“هيومن رايتس” تتهم روسيا باستهداف المدنيين بأسلحة محظوره دولياً

profile
  • clock 31 مارس 2022, 2:41:44 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

خلص تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، الخميس 31 مارس/آذار 2022، إلى أن روسيا تنشر في شمال شرق أوكرانيا ألغاماً مضادة للأفراد، مصمَّمة لاستشعار خطى أي شخص يقترب منها، ثم الانفجار والفتك بكل شيء في دائرة نصف قطرها 16 متراً.

جاء ذلك بعد أن عثر فريق تقنيين أوكراني متخصص في التخلص من الذخائر المتفجرة، على ألغام "بوم 3" POM-3 المطورة حديثاً، والتي تحظر المعاهدات الدولية استخدامها.

وتُعرف هذه الألغام أيضاً باسم "ميداليون" Medallion، وتُقذف بواسطة راجمات صواريخ مخصصة لزراعة الألغام على أراضي العدو، ثم تنزل بمظلات، وبعدها تدفن نفسها وتستقر في الأرض.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الألغام مزوَّدة بـ"جهاز كشف زلازل" يستشعر اقتراب الأشخاص منه قبل إطلاق الشحنة المتفجرة في الهواء. إذ قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها إن الانفجار والشظايا الناجمة عنه قادرة على قتل وتشويه الأفراد عشوائياً في محيط منطقة الانفجار.
وبحسب ما ورد، فإن هذه الألغام مزوَّدة بجهاز تدمير ذاتي لتفجير نفسها بعد مدة زمنية معينة، مثل عدة ساعات أو أيام من نشرها، إذا لم يقم أحد بتشغيلها قبل ذلك.
من الجدير بالذكر أن الاتفاقية الدولية لحظر الألغام المضادة للأفراد لعام 1997 تحظر حظراً كاملاً إنتاج الألغام المضادة للأفراد وتخزينها ونقلها واستخدامها، لكن روسيا ليست من بين 164 دولة انضمت إلى هذه الاتفاقية.

ويُقال إن مدينة خاركيف تلقت هذه الألغام بصواريخ قذفتها راجمات أرضية مصممة خصيصاً لذلك، قبل يومين من العثور عليها.

كما أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على شبكة الإنترنت، في 26 مارس/آذار، ما يزعم خبراء أنه راجمة صواريخ من طراز "آي إس دي إم زيمليديلي 1" ISDM Zemledelie-I وهي تقذف عشرات الألغام في الهواء.

تستطيع راجمات "آي إس دي إم" التي شوهدت في أوكرانيا أن تقذف أيضاً الألغام المضادة للمركبات، أما ألغام "بوم 3" المضادة للأفراد فيُمكن قذفها من هذه الراجمات أو من منصات إطلاق مثبتة على شاحنات.

فيما قال تقرير صادر عن "مرصد الألغام الأرضية" لعام 2021، إن هذه المنظومة قادرة على قذف الألغام من مسافة 5 كيلومترات إلى 15 كيلومتراً، وقد ظهرت خلال التدريبات العسكرية السنوية لروسيا في عام 2021.

من المفترض أن هذه الألغام تستطيع دفن نفسها في التربة التي تسقط عليها، حتى يصعب اكتشافها، أو تعتمد على أقدام محمَّلة بنابض للبقاء منتصبة حتى تشغيلها.

وبمجرد أن تنشر القوات الروسية حقل ألغام من هذا النوع، فإنه يكون مرئياً لها على خريطة إلكترونية، ويمكن تعطيله عن بعد إذا لزم الأمر.

ومع ذلك، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن بقايا عبوات تسليم الألغام التي عُثر عليها في أوكرانيا تحتوي على ألغام من طراز "بوم 3″، إلا أنها لم تستقر على الوجه المفترض، وظهرت عليها بيانات تُشير إلى أنها أُنتجت العام الماضي.

في المقابل، قال ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة بالمنظمة: "على دول العالم كلها أن تستنكر أشد الاستنكار استخدام روسيا للألغام الأرضية المضادة للأفراد المحظورة عالمياً في أوكرانيا. هذه الأسلحة لا تفرق بين مقاتلين ومدنيين، وتترك إرثاً فتاكاً لسنوات مقبلة"، وأضاف غوس: "استخدام روسيا للألغام المضادة للأفراد في أوكرانيا استهزاءٌ متعمد بالمعايير الدولية التي تحظر استخدام هذه الأسلحة المروِّعة".

كان التلفزيون الرسمي الروسي زعم هذا الشهر أن القوات الأوكرانية زرعت آلاف الألغام المضادة للمركبات والأفراد في دونباس وفي محيط شبه جزيرة القرم.

التعليقات (0)