"أرض الميعاد الجديدة".. الإسرائيليون يهربون من الحرب وصعوبة المعيشة إلى جورجيا

profile
  • clock 15 يونيو 2024, 2:22:20 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قرر العديد من الإسرائيليين اعتبار دولة جورجيا "أرض الميعاد الجديدة"، بسبب الإحباط من ارتفاع الأسعار في "إسرائيل" والسياسات السامة وتدهور الوضع الأمني، والانتقال بشكل دائم إلى هذا البلد الجبلي غير الساحلي في منطقة القوقاز.

ويعد داني وريتا ليخت من بين نحو 200 إسرائيلي انتقلوا إلى جورجيا، وهي جمهورية سوفياتية سابقة تبعد حوالي ثلاث ساعات بالطائرة عن تل أبيب، بحسب ما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست".

وقبل ثلاث سنوات، انتقل رجل الأعمال السويسري الإسرائيلي إلى جورجيا من القدس مع زوجته ريتا المولودة في روسيا، وفي يناير افتتحوا كشكا للفلافل في قلب منطقة تبليسي السياحية.

وقال ليخت الذي يتقاضى 19 لاري (حوالي 7 دولارات) مقابل وجبة فلافل كاملة مع جميع المكونات: "أردنا أن نقدم شيئا طازجا ولذيذا وغير مكلف، ليس مطعما ولكن طعام الشارع الحقيقي".

وفي الوقت نفسه، تدير ريتا، الحاصلة على درجة الدكتوراه في علم الوراثة الجزيئية من معهد وايزمان للعلوم في رحوفوت، معرضًا فنيا معاصرا يقع في نفس المبنى الذي يوجد فيه مقر إقامتها.

وقالت: "ليس لدينا أي روابط عائلية هنا، لكننا نحب الثقافة ولدينا شغف بالفن، وكان حلمنا هو افتتاح معرض، وهذا هو أحد الأماكن التي يمكننا تحقيق ذلك فيها".

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أنه "على مدى الشهرين الماضيين، شهدت جورجيا احتجاجات ضخمة مناهضة للحكومة ضد قانون جديد، على غرار قانون في روسيا، يلزم أي منظمة تتلقى أكثر من 20 بالمئة من تمويلها من الخارج بالتسجيل باعتبارها عميلاً أجنبيا".

ويقول المنتقدون إن القانون يهدف إلى خنق المعارضة مع تقريب البلاد من موسكو وإبعادها عن الاتحاد الأوروبي، وتظهر استطلاعات الرأي أن 80 بالمئة من الجورجيين يريدون انضمام بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي، ويتعهد المتظاهرون بعدم التراجع حتى يتم إلغاء القانون الذي يشبه القمع الذي يمارسه بوتين، بحسب الصحيفة.

وفي العام الماضي، فإنه وفقا للإحصاءات الحكومية، فقد زار 217,065 إسرائيليا، جورجيا، مما يجعلها رابع أكبر مصدر للسياحة الأجنبية بعد روسيا وتركيا وأرمينيا، لكن الإسرائيليين بقوا لفترة أطول وأنفقوا ما متوسطه 3,782 لاري (حوالي 1,400 دولار) في كل زيارة – أكثر بكثير من أي مجموعة أخرى.

وليس من غير المألوف سماع اللغة العبرية في الشوارع، وأحد أهم مناطق الجذب السياحي في تبليسي هو متحف التاريخ اليهودي الجورجي، الذي يروي تاريخ 2600 عام من الحياة اليهودية في هذا البلد.

وقال إيتسيك موشيه، مؤسس كل من "البيت الإسرائيلي" و"غرفة الأعمال الإسرائيلية الجورجية": "إن الاستثمارات الإسرائيلية في السياحة والتمويل والزراعة والرعاية الصحية تبلغ بالفعل حوالي 500 مليون دولار".

وأضاف موشيه، الذي أصبح في عام 1990 أول إسرائيلي يمثل الوكالة اليهودية في الاتحاد السوفييتي السابق، أن "جورجيا دولة صغيرة، لكنها واحدة من أفضل أصدقاء إسرائيل في العالم، نحن شعبان عريقان لهما تاريخ صعب ونفس المصير، ووفقا للتاريخ الجورجي، فإن اليهود هم الذين ساعدوا في إعدادهم لتبني المسيحية".

وذكرت الصحيفة أنه "في الواقع تقول الأسطورة إن يهوديا جورجيا يُدعى إلياس أحضر رداء يسوع المسيح إلى وطنه من القدس بعد الصلب، بعد أن حصل عليه من جندي روماني في الجلجثة".

وقبل 7 أكتوبر، كانت أربع أو خمس شركات طيران تقدم رحلات جوية بدون توقف بين تل أبيب وتبليسي - وأحيانا تنطلق رحلتان يوميا لنفس شركة الطيران، وحتى الآن، لا تزال شركة "العال" وغيرها تقدم خدمة يومية على هذا الطريق.

كما أن ملصقات الإسرائيليين الذين اختطفتهم "حماس" واحتجزتهم في غزة معلقة على اللوحات الإعلانية وجوانب الحافلات في تبليسي.

وزعمت الصحيفة أنه في نوفمبر 2022، حاول عملاء باكستانيون تابعون لتنظيم القاعدة وأرسلهم فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، اغتيال موشيه في الشارع، أمام العلم الإسرائيلي، مضيفة أنه "لحسن الحظ تم اكتشاف الخطط من قبل مسؤولي الأمن المحليين، الذين اعتقلوا العديد من المشتبه بهم، بما في ذلك مواطنون جورجيون وإيرانيون مزدوجو الجنسية".وقال موشيه، الذي لا يزال يخضع لحراسة مشددة، إنه يتوقع وصول عدد قياسي من الإسرائيليين إلى جورجيا يبلغ 250 ألفًا في عام 2024، وفي نوفمبر المقبل، تخطط منظمته لعقد مؤتمر أعمال في تبليسي بمناسبة مرور 35 عامًا على العلاقات التجارية الثنائية.

في الواقع، قام العديد من الإسرائيليين بشراء نظام المشاركة بالوقت في منتجع باتومي على البحر الأسود، وتعتبر البلاد وجهة رئيسية للتزلج والمشي لمسافات طويلة بالإضافة إلى السفر الذي يركز على الطعام والنبيذ.

وأوضح موشيه: “لم أقابل حتى سائحًا إسرائيليًا واحدًا لا يريد العودة إلى هنا"، مقدرًا عدد السكان اليهود الأصليين في جورجيا بما يتراوح بين 500 و1000؛ بينما يخدم الكنيس الكبير في تبليسي المجتمع الذي يغلب عليه كبار السن.

بالإضافة إلى هؤلاء اليهود الإسرائيليين الذين انتقلوا إلى جورجيا، فإن هناك أيضًا 1500 عربي إسرائيلي، معظمهم مسيحيون من الناصرة وأماكن أخرى، يدرسون الطب في البلاد.

التعليقات (0)