دم الفتى المقدسي "أبو عصب".. امتداد لمسيرة النضال والمقاومة في وجه العدوان

profile
  • clock 19 نوفمبر 2021, 5:14:30 م
  • eye 602
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

من بين أحياء القدس القديمة المحاصرة، يواصل المقدسيون عزف أنشودة العشق للوطن المكبّل والمسروق، وإعادة توجيه البوصلة لتشير إلى القدس العاصمة، وفلسطين من بحرها إلى نهرها، غير آبهين بقوافل جنود الاحتلال المدججين بأعتى أنواع الأسلحة، والذين لا يتورعون عن إطلاق رصاصات حقدهم على كل ما هو فلسطيني.

الفتى المقدسي عمر إبراهيم أبو عصب، فارس جديد من فرسان القدس، نظر حوله فلم يجد سوى أرضاً تُنتقص من أطرافها، ومقدسات تُهوّد، ومنازل تُهدّم، وشباب وأطفال ونساء تُعدم على الحواجز وفي الطرقات، فما كان منه إلا أن استل سكينه وغضبه، وخرج ليصحح المسار، ويعيد الأمور إلى نصابها ضمن معادلة الصراع مع عدو، يحاول البعض أن يُلبسه ثوب الصديقين والأنبياء والإنسانية!.

فمع الساعات الأولى لمساء أول أمس الأربعاء، قرر الفتى "أبو عصب (16 عاما) أن يبرهن بدمه رفضه لهذا الواقع الذي جعل من العدو "الإسرائيلي" صديقاً ودوداً، حيث استطاع بسكينه طعن اثنين من عناصر شرطة الاحتلال بالقرب من باب العامود في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، حيث تقام هناك جمعية "عطيرت كوهانيم" الدينية "الإسرائيلية"، قبل أن يرتقي شهيدا برصاص عناصر الاحتلال الذين ينتشرون في المكان وأياديهم متأهبة على الزناد!

ردة فعل طبيعية

تلك العملية والتي تأتي في سياق سجل طويل من العمليات الفلسطينية الرافضة لوجود الاحتلال واعتداءاته بحق شعبنا، قوبلت بترحيب كبير من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية.

فقد أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس، أن تلك العملية، ما هي إلا ردة فعل طبيعية على ما تمارسه سلطات الاحتلال من عمليات بطش وتنكيل بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم وبحق المقدسات والأراضي الفلسطينية.

وأضاف القيادي الأخرس ، أن استمرار الاحتلال في تغوله على المقدسات وطرد السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض وهدم العقارات وغيرها من ممارسات الاحتلال الاستيطانية، دفعت الشباب الفلسطيني للقيام بدوره وواجبه في مواجهة هذه الغطرسة الصهيونية، وهو ما قام به الفتى عمر أبو عصب ليواجه ممارسات الاحتلال الإجرامية بأدوات بسيطة.

ولفت إلى أن لمكان تنفيذ العملية العديد من الدلالات، حيث نُفّذت قرب جمعية «عطيرت كوهانيم»، المتخصصة بمصادرة بيوت الفلسطينيين في حي الشيخ جراح وسلوان، وتهويد القدس المحتلة، ما يشير بشكل واضح إلى أنها تأتي رداً على كل ما تمارسه سلطات الاحتلال من عمليات استيطانية تهويدية.

وأوضح الأخرس أن الاحتلال يعمل منذ سنوات على توسيع بسط سيطرته على الأراضي الفلسطينية وبناء المزيد من المستوطنات والعمل على شرعنتها، وطرح المزيد من المشاريع الاستيطانية وتنفيذها بطرق ناعمة خبيثة، بحيث لا تثير غضب الفلسطينيين وكذلك العالم خارجي والمنظمات الدولية، إلا أن هذه الأساليب باتت واضحة ومكشوفة ولا يمكن السكوت أمامها بل يجب وقفها ومجابهتها بكل الطرق.

وشدد على أن استمرار الاحتلال في ممارساته الإجرامية بحق الفلسطينيين، سيدفع إلى المزيد من ردّات الفعل المقاومة والرافضة، "فلا يمكن أن يقف الفلسطينيين مكتوفي الأيدي أمام تغول سلطات الاحتلال على الأرض والمقدسات والمواطنين الفلسطينيين".

ودعا الأخرس الكل الفلسطيني إلى التوحد والوقوف صفاً واحداً في مجابهة اعتداءات الاحتلال بحق شعبنا، والتشبث بمشروع المقاومة، كونه الأقدر على حماية المقدسات واستعادة الأرض.

المقاومة موجودة

أما المختص في الشأن العسكري والأمني رامي أبو زبيدة رئيس تحرير "180 تحقيقات" ، فقد أكد أن المقاومة ستظل حيّة ومتقدة طالما تواجد هذا المحتل على أرض فلسطين، وأن تصاعد انتهاكات الاحتلال وعدوانه سيدفع نحو المزيد من أعمال المقاومة الرافضة لكل تلك الممارسات العدوانية.

وشدد على أن ما قام به الفتى أبو عصب هو امتداد لمسيرة النضال والمقاومة التي مارسها ويمارسها شعبنا للدفاع عن أرضه وحقوقه ومقدساته أمام غطرسة وعنهجية الاحتلال.

وأضاف أبو زبيدة أن الاحتلال عبر عمليات إعدامه الميدانية، يحاول ردع الفلسطينيين عن المقاومة ومنعهم من التصدي للجرائم التي يرتكبها بحقهم، وزرع عامل الخوف والرعب في صفوف الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن استهداف المدنيين، يُعد جزءاً من العملية "الإسرائيلية" لردع الشباب الفلسطيني عن الفعل المقاوم سواء الفردي أو المنظم.

وتابع، إن الاحتلال يعتقد واهماً أنه عبر سياسة القبضة الأمنية يستطيع ردع شعبنا، مشيراً إلى أن إصرار شعبنا على مواصلة المقاومة يزداد كلما زاد الاحتلال من جرائمه.

ويرى المختص الأمني، أن "مردود سياسة الإعدام الميداني واعتقال المدنيين وهدم المنازل يأتي معكوسًا على الاحتلال، ويثير عامل الانتقام لدى الفلسطينيين، وهذا ما نلمسه في كل مرحلة من مراحل الصراع مع العدو "الإسرائيلي".

وشدد أبو زبيدة، على أن المطلوب توحيد الموقف الفلسطيني في وجه الاحتلال وتثبيت الخيار الفلسطيني على مواجهة سياسات الاحتلال لردع الاحتلال، إلى جانب إنهاء حالة الانقسام، لمنع استفراد الاحتلال بشعبنا، داعياً السلطة الفلسطينية إلى إطلاق يد المقاومة لتقوم بواجبها في دحر هذا المحتل ووقفه عن ممارساته العدوانية.


 "الاستقلال"

التعليقات (0)