تهديد تركيا بطرد عشرة سفراء غربيين ينتظر الحسم

profile
  • clock 25 أكتوبر 2021, 2:53:46 م
  • eye 391
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

اسطنبول- (أ ف ب) -لوّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بطرد عشرة سفراء غربيين، وهو تهديد يتوقع أن يُحسم الإثنين وقد يعرض أنقرة في حال تحققه لعزلة دولية ويفاقم أزمتها الاقتصادية.

وكان سفراء الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وفنلندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا والنروج والسويد، قد أصدروا بيانا مشتركا دعوا فيه للإفراج عن الناشط المدني عثمان كافالا المسجون منذ أربع سنوات دون صدور حكم في حقه.

ومن المنتظر أن يبت اجتماع حكومي مقرر في الثالثة بعد الظهر (منتصف النهار ت.غ) في قرار طرد السفراء.

ويتهم رجل الأعمال والناشط الخيري الذي صار عدوا لدودا للسلطة، بالسعي لزعزعة استقرار تركيا.

وأعلن الرئيس إردوغان السبت أنه أمر بطرد الدبلوماسيين العشرة “بأسرع ما يمكن”. لكن لم يصل أي إخطار رسمي إلى الدول المعنية حتى نهاية الأسبوع.

وقد أكدت ألمانيا الإثنين عدم تسلمها إخطارًا بالقرار على لسان المتحدث باسم حكومتها ستيفن زايبرت الذي أعرب عن “قلق وحيرة” بلاده، وأوضح “نتشاور عن كثب مع الشركاء المعنيين بالتهديد”.

جاء التهديد قبيل حدثين دوليين يشارك فيهما إردوغان نهاية الأسبوع، الأول هو قمة مجموعة العشرين السبت في روما، ثم مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في اسكتلندا.

وقال أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة ديوك الأميركية تيمور كوران لوكالة فرانس برس إن “التوقيت مروع إذا كان يريد إصلاح علاقاته مع حلفائه الأوروبيين والأميركيين”.

وأضاف “كل شيء يشير إلى أن محيطه، ابتداء من وزير خارجيته، يحاولون ثنيه” عن القرار.

تشهد علاقات أنقرة فتورا خاصة مع واشنطن في ما يتعلق بعقود شراء طائرات مقاتلة من طراز “اف 35” وطلب قطع غيار لطائرات “اف 16”. فضلا عن اقدامها على شراء نظام دفاع جوي روسي من طراز “اس 400” رغم عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

لكن يرى مراقبون أن الخطوة تهدف أساسا إلى “حرف الأنظار” عن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا مع اقتراب معدل التضخم الرسمي من 20 بالمئة والتدهور الحاد في سعر صرف الليرة.

أثر التهديد الذي بدأ الخميس وتكرر السبت على سعر صرف الليرة مع تسجيلها أدنى مستوى لها على الإطلاق صباح الإثنين، عند أكثر من 9,80 ليرة للدولار عند افتتاح التداول قبل أن يستقر في حدود 9,73، أي بانخفاض قدره 1,3 بالمئة مقابل الدولار.

وقال تيموثي آش المحلل في “بلوباي أسيت مانجمنت” إن طرد أنقرة للسفراء سيؤدي في حال تحققه إلى “تقلص تجارة الدول العشر مع نظام إردوغان وسيضر ذلك بالاستثمارات في تركيا”.

أكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف حسني عبيدي لفرانس برس أن “القرار يتعارض مع مصالح تركيا لأنه يستهدف دولا مهمة لاقتصادها ولمكانتها الدولية”.

لكنه أوضح أن رئيس الدولة يود التذكير بأن تركيا دولة مستقلة جديرة بالاحترام.

قال إردوغان السبت إن الدبلوماسيين “يجب أن يعرفوا ويفهموا تركيا”، مضيفا أنهم “يفتقرون إلى اللياقة”.

وقد دعا السفراء العشرة في بيانهم إلى “تسوية عادلة وسريعة لقضية” عثمان كافالا الموقوف منذ 2019 دون صدور حكم في حقه.

واستدعت الخارجية التركية السفراء غداة نشر البيان، واعتبرت أن ما أقدموا عليه “غير مقبول”.

وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد أمرت في كانون الأول/ديسمبر “بالإفراج الفوري” عن كافالا.

لكن محكمة في اسطنبول أمرت في مطلع تشرين الأول/أكتوبر بالإبقاء على عثمان كافالا (64 عاما) موقوفا “لغياب عناصر جديدة للإفراج عنه”.

وسيعرض الناشط الذي لطالما نفى التهم الموجهة إليه، أمام المحكمة مرة أخرى في 26 تشرين الثاني/نوفمبر.

واعتبر حسني عبيدي أن الرئيس التركي يخاطب قبل كل شيء قاعدته الانتخابية والقوميين الذين “يتبنون الاتهامات التآمرية لرئيس الدولة”.

وأردف “لست متأكدا من أن كافالا استفاد من الاهتمام الإعلامي”.

وخلص تيمور كوران إلى أن “إردوغان لا يستطيع الإفراج عن كافالا الآن، فذلك من شأنه أن يجعله يبدو ضعيفا، لكنه بصدد صناعة بطل له مكانة دولية، أشبه بنافالني تركي”.

كلمات دليلية
التعليقات (0)