عماد عفانة يكتب: واجب "أونروا" تجاه مشكلة اللاجئين في حي الشيخ جراح

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 11 يناير 2022, 10:50:55 ص
  • eye 404
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لا تجد الأونروا غضاضة في تكرار اعتبار الممارسات "الإسرائيلية" تجاوز لأحكام القانون الدولي، مؤكدة أن "نقل وترحيل الأشخاص المحميين غير قانوني، وبوصف "إسرائيل" السلطة المحتلة في شرقي القدس، فإن على "إسرائيل" أن تمتنع عن إحداث تغيير على الوضع والتركيب السكاني في المناطق المحتلة، وضمان رفاه السكان الفلسطينيين المحميين في شرقي القدس".

علما أن هنالك قضايا إخلاء ضد ما لا يقل عن 180 أسرة فلسطينية في شرقي القدس، وفي الشيخ جراح لوحدها، واستناداً إلى مسح أجري مؤخرا من قبل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن أكثر من 60 %من تلك الأسر التي تعاني من خطر الإخلاء هي أسر لاجئة من فلسطين 1948 مسجلة لدى "أونروا".

إلا أنه من الملاحظ أن "الأونروا" لم تبذل أي جهد ولم تعمل ابدا على ترجمة موقفها الرافض للإجراءات "الاسرائيلية" بحق اللاجئين في شرقي القدس، ولم تتخذ "أونروا" أية إجراءات من شأنها أن تنسجم مع هذا الموقف.

لكن ما هو المطلوب من "أونروا" فعله لإثبات أنها غير متواطئة، أو على الأقل غير مقصرة جدا في القيام بما عليها من مسؤوليات، يمليه عليها صفتها الأممية:

- مطلوب من "أونروا" ألا تقتصر إجراءاتها على توفير بعض المساعدات الإغاثية، في إطار برنامج للطوارئ الممول من قبل الاتحاد الأوروبي، ومن خلال دائرة المساعدة الإنسانية والحماية المدنية التابعة للمفوضية الأوروبية، حيث تقوم "أونروا" بتقديم المساعدة الطارئة للأسرة، بما في ذلك المساعدة النقدية والاحالة للخدمات التخصصية اللازمة كخدمات الدعم النفسي الاجتماعي.

_مطلوب من "أونروا" الدخول في المواجهة القانونية مع سلطات الاحتلال.

- ومطلوب منها دعم جهود السكان فيما يتعلق بجهودهم أمام المحاكم الصهيونية.

- كما يطلب من "أونروا" الدخول كطرف في هذا النزاع كونها المؤسسة الأممية الموكلة برعاية اللاجئين والدفاع عن مصالحهم، حتى عودتهم الى بيوتهم التي هجروا منها.

- مطلوب من "أونروا" الانخراط في جهود ومساعي تدويل هذه الأزمة، استنادا إلى القرارات الدولية ذات العلاقة بشرقي القدس كأرض محتلة.

- ومطلوب منها كذلك ملاحقة "إسرائيل" أمام الجهات الدولية ذات الصلة بشأن هذه القضية.

- كما على "أونروا" الكف عن التنصل من مسؤولياتها، سواء المترتبة على الخطأ التاريخي المرتكب من قبلها فيما يتعلق باتفاقيتها بالصفة الإنسانية والسياسية مع الحكومة الأردنية، الأمر الذي شكل مساسا بالصفة الإنسانية والسياسية للاجئين.

أو فيما يتعلق بالوضع الحالي ودورها تجاه اللاجئين الواقعين فعليا تحت مسؤوليتها.

"الأونروا" ليست جمعية خيرية، أو مجرد منظمة اغاثية فقط، "الأونروا" منظمة أممية ذات مهمات إنسانية لها بعد سياسي ذو علاقة بتنفيذ المقررات الأممية فيما خص القضية الفلسطينية وتطبيق حق العودة، ويجب التعامل معها فلسطينيا حقوقيا، قانونيا، إنسانيا على هذا الأساس، وألا نكف عن مطالبتها بالقيام بما عليها من مسؤوليات باتت تنسحب منها بشكل متسارع.

التعليقات (0)