- ℃ 11 تركيا
- 26 أبريل 2024
شادي طلعت يكتب :جنكيز خان الحاكم العادل
شادي طلعت يكتب :جنكيز خان الحاكم العادل
- 12 سبتمبر 2021, 5:02:41 م
- 761
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كما زور التاريخ العربي مرحلة ما قبل ١٩٥٢م، و أساء و شوه صورة عائلة محمد علي ، فإنه أيضآ قد أساء لشخص ملك عظيم هو جنكيز خان .
فحياة جنكيز خان تدعو للتوقف و التأمل فالرجل لم يكن يهوى أن يكون قائدآ أو ملكآ و إنما دفعته الظروف لذلك و تعالوا نتابع نشأة الرجل منذ مولده .
لقد ولد جنكيز خان من أم كانت زوجة لزعيم أحد قبائل المغول ثم إختطفت من قبيلة أخرى و تزوجها زعيم القبيلة الأخرى ، و بعد زواجها الثاني حملت و أنجبت تيموجين "جنكيز خان" في أقل من تسعة أشهر و ثارت الشكوك حول الطفل فالبعض يقول أنه إبن زعيم القبيلة التي تنتمي لها أصول أمه و الذي كان زوجآ لها !.
في حين أن من خطف أمه و تزوجها أعلن أنه أبوه !.
و كبر الطفل و هو يريد أن يثبت لنفسه و لمن حوله أنه من سلالة الرجل الذي قام بتربيته و هو زوج أمه الثاني و قد يكون فعلآ أبوه، المهم في القصة ما حدث بعد ذلك فأبوه مات و هو صبي و لم يعد إبن زعيم القبيلة و ساءت معاملة عائلته من القبيلة ثم إنفصلت العائلة عن القبيلة و في يوم أهين تيموجين "جنكيز خان" من أخيه حيث قال له أنت لست من دمنا فأنت من دم آخر فأمك حينما أسرت كانت تحملك في أحشائها ! و عايره بذلك الأمر.
و هنا قرر تيموجين قتل أخاه لأمرين :
الأمر الأول / لأنه لو ترك أخاه فإحتمال تفكك العائلة قائم .
الأمر الثاني / أن أخاه قد أهان أمه، و هو أمر يخرج عن نصوص الإحترام .
و بالفعل قتل أخيه بمساعدة من أخوهما الثالث قاسار ، و حزنت الأم لفقد إبنها و زاد الحزن لأن القاتل إبنها أيضآ !، و نستطيع أن نقول أن هذه هي المرحلة الأولى للصبي بإستخدام السلاح و إراقة الدماء.
ثم كبر الصبي و تزوج من إحدى الفتيات و بعد عرسه بأيام أختطفت زوجته ، تمامآ كما حدث مع أمه، و القدر هنا يرد ما فات بإنتقام شديد فخاطف زوجة تيموجين "جنكيز" كان هو زوج أمه الأول، و هو الشخص الذي كان البعض يشكك تيموجين في أنه هو أبوه.
وهنا كان لابد للفتى تيموجين أن يعيد زوجته قبل أن يحمل أطفالها من غيره، و بدأ في إعداد العدة و طلب النجدة و المساعدة من زعماء بعض قبائل المغول لمده بالسلاح و الرجال حتى يخلص زوجته من الأسر، و لكن دام هذا الإعداد شهورآ طويلة و بعدها قامت الحرب بينه وبين القبيلة التي إختطفت زوجته و كما ذكرنا هي قبيلة أمه أيضاً، وانتهت الحرب بإنتصار تيموجين على من إختطفوا زوجته و إستطاع أن يخلص زوجته من الأسر و لكن ... في اليوم الذي إستطاع تخليص زوجته من الأسر، إنكسر في نفسه شيئآ عظيمآ لأن زوجته كانت في الشهر الأخير لها من الحمل، و هو لا يعلم هل من في بطنها إبنه أم إبن من عاشرها من بعده و سأل عن من عاشر زوجته فكانت الصدمة إذ به زوج أمه الأول !، و الذي كما ذكرنا يحتمل أنه أبوه !.
وفي نفس الوقت يحتمل أن من هو في أحشاء زوجته أخوه وليس إبنه، مسألة معقدة جدآ و أمر جلل يستحق الحسم بقرار لا رجعة فيه وهنا إتخذ تيموجين القرار و قتل خاطف زوجته بنفسه و لم يقتل من كان في بطنها بل إعترف به كإبن له، أي آلام نفسية تلك التي عاشها تيموجين (جنكيز خان).
بعد هذه المعركة أصبح تيموجين زعيمآ معترفآ به و هاجرت إليه معظم القبائل ، مما أثار و أغضب بعض قبائل المغول الأخرى و منها قبيلة التتار فأصبحوا يشنون هجومهم على قبيلة تيموجين وأصبحت حياة الشاب حرباً طويلة خسر فيها معارك و لكن في النهاية إستطاع أن ينتصر في الحرب و قضى على كافة قبائل المغول المتفرقة و إستطاع أن يوحد المغول لأول مرة في تاريخهم و يؤسس دولة المغول في تاريخ ١٦ إبريل عام ١٢٠٦ ميلادية، وقد قامت الدولة على إحترام الإنسان و تعظيم قدره وتأسست على القانون و كان هذا مولد لقب "جنكيز خان" .
جنكيز خان لولا المرض لكان ملكاً للعالم فلقد بلغت فتوحاته ما لم يبلغه أي ملك قبله و ما من دولة وقعت تحت أيدي المغول إلا وارتقت حضارياً.
إن جنكيز خان لم يكن يحارب ليصبح الملك الأعظم ولكن كان يريد إنشاء حضارة للعالم و لم يشأ أن يشعر أحد بما شعر هو به أثناء حياته ، لم يكن جنكيز خان يعتبر المرأة مجرد وعاء للإنجاب فقط بل كان يشعر بأنها جزء هام من المجتمع و لم يكن رجلآ ضد القانون في يوم ما لأنه كان يطبق القانون على نفسه أولاً.
هذا هو جنكيز خان و هذا هو تاريخه الحقيقي و ليس التاريخ العربي المزيف، الذي أساء إليه كثيرآ و ليس أيضاً كما صوره الإعلام المصري المزيف للحقائق.
إن شيم الشهامة الإعتراف بالآخر حتى لو إختلفنا معه فليس معنى وجود الخصومة أن نقبح كل ما و جميل في الآخر فلا زلنا لا نعرف ثقافة الإختلاف و لا زلنا أمة متعصبة إذا ما أحبت أعطت كل شئ و إذا ما كرهت أخذت كل شئ.
في النهاية تحية إلى جنكيز خان
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
جمعة, 26 أبريل 2024
برقم قياسي .. الأهلي المصري يصل نهائى أفريقيا للمرة الخامسة على التوالى جمعة, 26 أبريل 2024
تقرير: دفن أكثر من 20 فلسطينا أحياء في مجمع ناصر الطبي جمعة, 26 أبريل 2024
إسطنبول.. رؤساء برلمانات ينددون بـ"دعم" الغرب لـ عدوان إسرائيل على غزة الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس في العمق
جمعة, 26 أبريل 2024
ناعومي كليان: نحن بحاجة إلى هجرة جماعية من الصهيونية (مترجم) جمعة, 26 أبريل 2024
الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهداء قوات الفجر.. تفاصيل