أتلانتك كاونسل: كيف ستؤثر عودة نتنياهو على علاقات إسرائيل بالعرب وروسيا وتركيا؟

profile
  • clock 4 نوفمبر 2022, 8:19:43 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تشير الانتخابات الإسرائيلية في 1 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى احتمال عودة رئيس الوزراء السابق "بنيامين نتنياهو" إلى السلطة. وبعد التجربة التي استمرت عامًا لتحالف هجين ضم اليمين والوسط واليسار والعرب، تشير نتائج الانتخابات الآن إلى تحول واضح نحو اليمين في السياسة الإسرائيلية، مع تداعيات على علاقات إسرائيل في المنطقة، وتوتراتها المستمرة مع الفلسطينيين، والعلاقات بين اليهود والعرب في المجتمع الإسرائيلي.

ومع كونه مدعومًا من تحالف يميني متطرف يتوقع أن يحتل 65 من أصل 120 مقعدًا في الكنيست، سيؤثر تولي "نتنياهو" لرئاسة الوزراء بشكل كبير على السياسة الإسرائيلية في كل من هذه المجالات، حتى مع وجود المؤسسات الديمقراطية الإسرائيلية.

في هذا المقال، يسرد خبراء مركز "أتلانتك كاونسل" البحثي توقعاتهم بشأن تأثير فوز "نتنياهو" على إسرائيل، وعلاقاتها مع الشركاء والخصوم الإقليميين.

العلاقات العربية الإسرائيلية

يرى "دانيال بي شابيرو" السفير السابق للولايات المتحدة الأمريكية لدى إسرائيل، أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية لم تحل الانقسام الحاد بين الإسرائيليين حول ملاءمة "بنيامين نتنياهو" للقيادة، لكنها قدمت لـ"نتنياهو" ائتلافًا معقولاً بسبب التماسك الأكبر في معسكره وزيادة الانقسام بين خصومه.

ولكن، سيواجه هذا التماسك خلال الانتخابات تحديًا عند الحكم، ما يفرض تحديات محتملة على قدرة إسرائيل على توسيع علاقاتها المتنامية مع العالم العربي.

وقع "نتنياهو" اتفاقيات إبراهيم مع الإمارات والبحرين عندما كان رئيسا للوزراء في عام 2020، وأضاف اتفاق تطبيع مع المغرب في وقت لاحق من ذلك العام. لكنه فعل ذلك كرئيس لتحالف ضم عناصر وسطية، مثل وزير الدفاع آنذاك "بيني جانتس" ووزير الخارجية "جابي أشكنازي".

وأضاف "شابيرو" أنهم وضعوا قيودًا حاسمة على السياسات - مثل الضم المقترح لأجزاء كبيرة من الضفة الغربية - والذي كان من الممكن أن يعيق علاقات إسرائيل مع شركائها العرب الجدد، حيث أوضحت الإمارات قبل اتفاق التطبيع، أنها لن تقبل بهذا.

لن تكون هناك مثل هذه القيود في الائتلاف المحتمل ظهوره، إلا إذا جاءت من "نتنياهو" نفسه، إذ إن أعضاء اليمين المتطرف في الائتلاف (مثل "بتسلئيل سموتريتش" من حزب الصهيونية الدينية و"إيتمار بن غفير" والذين ارتفعت شعبيتهما بالتوازي مع موجة الهجمات الفلسطينية) لا يعطون الأولوية لتوسيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية، وسوف يطالبون بسياسات تجعل من المستحيل الحفاظ في المستقبل على حل الدولتين مع الفلسطينيين.

وبما أن "نتنياهو" يعتمد عليهم في ائتلافه وربما يعتمد أيضًا على تشريعهم لإيقاف محاكمته بالفساد، فسوف سيواجه تحديًا في التعامل مع مطالبهم ومع الرسائل التي سيتلقاها من أبوظبي والمنامة والرباط وواشنطن. وإذا اعتقدت الدول العربية أنها ستحرج من العلاقات الوثيقة مع حكومة من هذا النوع، فسيصعب التقدم في تعميق "اتفاقيات إبراهيم" وتوسيعها إلى دول جديدة.

الاتفاق النووي الإيراني

ترى "باربارا سلافين"، مديرة مبادرة مستقبل إيران في مركز "أتلانتك كاونسل" أن فوز "نتنياهو" المحتمل هو أكثر الأخبار سوءًا بالنسبة للاتفاقية النووية الإيرانية، التي كانت على حافة الهاوية بالفعل بسبب التعنت الإيراني والاضطرابات الداخلية في إيران.

وبالنظر إلى هوسه الطويل بإيران، يمكن توقع أن يزيد "نتنياهو" الضغط على إدارة "جو بايدن" لتكثيف إنفاذ العقوبات والعمل مع إسرائيل لإعداد خيارات أكثر عنفًا لمحاولة إضعاف وتأخير برنامج إيران النووي.

كما أن "نتنياهو" سيحبط أي آمال أمريكية في سياسة إسرائيلية أكثر استنارة تجاه الفلسطينيين بينما يضغط على واشنطن للمساعدة في توسيع "اتفاقيات إبراهيم".

