محمد الشرقاوي يكتب : المعارضة الافتراضية المصرية..من البورنو إلي العهر السياسي

profile
محمد الشرقاوي ترك أوغلو كاتب ومخرج سينمائي
  • clock 4 ديسمبر 2021, 4:46:30 م
  • eye 22648
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كتبت سابقاً أن اداء المعارضة المصرية بالخارج مجرد بورنو سياسي وإعلامي أنصحكم  بقراءته بعد الانتهاء من قراءة هذا المقال لتتضح لكم وجهة نظري.

 

تابعت بشغف مؤتمر " الديمقراطية أولاً في العالم العربي " فوجدت كلمة "عالم عربي " ولم أجد وطن، لماذا عالم عربي؟ ولماذا لم  تكن " وطن "؟ أجدها سقطة لا تغتفر فحين نتحدث عن ديارنا حتي لو هُجّرنا منها نقول وطن. 

“الوطن العربي”  يا سادة يعني أن الوطن واحدٌ، وأن الوحدة العربية قادمة لا محالة. أما  “العالم العربي” فإنه مصطلح استعماري بريطاني ويعني أن “الوطن العربي” عالمٌ قابلٌ للوحدة وقابلٌ للقسمة، وأنه للقسمة أقرب وأميل وأرجح وتبني هذا المصطلح يعني إسقاط الشعور بالوحدة، وتكريس الشعور بالانقسام، وإغراق الجماهير العربية في بلبلة فكرية خطيرة، وزعزعة الحس الوحدوي لدى الجماهير، وتكريس “نظيرات” وممارسات التجزئة.

المؤتمر جاء بكلمات جيدة تحمل مشاعر صادقة وخاصة كلمة الرئيس التونسي منصف المرزوقي ...وكانت كلمة "توكل  كرمان" أيضا معبرة ولكنها خشنة، لكنها مقبولة من أبناء الربيع العربي. 

لكنى رأيت غياب ملحوظ للشباب المصري عن المؤتمر، إلا بكلمة وحيده جاءت في النهاية لصوت شاب مصري المهندس "محمود فتحي "، ورغم اختلافي معه في حضوره المؤتمر إلا أنه في الحقيقة يمتلك وعيا ونضجا، من الممكن أن يُبنى عليهما في مناخ غير المناخ الحالي. 

كانت أكثر الكلمات تأثيرا في نفسي هي كلمة المناضل الأردني "ليث شبيلات "

فالكلمة قالت الخلاصة والحقيقة التي لا يريد أحد سماعها، كما استمعت بدقة ولهفة لكلمات من يلقبون أنفسهم "معارضين مصريين" ، لعلي أجد جديد أو على الأقل أجدهم استفادوا من أخطاءهم السابقة، فوجدت نفسي أمام تفسير حقيقي دقيق لكلمة في عنوان المؤتمر، وهي كلمة " افتراضي" فتأكدت أن تلك الكلمة هى موجودة كرمزية لواقعهم الحالي. 


كنت أتمني أن تكون المعارضة الافتراضية المصرية قد استيقظت من غفلتها، وعزمت على فتح صفحة جديدة، لكن الحقيقة أنى ُصدمت فوجودهم افتراضي كالعادة، وأظن أن وجودهم بالمؤتمر يهدف إلى خلق موضع قدم جديد والاحتماء بمعارضين شرفاء والاختباء داخلهم، لغسل تاريخهم الحافل بالفشل السياسي


عزيزي القارئ المهتم بالديمقراطية، أتحدث إليك بناء علي تجربتي الخاصة مع المعارضة المصرية بالخارج، التي انتقلت من مرحلة البورنو إلى مرحلة العهر السياسي. 

فقد قال نبينا الكريم "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" ,وعلي رأي المثل كما قالت والدتي رحمة الله عليها ,"القرعة تتباهى بشعر بنت أختها "


وهذا أبلغ وصف يصف حضور المعارضة المصرية في المؤتمر، فالتمثيل المصري كان تتويجا للفشل لوجود بعض الشخصيات الافتراضية التي برعت في استعراضات البورنو السياسي خلال عشر سنوات سابقة، وهو ما جعلني أتسأل : لماذا لا توجد معارضة مصرية حقيقية تحمل أجندة وطنية ذات مشروع وطني جاد؟  أم أن ما يحدث مجرد مُقرر دولي سخيف كالعادة؟

إيها الشرفاء من العرب  خذوا عظة وحكمة من فشل هؤلاء، فلا يخفى علي أحد فضائحهم وفشلهم الذي جعلهم نموذجا يُضرب به المثل في الفشل وعدم المسؤولية السياسية. 

