هل “إسرائيل” مُنزعجة من التقارير التي تتحدث عن شبكة تجسس مزعومة في تركيا

profile
  • clock 24 أكتوبر 2021, 10:05:04 م
  • eye 392
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

صحيفة المونيتور/ بين كاسبت

هذه ليست أوقاتاً سهلة بالنسبة “لإسرائيل” لقد كشفت أوراقها السيئة أمام إيران، فهي تخوض مواجهة لا نهاية مع حماس في غزة، واستمرار ترسيخ حزب الله وإيران في الجولان السوري، على غرار قمة 22 أكتوبر بين رئيس “الوزراء نفتالي بينت” والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، تواجه “إسرائيل” تطور جديد حيث تقول التقارير الواردة من تركيا أن السلطات كشفت شبكة تجسس للموساد وقامت باعتقال 15 شخص من أعضائها.


لا يبدو أن أي شخص في “إسرائيل” منزعج من هذه الأخبار، التي تعتبرها العديد من المصادر شأناً فلسطينياً داخلياً، حيث تتجاهل “إسرائيل” التقارير التي تفيد بأن جهاز المخابرات التركي تعقب حلقة الموساد المكونة من خمس خلايا كل خلية مكونة من ثلاثة أعضاء، جرى تعقبها لمدة عام، في 7 أكتوبر داهم رجال الأمن الأتراك منازل العملاء الـ 15 المزعومين واعتقلوهم.


تتزامن التقارير مع الاختفاء الغامض في الأسابيع الأخيرة لسبعة فلسطينيين يدرسون في تركيا، ستة رجال وامرأة، وقال مصدر في “المخابرات الإسرائيلية” لصحيفة المونيتور واشترط عدم الكشف عن هويته: “كان من الممكن أن تكون المخابرات التركية قد اعتقلتهم، على أي حال لا توجد شبكة كبيرة للموساد ولا توجد مثل هذه الشبكة وهذه القضية بِرمّتها ليست مرتبطة بنا بشكل مباشر”.


قال مسؤول كبير سابق في الموساد للمونيتور واشترط أيضاً عدم الكشف عن هويته: “-إسرائيل- لا تتجسس على تركيا، والدولتان ليستا في حالة حرب، وتركيا ليست على قائمتنا لما يسمى بأهداف المعلومات الأساسية”.


ومع ذلك فإن تركيا تقع على مفترق طرق جيوسياسي مهم وهي مسرح لنشاط حماس، فكثيراً ما اشتكت “إسرائيل” إلى تركيا من استضافتها لكبار مسؤولي حماس وأنشطتهم وتتبع شخصيات مهمة في حماس، وأبرزهم صالح العاروري أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، حيث يزعُم الموساد أن العاروري موجود في تركيا، حيث يحاول منها إدارة شبكات حماس الإرهابية في الضفة الغربية، وكان العاروري على قائمة المطلوبين في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات.


وقال “مصدر عسكري إسرائيلي” رفيع لصحيفة المونيتور: “تقييمنا هو أن هذا الأمر في الواقع محاولة من قبل السلطة الفلسطينية لتعقب كبار مسؤولي حماس الذين يعرضونها للخطر من اسطنبول”، وفقاً لموقع الأخبار الفلسطيني شهاب، فإن سبعة من عملاء الموساد المزعومين كانوا يعملون لصالح استخبارات السلطة الفلسطينية، وقد يكون السبعة هم نفس الطلاب الذين أُبلغ عن فقدِهم في تركيا في سبتمبر الماضي، وتم تشكيل فريق تركي فلسطيني مُشترك بعد هذا الاختفاء لتحديد مكانهم، فيما حاولت السلطة الفلسطينية طمأنة عائلاتهم.


تتعاون “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية منذ سنوات في الملفات الأمنية، لإحباط الهجمات الإرهابية في الأراضي الفلسطينية و”الإسرائيلية”، في الواقع إذا كان الفلسطينيون هم من يديرون الشبكة خارج تركيا فستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن نشاط خارجي مشترك من قبل وكالات التجسس الفلسطينية و”الإسرائيلية” في الخارج، إن التعاون بين “جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي” الشاباك وأجهزة الأمن الفلسطينية معروف منذ سنوات، السؤال هنا هل الموساد مُتورط في ذلك أيضاً؟