وأضافت الباحثة أن أصعب موضوع سيواجه "نتنياهو" هو غزو روسيا لأوكرانيا، بالنظر إلى ارتباطه الطويل بالرئيس "بوتين". ستبقى العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وثيقة، ولكن من المرجح أن تكون أكثر وعورة، خاصة إذا حاول "نتنياهو" التأثير على السياسة الأمريكية لدعم الجمهوريين كما فعل في الماضي.

العلاقات بين روسيا وإسرائيل

يقول "مارك.ن. كاتز" الزميل غير المقيم في معهد دول الخليج العربي في واشنطن أنه إذا استأنف "بنيامين نتنياهو" رئاسة الوزراء، كما يبدو مرجحًا الآن، فقد لا يكون قادرًا على إقامة علاقة جيدة مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" كما فعل من قبل.

خلال الفترة الطويلة التي قضاها كرئيس للوزراء، التقى "نتنياهو" بشكل متكرر بـ"بوتين" وتحدث معه عبر الهاتف. وكانت العلاقات الروسية الإسرائيلية جيدة بشكل أساسي، على الرغم من العلاقات الوثيقة بين موسكو وطهران.

ونتيجة لاتفاق تفادي التضارب بين القوات الروسية والإسرائيلية فيما يتعلق بسوريا، غضت موسكو الطرف عن استهداف إسرائيل لـ"حزب الله" وحتى المواقع الإيرانية هناك. لكن بينما كان على طهران في السابق أن تتحمل هذا الأمر، فإن اعتماد "بوتين" على إيران في استخدام طائرات مسيرة مسلحة في أوكرانيا قد يضع طهران في وضع يمكنها من مطالبة موسكو بأن تكون أقل تسامحًا مع مثل هذه الهجمات الإسرائيلية في سوريا.

وأضاف الباحث أن "نتنياهو" قد يتحجج أمام الجماهير الأمريكية بأنه لا يستطيع فعل الكثير لمساعدة أوكرانيا خوفًا من كيفية تعامل موسكو مع السكان اليهود الضعفاء في روسيا. لكن في الوقت نفسه، لن يرغب "نتنياهو" في استعداء واشنطن كما فعلت السعودية والإمارات من خلال التعاون الوثيق مع موسكو.

وبعد أن أدت الحرب في أوكرانيا إلى توثيق العلاقات الروسية الإيرانية، وتدهور العلاقات الروسية الأمريكية للأسوأ بكثير، قد يكون "نتنياهو" أقل قدرة مما كان عليه فيما يتعلق بالحصول على نفس العلاقة الناجحة مع "بوتين" أو المناورة بنجاح بين واشنطن وموسكو.

العلاقات التركية الإسرائيلية

يرى "علي بكير"، الزميل غير المقيم في برامج الشرق الأوسط التابعة لـ"أتلانتك كاونسل"، أن فوز "نتنياهو" المحتمل لن يكون تطوراً جيدًا بالنسبة للعلاقات التركية الإسرائيلية. فخلال معظم فترة حكمه، تدهورت العلاقات التركية الإسرائيلية بشكل كبير.

أحد الأسباب الرئيسية هو سياسات "نتنياهو" العدوانية تجاه الفلسطينيين ومشاركته في كتلة مناهضة لتركيا في شرق البحر المتوسط ​​والشرق الأوسط، ويضاف إلى ذلك غياب التوافق بين الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" و"بنيامين نتنياهو"، وغالبًا ما يخوض الزعيمان حروبًا كلامية، ما يزيد العلاقات بين بلديهما تعقيدًا.

يضيف الباحث أن هزيمة "نتنياهو" في الانتخابات العامة السابقة أزالت عقبة كبيرة أمام عملية التطبيع بين أنقرة وتل أبيب وسرعت الجهود الدبلوماسية. وبالإضافة إلى ذلك، عزز التطبيع الأخير بين البلدين التعاون الأمني ​​والتنسيق حول الأمور الإقليمية الملحة، لا سيما المتعلقة بإيران.

في حين أنه لا يزال من المبكر الحكم على ما إذا كان "نتنياهو" سيختار اتباع نفس السياسات القديمة وبالتالي يقوض التقدم الذي تم إحرازه بالفعل في العلاقات التركية الإسرائيلية، أو ما إذا كان سيختار التكيف مع الوضع الحالي وأن يبني على التقدم الحالي، فمن المرجح أن يستمر التعاون الاقتصادي والاستخباراتي بين تركيا وإسرائيل بنفس الوتيرة.

ومع ذلك، فعندما يتعلق الأمر بالعلاقات السياسية والدبلوماسية، فإن تصرفات "نتنياهو" تجاه تركيا والفلسطينيين وبعض القضايا الإقليمية الساخنة، مثل قضية شرق البحر المتوسط​​، ستقرر الاتجاهات التي ستسير فيها العلاقات بعد صعوده إلى السلطة.

وقد يتبنى "نتنياهو" أيضًا استراتيجية "الانتظار والترقب" تجاه أنقرة حتى تتضح نتيجة الانتخابات الرئاسية والعامة في تركيا في يونيو/حزيران 2023.

التعليقات (0)