اسماعيل جمعه الريماوي يكتب: اجتماع العلمين هل هو شكلي ام محاولة جدية لإنهاء الانقسام

profile
  • clock 2 أغسطس 2023, 11:51:34 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لم يكن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بمشاركة رئيس السلطة محمود عباس، والذي عقد في مدينة العلمين بمصر،  سوى اجتماعا شكليًا، ولم يحمل في مضمونه أو مخرجاته أي تغيير عن اجتماعات سابقة، كانت عقدت وخرجت ببيانات ختامية مماثلة منها تشكيل لجان بقيت حبر على ورق ، فقد كانت الدعوة الى الاجتماع محاولة من السلطة الفلسطينية لامتصاص غضب الشارع ضدها بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين وليس تغيرا جوهريا كما يريده المواطن الفلسطيني .


ففي ختام هذا الاجتماع ، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في بيان وصف أنه ختامي رغم أنه لم يحمل سوى الدعوة لتشكيل لجنة لمتابعة ما تم مناقشته خلال الاجتماع، بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، والاكتفاء بالتقاط صورة جماعية للمشاركين في الاجتماع الذي قاطعته حركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية - القيادة العامة، والصاعقة، و "فتح" الانتفاضة، بسبب أزمة ملف المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.


حيث ان الأجواء التي صاحبت الاجتماع والصورة الجماعية التي التقطت وما صدر من تصريحات أيضًا، لا تعكس طبيعة الحال ولا التوقعات التي انتظرها الشعب الفلسطيني الذي كان يدرك حسب التجارب السابقة أنه لن تكون هناك مخرجات حقيقية تنبثق عن هذا الاجتماع الذي لم يحمل جديدًا للمواطن الذي كان يبحث عن بصيص أمل وان حمل فإنه لن يرى طريقه الى التنفيذ.


إن ما جرى في الاجتماع انعكس سلبًا على المواطن الفلسطيني الذي كان يتمسك بالتفاؤل الحذر، رغم يقينه وثقته أنه لن ينتج عنه أي شيء حقيقي، معتبرًا أن الإعلان عن تشكيل لجنة وطنية فقط لمتابعة استكمال الحوار، واعتبار اللقاء فرصة إيجابية، من أجل الالتقاء فقط، إنما يؤكد حالة الاستياء الشعبي العام والنظر بشكل سلبي تجاه مثل هذه الاجتماعات .


إن مجرد عقد اللقاء في هذا التوقيت، واختيار المكان، بمثابة أمر إيجابي يدعو للتفاؤل الحذر، خاصة وأن الهوة كبيرة بين حركتي "فتح" و "حماس"،  إلى أن الأولى تريد جر الفصائل للاعتراف بمنظمة التحرير بما يشمل الالتزام بقرارات ما يعرف بالشرعية الدولية ويعكس ذلك أنها لا زالت تراهن على المفاوضات وخيارات التسوية التي سأمها الشعب الفلسطيني و ترى فيها الثانية (أي حماس) أنها ظالمة ويجب أن تتغير وأن يناضل الشعب الفلسطيني من أجل ذلك، ومن أجل اعتراف العالم بحقوقه، وترى أن الأولوية في الوقت الحالي هي مواجهة الاحتلال وتوحيد الحالة الفلسطينية والتمسك بالثوابت الوطنية.


وبين هذا وذاك،هناك حالة فراغ ما بين الواقع بالضفة الغربية وقطاع غزة ، ففي غزة نواة للمقاومة المسلحة، بينما في الضفة الغربية المحتلة تمنع السلطة أي عمل مسلح من الشعب الفلسطيني .


وأن الخروج بإقرار تشكيل لجنة للمتابعة إن شكلت ، فهو أمر إيجابي لكن لن يكون له فاعلية وقدرة على احتواء التناقضات في المشهد الفلسطيني، ولكنها قد تساعد بتقليل الفجوات والإشكاليات التي قد تحدث خاصة في حال كانت هذه اللجنة قوية وقادرة على تجاوز أي عقبات في ظل المشهد المعقد خصوصا مع  حكومة يمينية هي الاكثر تطرفا في تاريخ اسرائيل تنكر الحق الفلسطيني وتنكر حتى وجوده على أرضه. 


أن الاجتماع لم يرقى إلى مستوى تطلعات الشعب الفلسطيني الذي لم يبالي بالاجتماعات التي تكررت كثيرًا بدون أي جدوى، إلى أن تفاصيل الحياة المعيشية للمواطنين تطغى على تفكيرهم، خاصة وأن هناك حالة من اليأس من أي عملية يمكن أن تعطي أملًا للجمهور، ولذلك هذه اللقاءات لم تعد تحظى باي طموح او اي اهتمام شعبي في الشارع .


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)