إنها سخرية القدر أن ترى الإقصائيون الفاسدون يرفعون شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان ويتحدثون باسم الشعب المصري!   

حدثوني عن ابتزازكم  وبخسكم المادي للعاملين في مؤسساتكم، وإجبارهم علي العمل بالسخرة بلا أي ضمانات ولا عقود ولا حتي مستقبل، حدثوني عن احترامكم للقانون في تركيا وتهربكم من الضرائب، أليس للشعب التركي حق في تلك الأموال؟  

حدثوني عن...... وعن........، ديمقراطية الشلل ومافيا الإعلام، ديمقراطية الكفيل العزيز، ديمقراطية الكيل بمكيالين والفصام العقلي والفكري، كيف تطالبون بإيدن بديمقراطية أنتم تكفرون بها؟ وهل ستحاربون فساد أنتم تمارسوه، وكيف تطالبون بايدن أن يساعدكم في ممارسة حرية التعبير وأنتم كممتم أفوه الشباب بالخارج، وغياب الشباب في المؤتمر شاهد على ذلك. 

كيف تطلبون حياة كريمة للمواطن المصري بينما شردتم أسرا وشبابا في إسطنبول؟ كيف تطلبون الحرية للمعتقلين بينما طلبتم  من وزير الداخلية التركي حبس كل الأصوات المعارضة لكم بدعوى الحفاظ علي تماسك المعارضة المصرية ؟ 

لذلك أوجه رسالة للضمير العالمي ربما تكون الأخيرة بشأن المعارضة المصرية ,ولن أوجهها لبايدن كما فعلتم أنتم، فهو لا يمثلني. 

أيها السادة في كافة أنحاء العالم، هؤلاء لا يمثلوا مصر ولا الشعب المصري، بل هم سماسرة دماء يجيدون التربح من أزمات الشعوب ويرقصون على أرواح الضحايا، بحسب تعاملنا معهم. 

فالشعب المصري يستحق الديمقراطية ولكن ليس من بوابة هؤلاء، فالمعارضة ليست لقبا تمنحه دولة داعمة ولا قناة كبيرة. 

وختاما أقول : "شكر الله سيعكم " ولا أرانا الله وجوهكم في ثورات قادمة ..الافتراضيون المصريون بالخارج "فاقد الشئ لا يعطيه " فلا يحق لمن فشل في تطبيق الديمقراطية إن يطلبها من الأخرين، إنها بجاحه ومتاجرة رخيصة لشخصيات ثمنهم معروف ومدفوع مسبقاً، ضمن تجارة احترافية يجب تسميتها "بالدعارة السياسية"


ولذلك اطالبكم رسميا بارتداء سراويلكم فرائحة "مؤخرا..م"  فاحت رائحتها، وأتمني من أصحاب المشاريع الإصلاحية الحقيقية وعلى رأسهم الرئيس د.منصف المرزوق  بالبحث عن معارضين مصريين وطنيين، وأنصح الافتراضيين المصريين باعتزال السياسة رحمة بالشعب المصري، فتطهير المعارضة المصرية مطلب ملح ومسألة حياة أو موت بالنسبة للمعتقلين.


ملحوظة :  حق الرد مكفول " ضمن حرية الرأي والتعبير "

للمزيد من المقالات للكاتب :

كيف تحول نشطاء وسياسو الربيع العربي إلى موظفين بإسطنبول

الإخصاء بعد الإقصاء.. تطور الفشل السياسي

لست إخوانياً لإني مبدع

معارضة مصر بالخارج ((هابي هلوسه داي)) ٢٥ يناير٢٠٢١

كفى (بورنو) سياسي وإعلامي

المعارضة المصرية بالخارج .. نهاية لعبة الكفيل شتات اختياري


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)