من غير المحتمل أن تُشكل هذه الفضيحة التي تم الإبلاغ عنها لأول مرة، ضجة كبيرة من قبل وسائل الإعلام المرتبطة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما لم تزعج “إسرائيل” كثيراً، ووفقًا لتقارير ورد من تركيا أفادت بأنه في 22 أكتوبر -أول أمس- أفادت بأن أحد هؤلاء المعتقلين فلسطيني الجنسية يُرمز له بالأحرف الأولى من اسمه (م) كان يدير مكتب لمساعدة الطلاب الفلسطينيين في تركيا، وذلك وفقاً لشهادته، كما ورد من مصادر بتركيا، بأن (م) تم تجنيده من خلال رجل عّرف عن نفسه بأنه مسؤول في الاتحاد الأوروبي سعى للحصول على معلومات حول الطلاب الفلسطينيين في تركيا وذلك عام 2018، بدأ الاثنان الاجتماع في سويسرا وتبادلوا المعلومات المُشفرة.


“إسرائيل” وفقاً للاستخبارات حول أنشطة الطلاب الفلسطينيين في تركيا، وبالنظر إلى أن العديد منهم عادوا في نهاية المطاف إلى الضفة الغربية، فخلال ذروة تنظيم الدولة الإسلامية كانت تركيا بمثابة منصة انطلاق ونقطة عبور إلى سوريا والعراق و”إسرائيل” والعديد من الدول الغربية، وكانت “إسرائيل” تراقب عن كثب هذه التحركات، وقدرت المعلومات أن صالح العاروري سيكون بالتأكيد شخصاً مهماً لجهوده لإثارة نشاط حماس المناهض للسلطة الفلسطينية و”إسرائيل” في الضفة الغربية، ربما يحاول الموساد مراقبة أفعاله ولا شك أنه مهتم بتحركاته.


قال مسؤول كبير سابق في الموساد لـصحيفة “المونيتور” رفض الكشف عن هويته: “هذا هراء، ليس لدينا أي شبكة من هذا القبيل في تركيا، حتى لو كان هناك مثل هذه الشبكة لكان لها أهمية هامشية، تركيا ليست هدفاً استخباراتياً ذا أولوية، هي ليست دولة مُعادية، وربما تحاول “إسرائيل” تتبع نشاط حماس على الأراضي التركية وهذا ليس سراً لكن الدراما المنتشرة عبر وسائل الإعلام في اسطنبول وأنقرة مبالغ فيها”.


يمكن أن يكون كل ذلك نشاطاً فلسطينياً تم تدبيره، كما أفادت شهاب من قبل رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج بالتنسيق مع “إسرائيل”، أفاد الموقع أنه تم العثور على مبالغ كبيرة من المال يُزعم أنها أعطتها لأعضاء الخلية من قبل المخابرات الفلسطينية للتجسس على الطلاب المرتبطين بحركة حماس، حيث تَعتبر السلطة الفلسطينية حماس عدواً يسعى لإسقاط الرئيس الفلسطيني محمود عباس والاستيلاء على الضفة الغربية، تماماً كما فعلت في غزة قبل حوالي 15 عام، إذا كان الأمر يتعلق بقضية فلسطينية داخلية وحتى لو كان الموساد متورطاً بشكل مباشر أو غير مباشر، فإن القضية ليست درامية بقدر ما يتم تقديمها.


نما “الاهتمام الإسرائيلي” بتركيا في الأشهر الأخيرة مدفوعاً بعدة محاولات من جانب أنقرة للتواصل مع الكيان، تُوّجت بمحادثة مطولة في يوليو بين أردوغان و”الرئيس الإسرائيلي” الجديد إسحاق هرتسوغ، حيث بادر أردوغان إلى الدعوة لتهنئة هرتسوغ على انتخابه وبعدها ضغط هرتسوغ بحسب ما قالت عدة مصادر لـ “المونيتور” على بينت ووزير الخارجية يائير لابيد للنظر في الاقتراح التركي بتحسين العلاقات.


لم يلق اقتراح هرتسوغ الكثير من الحماس، لا سيما في ظل الاحتجاجات الصاخبة من جانب قبرص واليونان اللتين انخرطتا مع “إسرائيل” في تحالف إقليمي استراتيجي بعد خسارة حليفها التركي، وتعمل الشائعات حول تدهور صحة أردوغان والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها تركيا في الواقع على تحسين احتمالات التقارب بين أنقرة والكيان، على الرغم من أن التقارير حول شبكة الموساد المزعومة قد يكون لها تأثير سلبي.

التعليقات (0)