احمد قنيطة يكتب: ويعلم الصابرين

profile
أحمد قنيطة كاتب وباحث سياسي
  • clock 31 أكتوبر 2022, 5:58:04 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تسليم بعض المقاتلين أنفسهم لسلطة التنسيق والتخابر مع العدو ممن لديهم الأعذار القاهرة، أو البعض من المنتكسين والذين اثّاقلوا إلى الأرض، أو البعض من اخترقوا الحالة الثورية "عرين الأسود" لضرب الروح المعنوية للشعب الفلسطيني ولرجال العرين بمثل هذا الفعل؛ كل هؤلاء -وغيرهم- لن يؤثروا في عرقلة المد الثوري الهادر للضفة المحتلة وأبطالها الميامين.

فبعد تسليم أحدهم لنفسه في توقيت قاسٍ وحساس بعد استشهاد رفاق دربه "الكيلاني والحوح" مباشرة، انطلق البطل الكرار محمد كامل الجعبري في الخليل، وأخيه البطل بركات عودة في أريحا بعمليتين بطوليتين هزّت أمن الاحتلال، وضربت الروح المعنوية للمجتمع الصهيوني في مقتل، وألهبت الروح المعنوية لدى شعبنا وأمتنا.

واليوم يؤلمنا تسليم مقاتل آخر لنفسه وإيثاره طريق السلامة والدعة، بينما تتعرض الأوطان والمقدسات والأعراض للانتهاك والأذى؛ إلا أن التجارب تخبرنا أنه لا يمكن أن يثبت في هذه الطريق الصعبة والوعرة إلا الرجال، الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وما بدلوا تبديلاً، وما أكثر الصادقين من شبابنا وأبطالنا الذين صدّقت أفعالهم أقوالهم، وبرهنت دماءهم على إخلاصهم وسلامة مقاصدهم.

لذلك لا يجب أن نتوقف كثيراً عند مثل هذه الحالات بالندب والعويل والنحيب، ففرسان الجهاد والمقاومة انطلقوا بكل همةٍ وإصرار على مواصلة المسير، وعزموا ألا يتوقف سعيهم وبذلهم حتى يفتح الله علينا بالنصر والتحرير.

وواجب الوقت على العاملين في حقلي السياسة والإعلام هو الاستمرار بالتعبئة والتوجيه، والاحتفاء بالنماذج البطولية الفريدة، وتحشيد الرأي العام حول فكرة الثورة ورفض التعايش مع العدو، وواجب الأبطال في الميادين أن يُثبتوا للعدو وأذنابه فشل رهاناتهم على احتواء هذه الثورة، وعجز أدواتهم عن تفكيكها وكسر إرادتها، وإخفاق مساعيهم عن قتلها ووأدها في أوج عنفوانها.

"وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْـًٔا ۗ وَسَيَجْزِى ٱللَّهُ ٱلشَّٰاكِرِينَ"

الخير قادم بإذن الله، فلا تحزنوا ولا تبتئسوا، ولنترقب بشغف الوثبة القادمة لآساد القدس وليوث الضفة وأبطال الداخل المحتل.

التعليقات (0)