناك قومية محافظة وقومية علمانية وقومية متطرفة .ان النقطة الفكرية المشتركة التي تجتمع حولها هذه الاحزاب القومية   بافكارها وايديولوجيتها، هي الحفاظ على الهوية الثقافية للامه التركية .


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)