أمن الملاحة في البحر الأحمر.. صراع مرتقب بين إسرائيل والحوثيين

profile
  • clock 11 أبريل 2023, 5:11:20 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

من المرجح أن يصبح أمن الملاحة في البحر الأحمر موضع صراع بين إسرائيل وجماعة الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، بغض النظر عن طبيعية أي تسوية للحرب المستمرة في اليمن منذ تسع سنوات، بحسب تقرير لـ"مركز صنعاء للدراسات الاستراتجية".

المركز تابع في تقرير أن جماعة الحوثيين تسيطر منذ بداية الحرب على معظم الساحل اليمني المطل على البحر الأحمر، وهو بمثابة الشريان الرئيسي للتجارة بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، والتي تقدر بنحو 700 مليار دولار سنويا.

وأردف أنه يمر عبر مضيق باب المندب حوالي 4 ملايين برميل من النفط يوميا في طريقها إلى أوروبا، وحوالي 25 ألف سفينة، أو 7 % من حجم التجارة البحرية العالمية.

ويالتالي، شكلت سيطرة الحوثيين على أجزاء من السواحل المطلة على البحر الأحمر مصدر قلق دولي، بما في ذلك لإسرائيل، لاسيما وأن الواردات والصادرات من وإلى آسيا تمثل نحو ربع إجمالي حجم التجارة الخارجية لإسرائيل، وفقا للمركز.

وأضاف أن معظم السفن الإسرائيلية، التي تلعب دورا في تلك التجارة، تمر عبر ممرات البحر الأحمر، مما يجعل من تأمين تلك المنطقة مسألة أمن قومي بالنسبة لإسرائيل.

وزاد بأن إسرائيل ضغطت على الحلفاء الدوليين لحماية باب المندب، ولجأت إلى تحسين علاقاتها الإقليمية بما أفضى إلى توقيعها "اتفاقيات إبراهيم" لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين عام 2020.

ولفت إلى أن إسرائيل شاركت في مناورات في البحر الأحمر، إلى جانب القوات البحرية الأمريكية والإماراتية والبحرينية، كما بدأت في إقامة علاقات وثيقة مع الإمارات خصوصا بعد أن رسخت الأخيرة موطئ قدم لها على سواحل عدة دول منها جيبوتي وإريتريا وأرض الصومال إلى جانب جزيرتي ميون وسقطرى باليمن.

واستبعد المركز أن تنتهي المخاوف الإسرائيلية بشأن التهديدات المنبعثة من اليمن بإبرام تسوية نهائية تضع حدا للحرب اليمنية، وعلى الأرجح ستُرسي العلاقات التي بنتها إسرائيل مع دول الخليج أساسا لمزيد من التعاون وربما مرحلة جديدة من صراع خفيّ مع جماعة الحوثيين.

ومنذ تسع سنوات، يعاني اليمن من حرب متواصلة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014.

 

أهداف إيرانية 

من وجهة نظر إسرائيل، وفقا للمركز، "تستند السياسة الإيرانية في اليمن إلى ثلاث ركائز أساسية: تقديم الدعم للحوثيين، والإضرار بمصالح الدول العربية ذات الغالبية السنية، لا سيما السعودية، والتحكم قدر الإمكان بالوصول إلى مضيق باب المندب".

كما تعتقد إسرائيل أن الحرس الثوري الإيراني هو الذراع التنفيذية الرئيسية المكلفة بتحقيق السياسات الإيرانية في اليمن عبر تمويل الحوثيين وتسليحهم وتدريبهم

وتابع: من هذا المنطلق، تنظر إسرائيل إلى اليمن باعتباره حقل تجارب تستخدمه إيران للأسلحة والتكتيكات التي يمكن توظيفها ضد إسرائيل مستقبلا. وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.

وقال المركز إن "الحوثيين سبق وأن استخدموا صواريخ باليستية بعيدة المدى وقوارب مفخخة خلال فترة الحرب، وبالتالي يمكنهم استخدامها لمهاجمة السفن الإسرائيلية التي تمرّ عبر مضيق باب المندب".

 

قواعد عسكرية

وتتمحور إحدى مخاوف إسرائيل في استحواذ الحوثيين على أسلحة متطورة تمكنهم من مهاجمة الأصول الإسرائيلية في البحر الأحمر أو استهداف إسرائيل مباشرة، وبالتالي تعطي أولوية لمنع هذا السيناريو، بحسب المركز.

وتابع أن تقارير أفادت بأن قوات الحوثيين تستخدم نظام التعرّف التلقائي (AIS)، الذي يمكنه التعرف على السفن الإسرائيلية، مما عزز المخاوف من استهداف تلك السفن بالصواريخ الساحلية والألغام البحرية.

وأردف: بالتالي، أصبح تعزيز العلاقات مع الإمارات خطوة مهمة لتحقيق الأهداف الأمنية الإسرائيلية في اليمن، فالإمارات، إلى جانب السعودية، هي ضمن الثماني دول التي أنشأت قواعد عسكرية في جيبوتي المتمتعة بموقع استراتيجي مطل على باب المندب، إلى جانب تواجدها العسكري في إريتريا وأرض الصومال وجزيرة ميون وأرخبيل سقطرى في اليمن، مما منحها قدرة كبيرة على مراقبة حركة الملاحة في المنطقة.

كما تم تداول تقارير في إسرائيل، وفقا للمركز، عن إنشاء قاعدة تجسس مشتركة مع الإمارات في جزيرة سقطرى، وذلك في أعقاب وصول وفد من ضباط المخابرات الإسرائيلية والإماراتية إلى الجزيرة في أغسطس/ آب 2020.

فيما تشير تقارير أخرى إلى إنشاء إسرائيل منذ 2016 قواعد في جبل إمبا سويرا قرب بلدة صنعفي جنوبيّ العاصمة الإريترية أسمرة، بحسب المركز الذي أضاف أن إسرائيل لم تدحض تلك التقارير.

وختم بأن "إسرائيل تنظر إلى جماعة الحوثيين باعتبارها واحدة من أخطر التهديدات الإقليمية كطرف وكيل للإيرانيين أظهر قدرات عسكرية متزايدة خلال الصراع الدائر (...) وكل هذه المعطيات تشير إلى أن اليمن سيظل موقعا للتنافس بين إسرائيل وخصومها الإقليميين خلال السنوات القادمة".

التعليقات (0)