نضال محمد وتد يكتب: مبادرة مصيرها الفشل

profile
نضال محمد وتد كاتب صحافي ومحلل سياسي
  • clock 6 نوفمبر 2021, 9:38:16 ص
  • eye 376
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بصراحة ورحابة صدر، تحدث رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، مع الصحافييْن الإسرائيليين، نداف أيال وباراك رافيد، عن الخطة المصرية لتحقيق تهدئة في غزة، وتقديم تسهيلات للقطاع، فضلاً عن صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس". وقد بث الصحافيان الإسرائيليان في نقلهما للتصريحات، أجواءً من الانفتاح المصري على الحكومة الحالية في دولة الاحتلال، ونقلا عن كامل وصفه اللقاء بين رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، بأنه "كان جيدًا بشكل استثنائي".

لكن هذه الصراحة والأريحية التي أبداها المسؤول المصري مع الصحافيين الإسرائيليين، بما فيها من إعلان إدراكه، وطبعًا النظام في مصر، لمواقف بينيت السياسية، تخالف الواقع الذي يشي بأن الآمال التي يعقدها النظام المصري على الحكومة الإسرائيلية بقيادة بينيت، ستخيب بسرعة، ولن تحقق ما هو مرجو منها

 

حتى وإن كان ذلك لا يشمل رفع الحصار عن قطاع غزة، والاكتفاء بتسهيلات، مقابل أي تحرك ولو على مستوى منخفض بين إسرائيل والفلسطينيين، كبداية للتقدم نحو مستويات أعلى.

الحكومة الإسرائيلية الحالية، على الرغم مما قاله كامل بأنها تشمل مركبات مختلفة ذات توجهات مختلفة، في إشارة لحزبي العمل و"ميرتس" اليساري، لن تقدم للنظام المصري، على الرغم من كونه الأكثر تحالفًا إستراتيجيًا مع دولة الاحتلال، "هدايا" سياسية تمس صلب الإجماع الصهيوني، ولا حتى ما هو دون ذلك. إذ إنها تعلم أن النظام المصري لا يملك من مقومات القوة السياسية، ما يمكّنه من الضغط عليها، خلافًا لما تملكه هي في مواجهته، خصوصًا أن إسرائيل كانت صاحبة فضل في الضغط على الإدارة الأميركية ودول أوروبية للاعتراف بانقلاب السيسي على الرئيس المصري المنتخب ديمقراطيًا، الراحل محمد مرسي.

الخطة المصرية التي كشف خطوطها العريضة رئيس المخابرات المصرية، لصحافيين إسرائيليين، لن تلقى لدى إسرائيل آذانًا صاغية، وإن كان من المحتمل أن تتلقفها حكومة بينيت في المرحلة الحالية، باعتبارها خطة ترويج ومديح لأكثر حكومات إسرائيل تطرفًا، وكوسيلة ليس أكثر، لتكثيف جهود ومشروع التطبيع ليطاول دولاً عربية أخرى، بحيث تخرج إسرائيل كالمستفيد الأول والأخير منها.

لن يكون مصير الخطة المصرية و"الصفقة" التي سيحملها معه كامل عند زيارته لإسرائيل هذا الشهر، مخالفاً لمصير خطط كثيرة سابقة لها، ما دامت لا تملك ما يرفدها من وسائل وأدوات ضغط لإرغام دولة الاحتلال على القبول بها.

المصدر: عرب48

التعليقات (0)